المحتوى الرئيسى

حين سنفتح قصوركم عُنوة بقلم:احسان الفقيه

03/03 23:49

احسان الفقيه أعترف بأننا لم نعُد كما كنا سابقا.. فبعد أن ضجّ القلب يشتهي المطر شتاء والندى في ماتبقى من مواسم لم يعُد بالإمكان التراجع او العودة الى الخلف.. كم يُحزنُني أننا حين سنفتح قصوركم عُنوة لن نجد في الغُرف السرية ما له علاقة بنا (أسماؤنا،صور بيوتنا وحواكيرنا) لن نجد محماسة او مهباشا، طاحونة او محراثا ضمن ديكورات قاعات الجلوس.. سنجد خبزنا المسروق على شكل سبائك.. أما الدفء الذي احتكرتموه فكان يحتضِرُ اختناقا من فظاعة ما سنعرفه فيما بعد.. **** قيل قديما: أنه ليس من الخطأ أن تكذب إنما الخطأ أن يكتشف الناس كذبتك.. ونصح أحدهم سياسيا أمريكيا بأن يكذب ويكذب ويكذب الى ان يصدقه الناس... أما شكسبير فقد قال على لسان إحدى شخصياته في مسرحية هنري الرابع: اذا كان الكذب يسعد مولاي فإني أسوق له كذبي بكل حبور... لعلنا بعد كل هذا لا نلوم زعماءنا والمتقافزين في حظائرهم فهم يكذبون لإسعادنا ويُسمعوننا ما يُطربنا، حتى عندما نكتشف أكاذيبهم سنجد في أفئدتنا كمية كافية من التسامح لنغفر لهم ..هكذا يظنون.. *** معروف عن لوركا -أكثر الأدباء الإسبان شهرة- شدة اعتزازه بالعرب وبالحضارة الإسلامية في الأندلس، كان يحرص عند إرساله بطاقات بريدية الى أصدقائه أن تحمل صورة قصر الحمراء. وكتب إلى عائلته وهو في نيويورك: أنا أقول لأصدقائي هنا بأنني سليل عائلة عربية عريقة في غرناطة...أنا مثل لوركا ايضا فخورة بعروبتي.. أعشق مصر حدّ الجنون، قلقة على تونس رغم سعادتي بأهلها وأحببت الليبيين حديثا فلم أكن أعرفهم جيدا.. ملعبي الأول ومدرستي الأولى كانتا في نجد ففي السعودية حفظت القرآن وعرفت الكثير عن تاريخ وحضارة المسلمين وضقت ذرعا بتعقيدات الفقهاء وتناقض المُحدّثين وتشدُّدهم فيما بعد.. صديقات الطفولة من السودان والجزائر والمغرب وموريتانيا.. وفي اليمن السعيد بالأحرار الجدد وُلِد جدي الأول ولا زال أبناء قومي في الأردن على عهدي بهم.. في حين لازالت سوريا في قبضة ملك الغاب أما الجميلة لبنان والعراق العزيز فهُما أكثر تعقيدا من قدرة حواسي على الفهم.. لك الله يافلسطين ومساء الخير ياحلحول.. *** بفاصل من كوابيس (هذا عيب وذاك مُنكر) و (تكثير الأسئلة حرام) كانوا يحرسون وسادتي ليلا فمن العار أن تحلم حسناء القبيلة بفارس ليس منهم.. كنت أراني في كواليس(احتضاري) أزهو وأُثمر ورفضي يكبر في مهده. كان صراخي ضرورة لردع الأُخريات ولم أكن أصرخ بل كنت أُغمضُ عينيّ وأُغني وأشرب الحياة.. لم أكن هناك حين اجتبتني قلادة جدتي عروسا لضحيّتي الأولى فكان القصاص ثم الخلاص وكنت أنا...

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل