المحتوى الرئيسى

المرشد العام.. ثم رئيس الجمهورية

03/03 11:05

بقلم: د. حسن الحيوانلأول مرة نجد مرشدًا سابقًا للإخوان (مهدي عاكف)، وأخيرًا رئيسًا سابقًا (مبارك)؛ ما يمثِّل تقدمًا كبيرًا يطرح المقارنات المفيدة بين الإخوان ونظام يوليو 1952م. - رفض عاكف الاستمرار كمرشد، بالرغم من ضغط معظم زملائه، وذلك ليضرب المثل على تداول السلطه, أما مبارك فلقد كان فاشلاً ومكروهًا حتى تنحَّى مخلوعًا. - الإخوان قاموا بتصدير رسالتهم الموجودة الآن إلى معظم دول العالم، ونلاحظ أنهم في بلاد عديدة يمثلون الآن أقوى فصيل سياسي منافس لنظم الحكم المستبدة التي تتهاوى حاليًّا, أما نظام يوليو 1952م فقد بدأ بتصدير القومية العربية للمنطقة؛ حتى ضعفت تمامًا بنكسة 1967م، ومرورًا بالسادات؛ الذي أخرج مصر من عمقها العربي باتفاقية كامب ديفيد، وبإعطاء 99% من أوراق الصراع العربي الصهيوني لأمريكا (على حساب القومية العربية)، وصولاً إلى مبارك الذي عمل على تقزيم مصر لدرجة التحالف الإستراتيجي مع العدو الإستراتيجي (الصهاينة)، واستيراد نموذج توريث السلطه لنجله؛ ما كرَّس الاستبداد والفساد ودفع بثورة 25 يناير التي أطاحت به. - إستراتيجية البقاء كانت- وما زالت- واضحةً للطرفين كهدف لمجرد استمرار مبارك والوطني في السلطة، فكانت الدسترة وإهمال الشرعية تمامًا، والآن ما زال كبار رموز الوطني يصرُّون على العودة للسلطة مهما نتج من ذلك من تخريب لمصر؛ فهم على رأس الوزارة والداخلية والخارجية والصحافة والتلفزيون, أما البقاء للإخوان فيفترض أنه كان الوسيلة لتماسك تنظيمهم أمام بطش مبارك (هل سيستثمر المناخ الجديد بإستراتيجية جديدة؟!) لقد أعلنوا المنافسة على 30% فقط من مقاعد البرلمان، وعدم المنافسة على الرئاسة، وكانت مشاركتهم ومطالبهم أثناء الثورة وطنيةً عامةً، بلا شعارات إسلامية، ولا مطالب إخوانية، عكس ما فعلوا أيام ثورة 1952م, أما نظام مبارك فلم يحاول الاستفادة من التاريخ، وكان أضعف وأسوأ بجميع المقاييس من عبد الناصر والسادات. - المواجهة الأخيرة بين الطرفين على الأرض كانت باستخدام الوطني أقدم ما كان عليه العلم؛ البغال والحمير, في مقابل استخدام شباب الثورة أحدث ما توصَّل له العلم "الفيس بوك", كان تنظيم وتمويل هذه الموقعة الدموية من نصيب رموز الوطني، ولقد اعترف بعضهم إعلاميًّا أن الإخوان استطاعوا السيطرة على مداخل ميدان التحرير في مقابل البلطجية؛ ما ساعد على صمود الثورة. - صحيح أن ثورة يناير انطلقت بدون فضل لأي جماعة أو حزب، لكنَّ الصراع بين نظام يوليو 52 والإخوان كان من أهم محددات الأحوال السياسية، وسيظل كذلك بالنسبة لنظام الحكم المنتظر, ولذلك بقدر ما يتحمَّل قادة الإخوان مسئوليتهم المصرية تجاه المزيد من المشاركة السياسية، وبقدر ما يستطيعون تحقيقه في اتجاه التطور من مجرد مواقف رد الفعل لنظام مبارك إلى الفعل، والمبادرة بطرح رؤيه وطنية حضارية مقترحة لجميع قوى ورموز المجتمع، بقدر ما ستتجه الأحوال السياسية للانفتاح الفكري اللازم لإقرار الحريات العامة والديمقراطية التي تدفع الجميع للتوافق والعمل معًا على إنتاج مشروع إستراتيجي (تتطلَّع له مصر منذ ثلاثة عقود على الأقل) يؤسس لنظام حكم جديد وبديل لنظام يوليو؛ الأمر الذي يمثل حلم وأمل جماهير ثورة 25 يناير المباركة.------------* رئيس جمعية المقطم للثقافة والحوار[email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل