المحتوى الرئيسى

‮ ‬فضفضةسير‮ ‬عگـــس إتجــاه الثـــورة‮ ‬

03/01 01:05

‮ ‬الوقت ذروة،‮ ‬الطريق مزدحم،‮ ‬وبصعوبة‮  ‬أخذت طريقي الي مطلع كوبري‮ ‬6‮ ‬أكتوبر،‮ ‬وسط سيارات تسير بصعوبة شديدة،‮ ‬لأجد سيارة تسير عكس الاتجاه،‮ ‬وتنزل من الكوبري من مطلعه‮.. ‬ما فعله قائد هذه السيارة،‮ ‬الذي لم يشعر أنه فعل شيئا‮ ‬غريبا،‮ ‬والذي كان علي يقين أن أحدا لن يستوقفه،‮ ‬ليس لكي يحرر له مجرد مخالفة مرورية،‮ ‬ولكن ليذهب به الي السجن،‮ ‬لم يكن وحيدا،‮ ‬فغيره الآلاف علي مستوي الجمهورية‮  ‬الذين رأوا في الثورة فرصة للخروج علي القانون،‮ ‬فراحوا يسيرون عكس إتجاه المجتمع‮ : ‬يبنون فوق الأراضي الزراعية،‮ ‬ويحتلون شقق الإسكان والأوقاف،‮ ‬وشقق القطاع الخاص،‮ ‬بل واحتلال البيوت الأثرية‮ ... ‬أليست ثورة؟30‮ ‬ألف بلاغ‮ ‬أمام النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود‮  ‬منذ‮ ‬25‮ ‬يناير وحتي اليوم،‮ ‬كلها قضايا تتعلق بالفساد بصورة أو بأخري‮.. ‬هذا الرقم المفزع،‮ ‬يمكن قراءته من عدة زوايا‮ : ‬أولها أننا كنا أمام مجتمع بناؤه الهرمي مشيد علي الفساد والإفساد،‮ ‬وأن الرأس في أي موقع لكي تفسد،‮ ‬لا بد أن تفسد من تحتها،‮ ‬إذن نحن أمام ما يمكن أن نسميه منظومة فساد متكاملة‮ .‬ويمكن قراءة هذا الرقم من زاوية أخري،‮ ‬تقودنا الي أنه،‮ ‬ليس من المعقول أن يكون كل هذا الرقم يتضمن إتهامات حقيقية تتعلق بالفساد،‮ ‬بل إن الأمر يتضمن،‮ ‬بالتاكيد،‮ ‬ما يمكن إعتباره مجرد شكاوي كيدية،‮ ‬وتصفية حسابات،‮ ‬فأي مدير‮ " ‬رخم‮ " ‬أو‮ "‬ماسك إيده‮ "‬،‮ ‬هو في هذه الأيام متهم الي أن يثبت العكس،‮ ‬والحل هو بلاغات للنائب العام،‮ ‬واذا فشلت البلاغات،‮ ‬فالشارع موجود والفضائيات أكثر من الهم علي القلب،‮ ‬سوف تجبر من يتردد علي تنفيذ المطلوب،‮ ‬إن لم يكن اليوم فغدا‮.. ‬لا خلاف علي أهمية حق الفرد في ان يقدم شكواه للنائب العام،‮ ‬بشرط ألا ينحرف هذا الحق عن طريقه،‮ ‬ويتحول الي أداة إرهاب وترويع للشرفاء،‮ ‬فمصر لم تكن كلها لصوص،‮ ‬فوسط هذه المنظومة الفاسدة التي تتكشف لنا يوما بعد الآخر،‮ ‬كان هناك من هو قابض علي دينه،‮ ‬وشرفه،‮ ‬كالقابض علي الجمر،‮ ‬أما نظرية ان كل من كان في موقع قيادي في الفترة الماضية،‮ ‬هو بالضرورة من المفسدين،‮ ‬ستوردنا المهالك،‮ ‬وسوف تؤدي بنا في النهاية الي طريق خاطيء،‮ ‬وفي الإطار ذاته،‮ ‬فأنا أحذر من شيء‮ : ‬ليس بالضرورة أن يكون كل من أستبعدهم النظام السابق،‮ ‬شرفاء،‮ ‬وكانوا ناجحين،‮ ‬يرفضون الفساد‮.‬وكل ما يحدث في هذا الإطار يكشف لي أننا كمجتمع قد ننحرف عن الهدف السامي للثورة التي قامت،‮ ‬لتطيح بمنظومة الفساد،‮ ‬وليس للإطاحة بالصالح مع الطالح،‮ ‬أو لتصفية حسابات مع أشخاص،‮ ‬بقدر ما هي إرساء معالم لمصر جديدة،‮ ‬قائمة علي قيم العدل والحرية والمساواة والعدل الإجتماعي‮.‬لذلك فأنا أضم صوتي لصوت المطالبين بأن يعاقب النائب العام أصحاب الشكاوي الكيدية التي لا تقف علي دليل أو بينة،‮ ‬ولا تتضمن سوي كلام مرسل‮.. ‬وفي إطار مخاوف فقد المجتمع لبوصلته حتي بعد قيام الثورة،‮ ‬يأتي إستهداف الجهاز الأمني،‮ ‬الذي لا أستطيع أنا أو أنت أن نعيش من‮ ‬غيره،‮ ‬وأخشي ما أخشاه أن تتفاقم البلطجة في الشوارع،‮ ‬ويزداد ترويع الآمنين،‮ ‬في الوقت الذي ندمر فيه،‮ ‬بعلم أو بجهل،‮ ‬جهاز الشرطة الذي نسعي لإصلاح دوره،‮ ‬ورسالته،وتقويم مساره،‮ ‬وليس للقضاء عليه،‮ ‬كما يحدث الآن حتي وصل الأمر بالضابط الي التردد في تحرير أي محضر أو مخالفة مرورية،‮ ‬أو توقيف متسيب يسير عكس الإتجاه،‮ ‬حتي لا يتجمع حوله الأهالي،‮ ‬ويستهدفونه‮..  ‬حتي الان أشعر أن يد وزير الداخلية الجديد‮  ‬مغلولة،‮ ‬ولم أر بصماته،‮ ‬سواء في إستعادة هيبة الشرطة بدون‮ ‬غلظة أو عنف،‮ ‬أو في إحساس المواطن بأن هذا الجهاز بجد في خدمته‮ .. ‬قد أكون متعجلا لكن لابد من بدايات حقيقية علي الأرض‮ .‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل