المحتوى الرئيسى

إبراهيم ربيع يكتب:الأهلى والإسماعيلى.. احتقان دائم.. ونجوم تخرج عن النص

03/02 11:51

لو أن على خليل وربيع ياسين يلعبان فى عصرنا هذا وبأخلاق عصرهما لوضعناهما موضع التقديس.. كانا نموذجين للنقاء والطيبة حتى أن على خليل ألغى هدفاً له احتسبه الحكم.. ويستحيل أن يتكرر ذلك الآن من أى لاعب بمن فيهم محمد أبو تريكة الذى يصدمنى أحياناً بانفعالات مفاجئة مثل التى حدثت فى مباراة الأهلى والإسماعيلى.. ثار على لعبة كان فيها يمد يده ليلعب الكرة وقت أن كان المعتصم سالم يمسكه من الفانلة.. ولو افترضنا أن الحكم لم يطلق صافرته ووصلت يد أبو تريكة للكرة وأحرز منها هدفاً لم يره الحكم أيضاً هل كان أبو تريكة سيعترف.. أنا أحب هذا اللاعب جداُ ولدى شعور بأنه متوكل على الله لكن بعض الزملاء القريبين من الفريق يستكثرون عليه أن يحصل على هذا الرضا منى ومن غيرى ويضربون مثلأ بوائل جمعة معتبرين إياه واحداً من أبرز نجوم الكرة المصرية صلاحاً وطيبة والتزاما لكنه مثل المدافعين لا تتخطى نجوميتهم حدوداً معينة لأنهم لا يهزون الشباك بل أحياناً يتسببون فى هز شباك فرقهم. المهم أن مباراة الأهلى والإسماعيلى كانت تعبيراً عن انفلات بعض اللاعبين والإداريين والمسئولين وترجمة لحالة احتقان استحال علاجها سواء بالمسكنات أو بالمضادات الحيوية حتى أزمنت ولازمت الفريقين على طول الخط.. ومن حسن حظ لاعبى الإسماعيلى أن رجال الشرطة حالوا بينهم وبين الاعتداء المباشر على الحكم كوليبالى فاقتصر الخطأ على محاولة الاعتداء أو التحرش وعقوبتها مخفضة عن الاعتداء المباشر.. صحيح أن اللاعبين صدمهم الهدف القاتل الذى أحرزه جمعة فى الثوانى الأخيرة من الوقت بدل الضائع وبعد مخالفة من أحمد حسن الذى دفع لاعب الإسماعيلى داخل منطقة الجزاء لتصل الكرة إلى جمعة وهى لعبة مكررة حسم بها الأهلى مباريات مهمة.. إلا أن ثورة لاعبى الإسماعيلى بعد المباراة كانت تهوراً لا يراعى مصلحة الفريق ومظهراً غير حضارى حتى لو كان هناك تشكيك فى نوايا الحكم.. ولو أنهم كانوا يتابعون مباريات كأس العالم ومباريات فى الدوريات الأوروبية لأدركوا أن مثل هذه الأخطاء شائعة ومنتشرة لكن توقيت الهدف كان صعباً على نفسية اللاعبين ولو أحرزه وائل جمعه فى منتصف الشوط أو قبل النهاية بوقت أطول لما جاء رد الفعل المضاد عنيفاً.. ومن غرائب هذه المباراة ما أقدم عليه مدير مكتب محافظ الإسماعيلية من تصرف لا يليق بمسئولياته ومسئولية المحافظة والمحافظ الذى كتبت كثيراً من قبل عن دوره القاصر فى حل مشاكل الإسماعيلى كما لو كان لا يريد سلامة هذا النادى العريق، فلم نسمع أبداً عن مبادرة أثرت بدرجة كبيرة على مسيرة الإسماعيلى ودائماً ما اكتفى بالكلام والتصريحات واللقاءات الفارغة من المضمون بعكس ما يفعل مثلاً محافظ بورسعيد.. وحتى بعد تصرف مدير مكتبه لم يتخذ أى إجراء سوى أنه حوله إلى التحقيق والأمر لا يستدعى تحقيقاً لأن الواقعة ثابتة وعلنية وشديدة السوء.. وهى اختبار حقيقى لمسئولى الإسماعيلى المتهمين دائماً بالضعف. ولم أقرأ أو أسمع أى تبرير لتصرف اللاعب سيد معوض بعد نهاية المباراة وسوء تصرفه مع جمهور الإسماعيلى حتى لو هتف ضده..فليس من المفترض أن يخرج أى لاعب عن شعوره ويتصرف بشكل غير لائق لمجرد أن الجمهور يهتف ضده..ولذلك نحن دائماً نعتبر شيكابالا لاعباً غير مسئول لأنه سريع الاستجابة لاستفزازات الجمهور.. وقد عبر معوض بتصرفه عن ثقافة محدودة وذكرنى بواقعة ضغطه على إدارة الإسماعيلى بعد رحيله من ناديه القديم لكى يدفع له باقى المستحقات ..فقد كان فجاً وغليظاًَ فى تعليقاته حتى والإسماعيلى يطلب منه تقسيط المبلغ ونسى أنه ارتقى مالياً واجتماعيا وعاش حياة الثراء وانتقل إلى الأهلى وهو يركب سيارة فاخرة ويملك الملايين جمعها من الإسماعيلية وصعب عليه ألا يرحم أصحاب النعمة التى شملته وهى أخلاقيات ضد الذوق والدين..ومثل هذه النوعيات انتشرت فى كل الأندية وعبرت عن الواقع الجديد فى مجتمعنا وثقافة جمع المال على جثة الأخلاق والمبادىء.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل