شعاعالأصنــــام تتحطــــــم

حرص‮  ‬النظام السابق الفاسد علي رعاية الاصنام الموالية له في الامن‮ ‬والاقتصاد والاعلام ليبقي مسيطرا‮ ‬وقويا وغنيا ووحيدا في الساحة‮.. ‬واستغل العاملون في تلك الاصنام الموقف تماما للقضاء علي منافسيهم في المواقع والمؤسسات الاخري وقتلها او اضعافها لتبقي الاصنام وحدها في الساحة تتربع بالزيف والباطل علي حساب جبهات اخري اقوي وافضل مهنيا‮. . ‬النماذج كثيرة ومعروفة‮.. ‬ورغم ان بعض تلك المؤسسات لها ماض جيد وتاريخ طويل ناصع الا ان النظام الفاسد استغل ضعاف النفوس وقليلي الكفاءة المزروعين داخلها‮.. ‬واهدر ماضيها واضاع احترامها ومصداقيتها من الشارع المصري الواعي‮.‬وزارة الداخلية كانت بؤرة الفساد الكبري للنظام في وجود عدد من الوزراء المطيعين وابشعهم اللواء حبيب العادلي الوزير السابق او السفاح الاكبر في تاريخ مصر‮.. ‬وبعد ان كانت الداخلية هي الحصن الاول والاعلي للشعب تحولت الي مؤسسة خدمة وحماية الرئيس واسرته واتباعه ومصالحهم جميعا‮.. ‬ولو كان ذلك عن طريق الترويع والقتل والحبس والخطف ونشر الفتن واشاعة الفوضي‮.‬وزارة الاسكان التي تأسست في الستينيات بهدف تحسين احوال الطبقة المتوسطة او الفقيرة في المجتمع ببناء المساكن الشعبية منخفضة الثمن‮.. ‬تركت مهمتها وتناستها او الغتها وتحولت الي عصابات من سارقي الاراضي وبائعي الفدادين الي عصابات اخري والكل تحت رعاية النظام‮.. ‬وتمكن الجميع من الباعة والمشترين من التحول في سنوات محدودة الي مليونيرات بينما يرزح نصف الشعب تحت خط الفقر‮.‬مؤسسة الاذاعة والتليفزيون كانت النموذج الاوضح اعلاميا في تغلغل الفساد الحكومي للابقاء علي الذراع الطويلة للداخلية واللسان الكاذب للنظام‮.. ‬وحرص مبارك واعوانه علي توفير المال السايب لكبار المسئولين ما بين الوزير‮ - ‬صفوت الشريف وانس الفقي‮- ‬وعدد من المسئولين ابرزهم رئيس قطاع الاخبار وغيرهم من اصحاب القرار‮.. ‬والامر يكتمل بحرص النظام الفاسد علي امتلاك مخالفات صارخة لكل منهم لدي الحكومة لتسهيل عملية الاطاحة بهم وزجهم في السجون اذا احتاجت الظروف‮.‬واخيرا النشرات الرسمية للرئيس وحكوماته بين مطبوعات وكتب وصحف ومجلات علي مدار ستين عاما انكشفت ايضا بعد ان اعتادت تزوير كل شئ بداية من اخفاء اول رئيس لمصر حتي وصل الامر الي التلاعب في‮  ‬الصور الفوتوغرافية دون خجل او حساب للرأي العام او التاريخ‮.. ‬واصبح عدد الاخبار الكاذبة او الموجهة في تلك النشرات اكثر من الاخبار الصادقة او الحقيقية‮.. ‬وما اصعب ان تري التحول علي صفحاتها‮  ‬بين اللونين الابيض والاسود بين ليلة وضحاها دون المرور باللون الرمادي ولو لذر الرماد في العيون‮.‬الاصنام الاربعة الكبري في العصر البائد سقطت‮.‬الداخلية والاسكان والتليفزيون ونشرات الحكومة‮.‬وحان الوقت الان لتحطيم الاصنام واعادة هيكلتها وتطهيرها بطريقة تعيد لها كرامتها وهيبتها واحترامها لان البلد تحتاجها وتعتز بماضيها الناصع وكثيرين من رجالها السابقين‮.‬