المحتوى الرئيسى

فنانو مصر يُطالبون بعودة الفن لمكانته في وسط نظيف ومستقل

03/02 16:46

القاهرة - دار الإعلام العربية سينما نظيفة ومستقلة تحلّق نحو العالمية، عودة المسرح إلى مكانته الحقيقية، استعادة الدراما التلفزيونية مكانتها الرائدة، وعادة الأغنية المصرية إلى أصالتها وتدعيم حقوق الملكية الفكرية لمختلف الفنون هذه كانت بعض الأهداف الرئيسة التي حددها خبراء تحدثوا لـ"العربية.نت" من أجل وسط فني يليق بمصر بعد 25 يناير. وطالب بذلك فنانون شبان شاركوا في الاعتصام بميدان التحرير بوجود رقابة أخلاقية حقيقية على الفن، مؤكدين أن الحفاظ على ثورة 25 يناير يجب ألا يقتصر فقط على الفساد السياسي والمالي، لكن الأهم محاربة الفساد الأخلاقي. وأكدوا ضرورة إعادة الرقابة على جميع الأعمال الفنية على اختلاف مسمياتها وتصنيفاتها بما يتوافق مع مبادئ الدين وتقاليد المجتمع، وألا تخدش هذه الأعمال الحياء بمشاهد خارجة أو ألفاظ بذيئة، مطالبين في الوقت ذاته بإلغاء الرقابة السياسية التي تقمع الحريات، ليمكن مناقشة جميع القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية بحرية واحترام. القدرة على صياغة العمل الفني من جديد عزت العلايلي إلى ذلك طالب الفنان عزت العلايلي بضرورة النظر إلى الأرضية الأدبية التي يتم التعامل بها في المجال الفني، وأن نكون على درجة عالية من الثقافة والوعي، ومراعاة التقاليد الاجتماعية، لافتاً إلى أن مصر بها العديد من الإمكانيات البشرية القادرة على صياغة العمل الفني من جديد. وأوضح أن هناك من يريد توحيد النقابات كلها، وهناك من يريد تخصصها ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بعد دراسة مستفيضة، للوصول إلى مرحلة الاستقرار. ومن جهتها شددت الفنانة سميرة عبدالعزيز على الاهتمام بالنصوص الدرامية، والفصل بين الكسب المادي وبين أي عمل فني، مطالبة بضرورة الرقي بمستوى المخرجين الشباب، ومشيرة إلى رغبة العودة إلى دور مؤسسة السينما في تبني أفكار الشباب حديثي التخرج. وطالبت عبدالعزيز باستمرار تخصص كل نقابة على حدة، مبررة بأن لكل منها طبيعة ومهام خاصة، وتوحدها سيخلق مشاكل عديدة، مشيرة إلى أنه لا مانع من وجود اتحاد للنقابات الثلاث. وأشارت الفنانة سميرة أحمد إلى أن الفترة القادمة ستتعامل مع المجال الفني بالكيف وليس الكم، إضافة إلى ضرورة النظر في إنتاج عدد من الأعمال ضمن إطار عمل جيد محترم لإخراج عمل يصل إلى الناس، مع التخلص تماماً من إنتاج الأفلام التي لا تراعي المعايير المهنية. وأكد المؤلف بشير الديك أن الأعمال الفنية بحاجة إلى تغيير خريطتها الدرامية، وذلك لأنها الأسرع في الوصول إلى الجماهير، وعليها أن تظهر المصريين الحقيقيين الذين تجلت شخصيتهم في ميدان التحرير، وتناقش كل القضايا الحيوية. وأضاف أنه يستعد خلال الفترة القادمة لعمل درامي عن "حادث القديسين" تلك الكارثة التي وحدت الشعب المصري مسلمين ومسيحيين، وبعدها سيسعى إلى إنجاز عمل درامي عن الشاب خالد سعيد الذي راح ضحية التعذيب. ورأى المخرج داود عبدالسيد أن الفترة القادمة ستعتمد على السينما المستقلة التي تكسر النمطية السينمائية والإنتاجية السائدة أمام أجيال جديدة، لكن هذا يتوقف على مدى تقبل الجماهير، "لا يمكننا أن نفرض سلعة إلا إذا كانت ستجد قبولاً من الجمهور". الحرية والالتزام والشباب وقال الناقد الفني رفيق الصبان إن الحياة الفنية ستستعيد حيويتها وطاقتها من خلال ثلاثة أشياء "الحرية والالتزام والشباب"، باعتمادها على الشباب الذين يضعون نصب أعينهم الالتزام، وظهر هذا جلياً من خلال أذواق الشباب في اختيارهم الأغاني والشعارات أثناء الثورة، لافتاً إلى أن الجمهور أصبح الآن صاحب الفكر الأول. وأضاف الصبان أن ذلك أصبح مشاهداً من خلال إعادة النظر في غالبية الأعمال الدرامية الحالية حتى تتلاءم مع ما بعد الثورة، وتابع: "نحن مقدمون على فترة جديدة بلاشك، وقيمة العمل هي الوتر الذي سنلعب عليه الفترة القادمة بعيداً عن أي ابتذال". وأفادت الناقدة ماجدة خيرالله بأن السينما المصرية ينقصها نظام إنتاجي على درجة فنية عالية ودرجة كبيرة من الوعي، وأفلام ذات مستوى فني راقٍ لا تهدف فقط إلى الربح، فلابد للسينما المحلية أن تأخذ خطوات جادة نحو العالمية عبر طريق الاهتمام بالعمق الإنساني في اختياراتنا وإحداث التوازن في اهتمامات الجمهور المحلي والعالمي. ويأمل السيناريست أحمد عبدالله باستحداث إدارة تنظم عملية ترشيح الأفلام المصرية وخروجها في المهرجانات العالمية تجنباً لما حدث في السنوات الأخيرة من خروج أفلام إلى المهرجانات لا تمثل مصر، وبالتالي تعطي للعالم انطباعات غير حقيقية. لافتاً إلى ضرورة وجود لجنة من وزارة الثقافة تكون مسؤولة عن ترشيح الأفلام وليست مجرد لجنة تحكم اختيارها علاقات شخصية ومصر لديها الإمكانات وقادرة على الوصول إلى العالمية، متوقعاً تغير الصورة النمطية عن الشباب، واختفاء معظم الأجور المليونية. الأغنية مرآة المجتمع بشير الديك وأشار السيناريست أبوالعلا السلاموني إلى أن تحكم المنتج والنجم والدعاية من أهم المشاكل التي واجهت الدراما، فالمنتج يبحث عن النجم الذي يحقق إيرادات ضخمة، ما أصاب الكيان الدرامي بالخلل والتفكك، فأصبح الكاتب مجرد "ترزي" يفصل السيناريو على قياس النجم، وهذا ما يجب أن يتغير في المرحلة الجديدة. أما السيناريست كرم النجار فيرى أن أزمة الدراما بين الإعلام والإعلان، لذلك فإن البداية تكون بإصلاح الهيكل الإداري والعودة إلى فكرة الأعمال الجيدة وقيمة النص الدرامي، والبعد عن التجارة، مؤكداً أن كل صناع السينما يعلمون حدود تدخل كل منهم في العمل الفني، وعلى الجهاز الإداري المتقاعس الاهتمام باكتشاف المواهب لضخ دماء جديدة في الأسرة الفنية. وعن حال الأغنية المصرية شدد الملحن حلمي بكر على أنه لا يمكن طرح رؤى ومقترحات مستجدة حتى تستعيد الأغنية مكانتها، مؤكداً ضرورة معرفة من هو الفنان الذي يحمل لواء الأغنية، وأين الصدق في تناول اللحن والأداء. وأضاف بكر أن رفع مستوى الاغاني المصرية يأتي بوجود علاقة بين المضمون المقدم والمرحلة الجديدة وقبول الشباب ليحمل نوعاً من التجديد والفكر، إلى جانب أن يقوم كل من مثلث الأغنية الأساسي "المؤلف والملحن والموزع" بدوره وفقاً للخيال والفكر الإبداعي لكل منهم. وفي السياق قال هاني مهنا إن الأغنية سواء وطنية أو عاطفية أو دينية هي مرآة المجتمع، بينما معظم الأغاني الحالية استهلاكية وتجارية ناتجة عن تخبط اجتماعي، حتى الأغاني العاطفية والرومانسية كلها فاسدة، والجمهور تجاوبه معها من باب الفضول ليس إلا. ويؤكد مهنا أنه غير راضٍ عن جميع الأغاني الوطنية الحالية لأنها لا تواكب الحدث، مبرراً ذلك بأن ثورة 25 يناير التي بدأت شبابية وتحولت إلى شعبية أفضل 1000 مرة من ثورة 1952، لذلك لابد أن تكون أغانيها أفضل من 1952 ومع الأسف استحضرنا الأغاني القديمة وذلك لأنها أغانٍ معمّرة. وقال إننا في حاجة إلى البحث عن الكلمة التي تساوي الحدث ونرجع إلى كلمة الحب الكلاسيكية الصادقة ويكون هناك سمو المعاني الحوارية، وأيضاً تحقيق مقولة "إدي العيش لخبازه" لأن المؤلف له رأيه وأيضاً المغني والملحن فكل منهم له إبداعه وخياله الخاص. الأعمال المسرحية بمواهب حقيقية داود عبد السيد وباستياء قال إبراهيم سيد (فنان استعراضي بفرقة رضا) إن الفن الاستعراضي واجه التجاهل خلال الفترة الماضية على الرغم من أهمية هذا الفن ودوره في الحفاظ على التراث الفني والمصري، مشيراً إلى أن معظم جمهور هذا الفن من الأجانب ويحرصون على متابعته في كل زيارة لهم. وتابع سيد: إننا بحاجة إلى هيئة مستقلة تنظم عملية دخول المسابقات والحفلات حتى يمكن تمثيل مصر بصورة رسمية بدلاً من الدخول بصفة عشوائية، بالإضافة إلى تحديد معايير معينة لمن يدخل إلى عالم الفن بالوراثة، هذا مع النظر في التجاهل من جانب الإعلام. وذكر رشدي الشامي (عضو المسرح القومي) أن من أحلامي أن يتجه العمل المسرحي والشعبي إلى أعمال كمسرح الأرابيسك والأعمال الكلاسيكية بالاعتماد على مواهب حقيقية يتم اكتشافهم وتأهيلهم والارتقاء بمستواهم، لأنهم الأساس وهم القادمون، مضيفاً أنه يأمل في عمل مسرحي تتوافر فيه كل عناصر العرض بالإضافة إلى التمويل، ولا ينضم لأي عمل فني غير ما يصلح فقط للدور. وتمنى أن يتولى هيئة المسرح فنان متخصص لا موظف أو إداري، مطالباً بضرورة وجود نقابة خاصة بالمسرحيين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل