المحتوى الرئيسى

نحن قوم سلبيون..بقلم:طارق أبو الفيلات

03/02 13:21

نحن قوم سلبيــــــــــــــــــــــــون............. نحن قوم سلبيون ألفنا هذا الوضع واعتدناه ,فلم نعد نشعر إننا كذلك بل أصبحنا نتهم غيرنا بالسلبية ونظن إننا الأفضل وأننا الأكثر ايجابية وتفاعل مع كل القضايا ونحن سلبيون حتى مع أنفسنا. هل هذا تشاؤم أم إقرار بواقع,السنا سلبيين؟السنا نتعامى عن قضايانا كما لو كانت تخص إخواننا في المريخ مع أنها قضايانا نحن وهمومنا نحن ومصائبنا نحن. عن غير وعي وعن غير قصد رفعنا شعار "أنا مالي".واستشرت فينا "الانامالية" حتى اصبحت حزب الاغلبية واصبحنا نردد شعارها في كل حين تهربا من تحمل مسؤولية حتى ولو أدبية. الوطن منقسم أنا مالي الفساد منتشر أنا مالي الاقتصاد منهار إنا مالي المعلمون مضربون أنا مالي البطالة قياسية أنا مالي الأسعار نار أنا مالي أنا مالي ..أنا مالي.....أنا مالي. قد يقول قائل انني مخطئ وأتمنى ان أكون كذلك ولكن الواقع يشهد إننا لم نحرك ساكنا للدفاع عن قضايانا ولم نفلح في حل ولو مشكلة واحدة من مشاكلنا التي ذكرت بل يشهد الله إننا لم نحاول. إنا اجزم إننا سلبيون وانأ أولكم ,بل اشعر أحيانا إننا لا نكتفي بالسلبية المجردة فنخترع منظموه من الأفكار والحكم تبرر لنا سلبيتنا وعجزنا فنطلق المواعظ والحكم قطارة نقول:" من خاف سلم",ومرة نقول:"الإردب اللي ما إلك فيه لا تحضر كيله",ومرة نتفلسف:"احفظ راسك عند مخالفة الدول",ونجتهد:"دع الخلق للخالق والملك للمالك".ونقول:"جاي تقيم الدين في مالطا",ونكمل:"إذا انجنوا ربعك عقلك ما ينفعك",والأكثر حكمة:"حط راسك بين الروس ",.إذا السلبية عندنا موروث وثقافة وليست حالة طارئة او عابرة. اجتهدت ابحث في ثقافتنا عن حكم وأمثال تدعوا إلى التمرد والتغيير ورفض السلبية والأمر الواقع فخانتني الذاكرة ولم أجد ما يعلمنا إننا ينبغي ان نكون أصحاب قضية ومبدأ وان كل شيء في حياتنا مهما صغر يهمنا ويؤثر فينا فالانقسام والغلاء والفساد والغذاء والدواء والهواء والماء والمدارس والمساجد والكنائس والأرض والسماء والبقاء والفناء وكل ما حولي يهمني وينبغي لي ان أكون صاحب رأي فيه . نحن سلبيون فيما يدور حولنا وأكثر سلبية فيما يخصنا بل تعدينا السلبية إلى الانهزامية في بعض المراحل واضرب لكم أمثلة من واقع حياتنا: في الجامعة مثلا سالت زميل متفوق عن علامته فقال حصلت على تقدير "ممتاز", وسالت أخر متوسط فأجاب المدرس أعطاني"مقبول" فالجيد ننسبه لأنفسنا والسيئ من صنع الآخرين. إذا اشتريت سلعة بسعر جيد أقول اشتريتها بمائة شيكل,إما إذا كنت مغبونا أقول باعوني أيها بمائة شيكل. إذا اثني الناس على كتاباتي فلأنني موهوب وأسلوبي قريب من الناس إما ان لم يعجبهم ما اكتب فلأنهم بطيئتين الفهم والعيب فيهم. طارق أبو الفيلات

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل