من باب العتبليت الشباب يعود دهرا..!
لا أحس سوي بلوعة وتحسر علي شاعرنا حين ينشد (ليت الشباب يعود يوما لأخبره بما فعل المشيب)..تري لو عاش شاعرنا شبابه مع عصر التواصل والفضاء الالكتروني..واستغله في التواصل الاجتماعي مع شباب العالم الأخر..ورأي شبابنا وأحس ما نحسه معه..وشارك في صنع المستقبل..هل كان سيشكو من ضياع شبابه ويتمني عودة الشباب يوما واحدا..وهل كان شاعرنا سيشكو المشيب وعجزه عن تحقيق أحلام ولت..ويردد ثانية " ليت الشباب يعود يوما لأخبره بما فعل المشيب..أم كان سيتمني مثلي ويردد "ليت الشباب يعود دهرا.! وما أنا تقريبا متيقن منه ان شبابنا شباب عصر السيولة المعلوماتية والتواصل الالكتروني لن يندموا علي مجاهرتهم بحقهم في الحياة..وفي المشاركة في صنع مستقبلهم وتشكيله علي نحو يرضيهم ولا يجعلهم يشكون ما فعله مشيبهم لأنه سيكون مستقبلا من صنع أيديهم..! وأظن أن شبابنا اليوم لن يتمنون غدا ما تمناه شاعرنا "يوما" بعدما يغادرون مرحلة شبابهم..فسوف يهنئون بما فعلوا في مرحلة المشيب..وبالتأكيد لن يتحسروا علي ضياع شبابهم ولن يتمنون يوما ولابضعة ايام ان يعود شبابهم ثانية..فقد تمتعوا بشبابهم رغم صعوبة ايامهم..وخطوا في شبابهم تاريخا مجيدا لبلادهم واستطاعوا في ظل ظروف حالكة نمر بها من اقتصاد موجه لخدمة طبقة رقيقة من المجتمع..وتعليم غث لايسمن عقل ولايغنيه بعلم..وسطروا خطوة بالغة الأهمية في تدشين الدولة الحديثة دولة الدستور والقانون والتبادل السلمي للسلطة. أدركت الآن كيف جرنا شاعرنا في تمنيات خيبة.. تمني يوما واحدا وجرنا وراءه في هذا التمني..يوما واحد فليسمح لي ان اغير تمنياته ونتمني دهرا من الشباب ..لكن لماذا كان لانري في تحسر شاعرنا علي الشباب سوي رغبته في التمتع بالحيوية اهمية الشباب في حياة الدنيا كلها..من غير العالم سوي الشباب حتي في بلادنا كان الشباب هم صناع المستقبل ومن صاغوه عملا وفعلا..! الم يكن شباب عام (1879) هم من ثاروا مطالبين بإصلاحات ضد سيطرة الاجانب في الجيش المصري شباب من كانوا يسموا انفسهم (جماعة اتحاد الشباب المصري) وقد طالبوا عدة مطالب مشروعة موجها للخديو توفيق..ثم وضعت أحدي الجماعات كتيبا خاصا بحرية الصحافة..ولم يستحب الخديو توفيق كعادة عنادا وعنجهية.. فتضامن الجيش وكان ثورة عرابي علي الخديو الذي استجاب لبعض مطالب الامة والجيش..! ثم كافح الشاب الوطني مصطفي كامل حتي عبد الناصر إلي ان وصلنا إلي شباب الفضاء الالكتروني الحديث.. وليسمحي لي شاعرنا الكبير ان نعدل في بيته الجميل ليصبح ..ليت الشباب يعود دهرا ولااخبره بما فعل المشيب" فنحن نهنأ بمشيبنا بما فعلنا في شبابنا.
Comments