المحتوى الرئيسى

> إسقاط أنظمة.. أم إسقاط دول؟!

03/02 22:09

هل ما تشهده المنطقة العربية من ثورات واحتجاجات تنتقل من مربع إلي مربع آخر كقطع الشطرنج مجرد صدفة.. هل رياح التغيير هبت فجأة علي الشرق الأوسط وتناولت الشعوب العربية «حبوب الشجاعة» لتنقلب تباعاً علي أنظمة حكم اعتادت عليها سنوات بل عقود رغم كل أنواع القمع والقهر؟!.. أم لأن حكامنا فشلوا في تحقيق الوحدة أي وحدة فقررت الشعوب أن تتحد علي العصيان والتمرد؟! بل ولماذا ما جري ولا يزال يجري في العواصم العربية تم عقب الانتهاء من الاستفتاء علي انفصال جنوب السودان؟!.. هل هناك أصابع خارجية تحرك هذه الثورات وتغذيها.. هل هذا هو الشرق الأوسط الجديد أو الكبير الذي تخطط له أمريكا وإسرائيل منذ سنوات؟! أسئلة كلها تبدو مشروعة.. وتحتاج منا نظرة تأمل لنعرف إلي أين المسير.. حتي نصل إلي بر الأمان.. وهذا الأمان بالطبع لا تريده واشنطن ولا تل أبيب.. دعونا نسأل أنفسنا.. هل تريد الولايات المتحدة حقاً الديمقراطية للشعوب العربية؟!.. هل تريد واشنطن الخير للعرب ليعيشوا في نعيم الحرية والرخاء؟!.. لا أظن.. مثلما كثيرون مثلي لا يظنون ذلك أيضاً.. فالمشهد العراقي ماثل أمامنا.. لقد وعدت أمريكا العراقيين بالحرية والديمقراطية وها هو العراق بعد ثماني سنوات من الغزو لا يزال ساحة للقتل والتفجيرات.. فهل نصدق تصريحات «الحلو الأسمر» باراك أوباما وإدارته المتلهفة لرؤية المنطقة العربية واحة للديمقراطية؟! الأمريكان يخططون لما تشهده المنطقة العربية الآن منذ سنوات.. ويعرفون «دمل» أو «بطحة» كل نظام عربي حتي إذا قرروا أن يدوسوا عليها تنفجر ألماً وينهار الجسد.. ولكن ما الغرض من كل ذلك؟!.. الغرض هو أن تبقي المنطقة العربية مشغولة بصراعاتها علي السلطة وانقساماتها الداخلية بغرض نقل الإرهاب إلي داخل الدول المصدرة للإرهاب حسب زعمهم! ولتنعم إسرائيل بالهدوء والسكينة حين يصبح العرب مشغولين بقضاياهم الداخلية بعد أن كان شغلهم الشاغل القضية الفلسطينية! لا شك أن جيش مصر العظيم يدرك كل هذه المخاطر التي تحدق بمصر ومحيطها العربي ككل.. وهو ما يتطلب منا كمصريين لا أن نشجعه فقط بل نساعده علي أداء مهمته ورسالته التي خرج من ثكناته من أجلها.. مطلوب أن نتكاتف لا أن نتعارك.. أن نعمل لا أن نتظاهر.. أن ننظر إلي الغد لا أن ننشغل فقط بجرائم الأمس. دعونا نحلم بمصر جديدة نحن من يبنيها دون تدخل أو إملاءات خارجية.. وحين ننجح في ذلك سأرفع القبعة لثورة 25 يناير.. ليس لأنها نجحت في إسقاط النظام.. بل نجحت في عدم إسقاط الدولة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل