المحتوى الرئيسى

ما لا يقالسنوات الفشل والخداع

03/01 20:50

في كل الثورات التي ضربت دول العالم علي مدي عشرات السنوات الماضية هناك عرف سياسي لا يمكن الحياد عنه أو القفز عليه وهو الاختفاء القسري والمحاكمات العاجلة والعادلة لكل رموز وأباطرة مراحل الفساد وحقب الديكتاتورية. التي ارتكبت جرائم وانتهاكات صريحة وممارسات قمعية بحق شعوبها ووظفت المال السياسي من معاركها وأجنداتها الداخلية والخارجية الفاشلة‏.‏ إلا عندنا في مصر‏,‏ فالمشهد مختلف ومعوج ولا يتسق مع معطيات الواقع الجديد‏,‏ فبالرغم من قيام ثورة وعزل رئيس وحاشية فاسدة والاطاحة بعهد أفسد البلاد وأفقر العباد إلا انه لا يزال هناك سر ورغبة دفينة علي الابقاء علي بعض رموز وأذيال مرحلة الخيبة والفشل تلك التي نجحت بامتياز في تجريف البلاد وتراجع الدور والمكانة في الخارج‏.‏ أسرد هذه المقدمة لأتساءل بدوري مثل ملايين المصريين لماذا كل هذا الاصرار علي وزراء ورموز حكومات الفشل السابقة‏,‏ وإلي متي التغطية علي جرائم ومفاسد قيادات بعينها طيلة هذه السنوات حتي خالط الفساد الماء والهواء في بلدنا واللجوء لشرعنة النهب والسلب بقوانين ودساتير صنعت خصيصا لحماية هؤلاء وتوفير غطاء سياسي ومظلة حماية رئاسية طيلة الوقت‏..‏ وإلا فليقل لنا أحد كيف لشخص مثل حسين سالم صديق الرئيس السابق أن يحوز حسابات وأموالا وعقارات ويمرر صفقات ليمتلك ثروة بحجم ميزانية مصر في عام‏,‏ وغيره العشرات من مافيا الفساد الذين حصلوا علي توكيل حصري من الحاكم والعائلة مقابل منافع ومصالح شخصية وتكريس لمشروع توريث ساذج ضد إرادة شعب ومصلحة أمة‏.‏ ناهيك عن حالة التصميم حاليا من قبل فريق ما في الدولة وفي مكان ما علي ضرورة قبول وإذعان هذا الشعب وتمريره لسيناريو قوي مازالت تمثل أحد أجنحة السلطة السابقة علي إبقاء شخوص ورموز كسيحة من العهد السابق نكاية في هذا الشعب وأخص بالذكر هنا أحمد ابوالغيط وزير الخارجية الذي مازال بقاؤه يدمي قلوب المصريين ألما وحسرة ويؤلب عليهم مواجعهم وأحزانهم بضياع مكانة بلدهم في الإقليم والمشهد الدولي جراء دبلوماسية الفشل والعجز الذي نجح بهمة ونشاط في تكريسها بفضل ضعفه وافتقاره للمقومات والمؤهلات في نسف نجاحات من سبقوه من وزراء خارجية مصر طيلة الأعوام الخمسين الماضية‏,‏ ألم يكف هذا الرجل‏8‏ سنوات من التقزيم والالغاء والتهميش لأي دور وحضور مصري في المشهد العربي والإفريقي؟ ومن أسف أنه مازال هناك عشرات من أمثال أبوالغيط ورجالات الحزب الوطني يتسيدون الساحة السياسية والاقتصادية في مصر‏,‏ والنتيجة مزيد من الضياع وخيبة الأمل وتكريس فقدان الثقة لدي المصريين بسبب ممارسات زمن السقوط‏.‏ ولذا فإنني أري أن حالة الغضب والاحتقان التي تتملك الكثير منا لم ولن تزول إلا عبر اتباع سياسة العلاج بالكي والاطاحة بكل هؤلاء الرموز والجرأة علي فتح ملفات حيتان المال والفساد في مصر من أمثال زكريا عزمي الذي ترك طيلة الأيام الماضية لفرم وإعدام وثائق مهمة وحساسة‏,‏ وكذلك صفوت الشريف وفتحي سرور وغيرهم من المسكوت عنهم حتي الآن‏..‏ فلا أحد في مصر أكبر وأقوي من الدولة والشعب‏.‏ المزيد من أعمدة أشرف العشري

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل