المحتوى الرئيسى

رغبة حقيقية أم تقليد أعمى بقلم مريم بسام نزال

03/03 19:20

شهدت المنطقة منذ بداية العام احتجاجات ومظاهرات وثورات ضد نظام الحكم السائد كلٌّ في بلده، بدأت الثورات في تونس ثم مصر والآن في ليبيا والبحرين واليمن ، نُقلت عدوى الحِراك من شعب إلى آخر ولكنها لم تنتقل من رئيس نظام لآخر ! رؤساء النظام لم يتعظوا ولم يأخذو العبرة من تجارب غيرهم بل يقتلون ويهددون ويزيدون إصراراً وتمسكاً بمنصبهم ويثبتون أنفسهم بوضع لاصق أقوى من اللاصق الذي استخدموه من قبل لتثبيت أنفسهم وعزيزهم الكرسيّ، لكن حتى اللاصق انقلب عليهم فتفاعل مع مثيله وتحلل بدلاً من زيادة الالتصاق كما يُرجى منه. أضحت تسمية يوم الجمعة ظاهرة في البلاد العربية سواء قامت الدولة بالثورة أم بتسيير مظاهرة مؤيدة للدولة الأخرى صاحبة الثورة، بل وأصبح التفكير باسم جديد ليوم الجمعة التي تليها أمراً ملحّاً فقد تعددت التسميات ليوم الجمعة؛ جمعة الرحيل وجمعة الغضب وجمعة الخلاص وجمعة النصر وجمعة التحرير وكذلك تسمية الثورات سميت ثورة تونس بثورة الياسمين وثورة مصر بثورة اللوتس والآن ليبيا ألا يوجد زهرة لتسميتها ! لماذا لا تبقى فقط "ثورة" ألا تكفي هذه الكلمة لتدلّ على عزّة وكرامة وكبرياء وشرف لشعب عاد بعد غيبة طويلة ؟ لماذا دائماً نبتعد عن جوهر الشيء ونتمسك بالأشياء السطحية ما الذي يهم بالتسميات؟ الاسم هو المهم أم هذا الحِراك وهذه الانتفاضات على النظم أم أننا فقط نجمع بين شيئين نعتقد أن يمنحونا أملاً بالآتي ! أرى أن الثورة عِطرٌ بحدِّ ذاتها ولا تحتاج منا عِطراً لنضفيه عليها. كل شعب ينتظر الآخر لينهي ثورته ليثور هو بدوره! ألا يجوز أن يثور شعبان أو أكثر معاً ؟ هل ذلك لمعرفة ما ستؤول إليه ثورة السابقين؟ أم لتستطيع وسائل الإعلام تغطية كامل الحدث وأن لا يشغلها شيء آخر؟ أم لأن البناء الجيد يجب أن يتم خطوة تلو الأخرى بروية لكي يكون أكثر تماسكاً وصلابة؟ أم لأن الشعب اللاحق يشحذ بانتظاره شجاعته وهمته ويقتل ويدفن خوفه الذي سيطر عليه لعدّة عقود؟ وهل الثورة رغبة حقيقية في بلادنا أم أنها ستتحول إلى مجرّد تقليد أعمى دون تخطيط وتفكير؟ فقط نريد أن نثور لكي نثبت أننا نستطيع التغيير متى أردنا كما فعل غيرنا مع أننا لسنا بحاجة لذلك وحالنا جيدة ولكن فقط لتغيير "واجهة البلد" كنوع من التجديد؟. فلنفكر كثيراً ولنخطط جيداً ولنتوقع ونضع العواقب والفوائد قبل أن نقوم بالخطوة التالية وليكن لدينا بدائل عدّة فمصر ليست تونس وليبيا ليست مصر و....، ولنبتعد عن التمسك بالهوامش ولنبقى في مركز الشيء ولا نسمح للتقليد الغربي الذي يُنقل إلينا أن يشغلنا عن جوهر وجمال فعلنا كي نتدبر أمرنا ونحقق مبتغانا بأعلى الأرباح وأقل الخسائر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل