المحتوى الرئيسى

نؤجل انتخابات مجلس الشعب، ونطلب من الجيش عدم الالتزام بقصة الستة أشهر لأنها ليست قرأن والحياة السياسية ليست جاهزة، ونلت ونعجن لشهور حول تغيير الدستور تحت شعر” كله ولا حته منه، حته منه ولا كله”.

03/04 13:26

هذا ــ باختصار ــ الذي يردد في الفضائيات.خلاصة هذا الكلام أننا ننتخب رئيس جمهوريه، ونمنحه كل السلطات، في بلد ليس فيها مجالس محلية منتخبة ولا نقابات منتخبه ولا اتحادات طلابية منتخبة ولا أحزاب قويه ولا نواب مجلس شعب، وفوق كل هذا دستور يغري جان جاك روسو شخصيا ليكون ديكتاتورا.صباح الفل..الأجمل أننا سندخل انتخابات الرئاسة بدون مرشح، فالبرادعي تم تشويهه بشكل منهجي والبسطاويسي غير معروف إعلاميا، وكلاهما ــ وهذا هو الجزء الألطف في القصة ــ لم يحسم قرار الترشح أساسا.لكن لا تقلقوا، سنسلم البلد ليد أمينه.عمرو موسى وشفيق وآخرون لا نعلمهم امن الدولة يعلمهم، يدخلون في انتخابات ديمقراطيه لينجح احدهم ويستلم البلد مع تحياتنا ودعواتنا له بالتوفيق.والسؤال هنا، لماذا نسير بحماس نحو الجسم مدبب ونجلس عليه وعلى شفاهنا ابتسامه بلهاء فاتنة؟.الجواب، لأننا نطالب بنظام برلماني وليس رئاسي، ومن مبادئ السياسة انك إذا أردت نظام برلماني فأفضل وسيله هي تسليم البلد لرئيس يملك كل السلطات مع عدم وجود برلمان أصلا، أي طالب في أولى حقوق يعرف هذه المعلومة البسيطة، كيف لم تنتبه أنت.والشائع في الفضائيات أن تأجيل الانتخابات سيحمينا من الإخوان “الأشرار” ونواب الوطني.جميل.. لكن الإخوان لن يشاركوا سوى بـ 35 % من مقاعد البرلمان وبالتالي فإذا ما اكتسحوا الانتخابات ستكون نسبتهم 25 % وإذا خسروا خسارة مدوية فسيكون لهم 15% وبالتالي فالثرثرة حول نسبه الإخوان لا معنى لها، النسبه محسومه والتأجيل لن يغير شيء.ماذا عن الـ 80 % الباقية؟.. نحن لا نريد أن يسيطر عليها الوطني، فل، لكن ألم يلفت انتباهك أن أحمد شفيق اقترح مع يسري فوده إجراء الانتخابات بعد سنة ونصف كاملة، الثابت أن شفيق لم يخرج معنا في جمعة الغضب وبالتالي فاحتمال انه يريد الإضرار بالوطني مستبعده، لكنهم يريدون وقت لإغلاق ملفات الفساد، ولأنهم ـ تخيلوا المفاجأة ـ هم من يحكمون بينما الانتخابات هي وسيلتنا كشعب لاستلام السلطة.عموما أي حد شارك في انتخابات يدرك أنه لا يوجد شيء اسمه حزب وطني لكن هناك كبير العائلة في دوائر الصعيد والريف وهناك الرجل الأكثر ثراء دوائر في المدن وهؤلاء سيظلون هم الأقوى حتى بعد مرور سنوات.والأجدى من الولولة من خطر الانتخابات الضغط من أجل انتخابات بالقائمة النسبية على مستوى المحافظات لضمان التخلص من الرشاوى الانتخابية فلا معنى لان أعطيك مالا لتنتخب قائمة طالما لا اضمن انك ستعطيني أنا صوتك، وستيسر القائمة النسبية الانتخاب بالرقم القومي.والانتخاب بالقائمة سيتيح فرص اكبر للشخصيات العامة، فمثلا ضياء رشوان يعتمد على عائلته في غرب النيل بالأقصر ومنافسه نائب الوطني يعتمد على عائلته الكبيرة أيضا في غرب النيل، وحال ترشح ضياء على مستوى الأقصر بالكامل سيحظى بميزة نوعيه عن منافسه وهي دعم شباب ونشطاء من مناطق أخرى له بينما ينحصر تأييد منافسه في منطقتهم وقوة عائلته فيها فحسب، وهكذا.يقال لنا نؤجل الانتخابات ونعمل مجلس رئاسي مدني، بيس جدا.. لكن هل أوحى لكم خيالكم أن أعضاء المجلس العسكري سيسلمون السلطة وفوقها مصحف مذهب هدية لأفراد غير منتخبين، ستقول لي لا طبعا .. إذن فالسؤال ما هي قدرتنا على التوافق على مجلس رئاسي مدني يحظى بإجماع القوى الوطنية والأهم ما هي قدرتنا على حشد الملايين في الميادين للضغط على المجلس العسكري.وإذا كان المجلس العسكري لا ينوى ونحن غير قادرين على إقناعه فما معنى إهدار الوقت في الحديث عن سيناريو خيالي.وبدلا من الثرثرة حول دستور هو حبر على ورق ما لم تكن هناك قوى تحميه علينا الضغط من أجل وزير داخلية مدني من القضاء ليعيد هيكلة الشرطة ويلغي امن الدولة، والضغط من اجل حرية تشكيل الأحزاب وإطلاق حرية الصحف والفضائيات، فإطلاق الحريات هو قضيتنا التي سنتمكن من خلالها من إنهاء الوطني والتصدي لأي ديكتاتور.ولحظتها لن نحتاج لإعادة تمثيل المشهد العبثي الغرائبي لمثقفين يترجون العسكر أن يمدوا فترة بقائهم بينما العسكر يرفضون ويشرحون لهم أنهم ملتزمون بجدول زمني.مواضيع ذات صلة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل