المحتوى الرئيسى

ثورة 1952 هل غيرت مسيرة السينما ؟ بقلم: وجيه ندى

03/03 17:46

ثورة 1952 هل غيرت مسيرة السينما ؟ كانت الدعاية الواضحة فى كثير من الافلام المصريه والتى تنادى بالحريه ومن امثلة تلك الافلام – فتح مصر من اخراج فؤاد الجزايرلى ومن تمثيل احمد البيه ويحيى شاهين واحمد علام ومنسى فهمى ورفيعه الشال – نحو المجد من اخراج وتمثيل حسين صدقى ومعه فاتن حمامه ولولا صدقى ومختار عثمان – المصرى افندى من اخراج حسين فوزى والبطوله مديحه يسرى واسماعيل يس وجمالات زايد وناديه السبع وعايده فؤاد – ارواح هائمه من اخراج كمال بركات وتمثيل سليمان عزيز وعبد العليم خطاب وعبد المجيد شكرى وناديه السبع وعايده كامل وغيرهما من الافلام والتى كانت تنادى بالتحرر – وقامت ثورة يوليو 1952 وظهرت الافلام والتى تنادى بتلك الحركه ومن تلك الافلام قدم الخير من اخراج حلمى رفله و السماء لا تنام من اخراج ابراهيم عماره – وفيلم امنت بالله – وفيلم مصطفى كامل من اخراج احمد بدرخان – وفيلم يسقط الاستعمار من اخراج وتمثيل حسين صدقى – وفيلم حلال عليك – وفيلم حكم قراقوش من اخراج فطين عبد الوهاب وكان فيلم اللص الشريف من اخراج حماده عبد الوهاب وكانت المفاجاه عندما غنى اسماعيل يس 20 مليون وزياده وذكر اسم نجيب خلال اللحن ولاول مره واشاد بما قام به لصالح الوطن واصبحت ثورة يوليو و لا تزال تفوق سينما المناسبات التاريخية الأخرى وخاصة حرب أكتوبر على الأقل من الناحية الفنية ولو استعدنا الذاكرة فيلم مثل «رد قلبى» وأمعنا فى قصته التى كتبها الراحل يوسف السباعى لوجدناها غاية فى المباشرة والدعاية الفجة لثوار يوليو على حساب الاقطاعيين الذين يعاملون الفلاحين بالكرابيج ويرفضون زواج ابن عبد الواحد الجناينى من الأميرة إنجى فيصاب بالشلل ثم تستعيد أطرافه الحركة ويعود إليه النطق حين يسمع هتافات الشعب لتحية ثورة الضباط الأحرار.. ومع ذلك فالفيلم سيظل حياً فى ذاكرتنا وتحفة فنية صنعها شاعر الرومانسية السينمائية المخرج الضابط الراحل عز الدين ذو الفقار ومثلها مجموعة من أجمل ممثلينا بداية من القدير حسين رياض وحتى شكرى سرحان وصلاح ذو الفقار وأحمد مظهر ومريم فخر الدين وهند رستم وكلهم نجوم ونجمات من العيار الثقيل.. وفيما عدا «رد قلبى» وأفلام قليلة أخرى فقد ظلت الثورة فى خلفية الأفلام الجيدة باعتبارها النهاية المنطقية لفساد الحياة السياسية قبل يوليو 1952، ففى فيلم «فى بيتنا رجل» وهو أحد أهم مائة فيلم فى تاريخ السينما المصرية تجد قصته رومانسية شديدة العذوبة والتفرد بين عمر الشريف وزبيدة ثروت وحكاية الورقة التى تعطيها له قبل أن يغادر بيتهم وتحتفظ بنصفها الثانى حتى يتقابلا أصبحت أحد التصرفات الكلاسيكية بين معظم العشاق منذ عرض الفيلم حتى الآن، أما علاقة سعاد حسنى ورشدى أباظة ومشهد الزوج المخدوع «إبراهيم خان» الذى يجد زوجة ابنة رجل البوليس السياسى الكبير فى فراش صديقه ويشدها من شعرها على السلالم فهو أيضاً مشهد لا يمكن أن تنساه السينما المصرية وبفضل هذه العلاقة نجح فيلم «غروب وشروق» وليس فقط بسبب الصراع والمطاردة بين رجال المقاومة وأذناب سلطة الاحتلال وسعاد حسنى أيضاً هى السبب الرئيسى فى نجاح فيلم «القاهرة 30» فضلاً عن الإخراج المداعب لغرائز الجمهور وتركيز الراحل صلاح أبو سيف على التناقض الفج بين سلوك الزوج «الديوث» حمدى أحمد وأنوثة سعاد المتفجرة ودونية تصرفات والدها «توفيق الدقن» ولذلك فالناس تتذكر دائماً هذه العلاقات الغريبة وتنسى أن هدف الفيلم هو أن يقتص من رموز الفساد فى هذه الفترة أو ينتصر للثورة ولما فعلته بالبكوات والباشاوات.. وحتى الأفلام التى حاولت أن تنتقد سياسات الثورة وانتهازية بعض المحسوبين عليها والمستفيدين منها مثل أعمال الجرىء الذكى نجيب محفوظ وخاصة فى «ميرامار» و «السمان والخريف» كانت أفضل من كثير من الأفلام السياسية التى تناولت فترات أخرى فى تاريخنا المعاصر، وشخصية مثل «زهرة» التى جسدتها شادية فى «ميرامار» وقيل إنها ترمز إلى مصر تدلل على استمرار انسحاق هذه الطبقة التى ادعى ثوار يوليو أنهم أنصفوها ومنحوها التعليم المجانى والأرض واستعادا كرامتها المهدورة، أما الانتهازيون فى الاتحاد الاشتراكى مثل شخصيتى «يوسف شعبان» و«أحمد توفيق» فهم الذين صعدوا على جثث الناس وسرقوا ثمار التحول الاجتماعى.. أما الشخصية التى لعبها الراحل عبد الله غيث فى فيلم «السمان والخريف» فهى لا تقل عن هؤلاء انتهازية وقدرة على ركوب أى موجة جديدة، فقد ظل يحقد على ابن عمه عيسى «محمود مرسى» حتى خرج فى التطهير فانقض عليه ليشمت فيه بدعوى النصيحة، وأول ما فعله هو أن سرق «خطيبته» التى كان يحبها قبله والمشهد التى يقبلها فيه بعد أن يقضم تفاحة يلخص كل ما يريد أن يقوله نجيب محفوظ والمخرج حسام الدين مصطفى عن طابور المنتفعين الذين اختطفوا الثورة من أصحابها الحقيقيين وحكموا الناس بنفس المنطق الذى حكمهم به الإنجليز ومحمد على وأسرته منطق الجباية والاستعباد.. وفى ذكرى ثورة وحركة يوليو اكمل التليفزيون المصرى عامه الخمسين وكانت فرصه لتزامن الاحتفالات واذاع التليفزيون المصرى كل ماهو قديم وتم تصويره قديما من خلال السينما والاذاعه وكانت مراجعه للذكريات الكامنه داخل كل مصرى نتمنى التوفيق للجميع المؤرخ والباحث فى التراث الفنى وجيــه نــدى وللتواصل 0106802177 [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل