تحليل- التدخل الخارجي غير مرجح ما لم يتفاقم الوضع في ليبيا..

بروكسل (رويترز) - لدى القوى الغربية الكثير من الموارد العسكرية تحت تصرفها اذا أرادت اسقاط معمر القذافي لكن من غير المرجح أن تتخذ اجراء صريحا ما لم تسوء الاوضاع بشدة في ليبيا.وعلى الرغم من الدعوات الى فرض منطقة حظر جوي لمنع الهجمات على المدنيين وتفاقم أزمة اللاجئين يأمل الزعماء الغربيون فيما يبدو أن تكون زيادة الضغوط السياسية واستعراض القوة والعروض بمساعدة المحتجين كافية.والقيود على التدخل ليست عسكرية بقدر ما هي سياسية اذ يتطلب هذا تفويضا من الامم المتحدة ويرى معظم المحللين أن هذا الاحتمال غير مرجح في غياب تدهور كبير للاوضاع في ليبيا حيث يقدر أن ألفي شخص على الاقل قتلوا.ويقول محللون عسكريون ان قيام واشنطن وحلفائها بعمليات ضد ليبيا في ظل الامكانيات العسكرية المتوفرة لها بالمنطقة سيكون تحركا مباشرا نسبيا.ويتمركز الاسطول السادس الامريكي في ميناء نابولي الايطالي على بعد 900 كيلومتر من طرابلس بالبحر كما أن لحلف شمال الاطلسي قوة تدخل سريع لمكافحة الارهاب تقوم بدوريات مستمرة في البحر المتوسط.وفي حين لا تملك الولايات المتحدة حاملة طائرات في المنطقة القريبة فان بوسعها هي وحلف شمال الاطلسي استخدام القواعد الجوية المنتشرة على نطاق واسع في اوروبا بما في ذلك ايطاليا وقبرص ومالطا فضلا عن قاعدة بحرية كبيرة في البرتغال.ويتمتع حلف الاطلسي نظريا بالقدرة على نشر قوات برية قوامها 25 الف فرد بعد اخطاره بقليل.وقال شاشانك جوشي من معهد رويال يونايتد سيرفسز بلندن وهو مؤسسة بحثية "لا شك في القدرة على تنفيذ هذه العمليات."وأضاف "مقارنة بالعراق مثلا نتحدث عن منطقة محددة جدا وموارد كثيرة يمكن الاستفادة منها."وأضاف "البحر المتوسط ساحة مثالية فالجزء الجنوبي من اوروبا يمثل حاملة طائرات عملاقة وبهذا الصدد الامور مباشرة بدرجة معقولة" مضيفا أن الدفاعات الجوية الليبية ضعيفة الى حد كبير.لكن زعماء اوروبا والولايات المتحدة ليسوا في حالة تسمح بتعجل خوض صراع في ظل تواجدهم المحفوف بالمشاكل لفترة طويلة في العراق وأفغانستان.وقال جوشي "سيحرصون بشدة على الا يضعوا أنفسهم في هذا الموقف ما لم يؤد العزوف عن القيام بهذا الى مذابح أسوأ."ويقول محللون في كلية الدفاع التابعة لحلف شمال الاطلسي بروما انه حتى اذا حدث ذلك سيكون من المرجح ألا يشارك في أي عمل مباشر سوى عدد صغير من الدول وليس الحلف المكون من 28 دولة.وكان أمين عام الحلف اندرس فو راسموسن قد قال انه يبحث كل الخيارات وأن التدخل العسكري بما في ذلك فرض منطقة حظر جوي سيحتاج الى مساندة الامم المتحدة.وقالت فلورينس جوب من كلية الدفاع التابعة لحلف شمال الاطلسي "من الناحية القانوينية هناك قيود."وأضافت "بعيدا عن الدفاع عن النفس فان أي اجراء يتخذه حلف الاطلسي يجب أن تفوض به الامم المتحدة... والامم المتحدة لا تستطيع اصدار هذا التفويض الا اذا أصبحت ليبيا مصدر تهديد للسلام والاستقرار الدوليين وهذا ليس الحال في هذه المرحلة."وأضاف "نرى الكثير من التصرفات السيئة من قبل الحكومة ضد شعبها لكنه ليس تطهيرا عرقيا وليس ابادة جماعية."ويقول دوجلاس باري من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن ان فرض منطقة حظر جوي يمثل خطرا أقل كثيرا على القوات الغربية من التدخل البري وأضاف "انه قابل للتنفيذ بدرجة اكبر لكن هذا لا يعني أنه مرجح."وقال جوشي ان من غير المرجح أن تؤيد دول مثل روسيا والصين والهند في الامم المتحدة فرض منطقة حظر جوي وهو ما يقول الجيش الامريكي انه سينطوي على تدمير الدفاعات الارضية وليس مجرد ردع الطلعات الجوية والسيناريو الارجح على المدى القريب هو زيادة الدعم الظاهر والمستتر للمجموعات المناهضة للقذافي.وقد ينطوي هذا على مساعدة من اجهزة المخابرات الغربية بما في ذلك توفير معدات الاتصالات وربما السلاح.وقال جوشي "على مستوى أعلى قد يشمل هذا طلعات جوية استطلاعية على الساحل وتعطيل اتصالات القذافي ونقل المعلومات عن تحركات القوات الحكومية."وأضاف "سأندهش اذا لم تكن هناك بالفعل أجهزة مخابرات نشطة في شرق ليبيا تمد جسورا مع الجماعات المتمردة."ومن المرجح ايضا اللجوء لاستعراض القوة مثل قرار البحرية الامريكية يوم الاثنين الابحار الى مناطق قريبة من ليبيا.وقال جوشي "قد ترى حاملة طائرات تقوم باستعراض أوضح للقوة او ربما المزيد من المهام الصريحة على الساحل باستخدام الطائرات حتى يفكر القذافي مرتين."وتقول جوب ان معظم القوى الغربية اثناء وضع خطط الطواريء كانت تأمل أن تزول المشكلة.وأضافت "الكثيرون في أوروبا يأملون في الخيار رقم واحد وهو أن يقرر القذافي في الايام القليلة القادمة التنحي."وتابعت قائلة "اذا ساءت الاوضاع بحق سيتدفق اللاجئون بأعداد كبيرة وتصبح ليبيا تهديدا للاستقرار والسلام العالميين وتتاح لنا مساحة اكبر للمناورة... لكن هناك الكثير من الامال في أن تنتهي الامور دون أن يكون هناك اضطرار للتدخل."من ديفيد برانستروم