في السلطة.. نهبتونا.. وفي السجن أزعجتمونا!!
حكم.. الزمان أن أقطن أمام ليمان.. وهو ليمان ليس بأي ليمان انه ليمان طرة التاريخي.. والمقر الدائم لعتاة المجرمين من قتلة ومأجورين.. إضافة لكونه المقر المحبب إلي قلوب مافيا سارقي وناهبي أموال الشعب من أصحاب المناصب الرفيعة ووزراء مصر المحروسة.. ولعل السبب الرئيسي لاختيارهم هذا.. هو موقعه الفريد علي ضفاف نهرنا العظيم.. إضافة إلي قربه من حي المعادي الراقي حيث يمدهم بما لذ وطاب من أطايب الطعام والشراب حيث المحال والماركات الشهيرة.. مقارنة بأبي زعبل ووادي النطرون.. وغيرهما وعلي الرغم مما فعلوه بنا وهم في سدة الحكم من تجويع وبطالة وزيادة في الأسعار ودنو المرتبات وسوء للخدمات وكثرة في السرقات علي جميع المستويات.. واكتنازهم للمليارات.. تاركين للشعب الفتات.. دون وازع من ضمير أو خوف من حساب عسير.. انهم لم يكتفوا بذلك أو ذاك.. حتي عندما اصبحوا روادا لهذا الليمان.. بعد أن اكتظت بهم عنابره وزنازينه.. بعد »الخامس والعشرين« من شهر يناير للعام ألفين وأحد عشر الميلادي عندما فجر »شباب مصر« ثورتهم الرائعة التي اطاحت بتلك الشراذم واتباعهم الذين اشاعوا في الأرض فساداً واسالوا دماء ذكية.. محاولين اخماد تلك الثورة الفتية والمتفردة بين الثورات التي تجتاح العالم الآن وبخاصة في محيطنا العربي.. لقد تحولت المنطقة المحيطة بليمان طرة إلي.. ثكنة عسكرية تطبق فيهاأشد وأصعب الإجراءات الأمنية عند مغادرتنا وعودتنا من مقار أعمالنا ناهيك عما لاقيناه من أهوال خلال الأيام التالية للخامس والعشرين لقد تحولت إلي ساحة حربية.. قنابل مسيلة للدموع.. كاوتش محروق ودخان أسود رهيب وحرائق داخل أسوار السجن العالية ومحاولات لاقتحامه بشكل غير عادي من أفراد لا أعلم كيف ولا من أي صوب جاءوا؟.. ثم هدأت الأمور بعد عدة أيام.. لكن تباشير مواكب هؤلاء الظالمين هلت عندما جاءت سيارات السجن تحملهم واحدا وراء الآخر كل إلي زنزانته الانفرادية مكبلا بأساور من حديد.. لكنه ليس حديد التسليح الذي نعرفه.. انه حديد من نوع آخر.
Comments