د. سيد دسوقي رئيس هيئة تنمية الابتكار بإتحاد المنظمات الإسلامية ل" الأخبار":أدعو المصريين للجهاد التنموي التنمية تصنعها المدارس الفنية لا المعاهد الأزهرية
د . سيد دسوقى يكفي أن تقرأ السيرة الذاتية الخاصة بالدكتور سيد دسوقي مؤسس قسم هندسة الطيران والفضاء بكلية الهندسة جامعة القاهرة ورئيس هيئة تنمية الابتكار بإتحاد المنظمات الإسلامية، لتتعجب كيف لم تجد أفكار د.سيد سبيلا للنشر عبر وسائل الإعلام المختلفة طوال عقود طويلة منذ استقراره بمصر بعد رحلة عمل تنقل فيها بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والجزائر.. فالرجل، ليس فقط أستاذا جامعيا مهما في تخصصه، وهو هندسة التحكم والتوجيه للطائرات والصواريخ والأقمار الصناعية، لكنه - أيضا - صاحب نظرية مهمة في تنمية المجتمعات استمدها من القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة.. لم أخض معه في تفاصيل الأسباب التي جعلته بعيدا عن الإعلام، رغم أفكاره المهمة، فالظروف التي تمر بها مصر - حاليا - تحتاج منا أن نودع الماضي بخيره وشره، ونفتح عقولنا وقلوبنا علي المستقبل الذي نتمناه جميعا لمصرنا الحبيبة.> سألته عن رؤيته لمستقبل مصر في المرحلة المقبلة؟>>قال: أرفض تبني أفكارا مستوردة للنهوض بالمجتمع، بل لابد بعد استقرار الأوضاع في مصر وانتقال الحكم إلي سلطة مدنية أن نتبني أفكارا تنموية خاصة بنا.> وما هي أهم ملامح تلك الأفكار من وجهة نظرك؟>> الملمح الأساسي هو الاهتمام بما أسميه " تنمية البقاء "، وهو الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية لتحقيق اكتفاء ذاتي من متطلبات الحياة الأساسية، واضعين نصب أعيننا نظافة البيئة من حولنا.. فمثلا لو أن هناك منطقة زراعية يتوافر فيها الماء والأرض الصالحة، تأتي تنمية البقاء بهذه المنطقة من الأعمال الزراعية أو الصناعات الغذائية، أو الخدمات الزراعية أو التربية الحيوانية.> معني ذلك أننا نعود إلي العصر البدائي الذي يهتم فيه الإنسان فقط بما يحفظ له بقاءه؟>> يبتسم د.الدسوقي قائلا: وهل تتوقع ذلك من شخص مثلي قضي حياته في البحث العلمي، فتنمية البقاء كما أراها لن تتحقق إلا من خلال تصميم مناهج تعليمية تعين الطالب علي التفاعل مع البيئة تفاعلا مثمرا.. ويبني النظام التعليمي، وفق هذه الرؤية، علي أن الطالب عندما يبلغ السادسة عشرة من عمره سيكون قد امتهن مهنة هو قادر عليها، فإن شاء أن يكمل دراسته في نفس ميدانه، وان شاء أن يمضي في الحياة العملية بضع سنين يجمع فيها خبرة عملية لا بأس بها، ويستطيع العودة متي شاء للدراسة.> لكن لا زلت أري في تنمية البقاء أننا سنصبح محلك سر؟ >> تنمية البقاء هي الأساس، لكن لابد أن يسير جنبا إلي جنب معها ما اسمية ب " تنمية النماء " و " تنمية السبق " .. و تنمية النماء، هي تبني أشياء من النوع السائد في الحضارة المعاصرة وخاصة الضروري منها، مما يتعلق بوسائل الدفاع واستخراج كنوزنا المدفونة وتصنيعها، وما يتبع ذلك من نظام تعليمي وتدريبي وبحثي، والقاعدة في هذا النمط هي ألا نتبني أشياء نحن غير قادرين علي تصنيعها، أو خدمات يصنعها لنا الغير. . أما عن تنمية السبق، فهي أن نختار لأنفسنا بعض الميادين التي نستطيع السبق فيها وأن ننجز فيها شيئا مرموقا.> وما علاقة هذه الأفكار التنموية بالقرآن والسنة، علي اعتبار أن السيرة الذاتية الخاصة بك تقول أن أفكارك مستمدة منهما؟>> رؤيتي مستمدة من سيرة رسولنا الكريم محمد، الذي قال ( اللهم اجعل رزق آل محمدا كفافًا ) وهذا هو " تنمية البقاء "، لكنه في نفس الوقت كان يرسل البعوث ليتعلم الناس صناعة المنجنيق.> لكن البعض ينظر للأفكار المستمدة من القرآن والسنة علي أنها قديمة؟ >> هذه النظرية رغم أنها مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية، إلا أن دولة أوروبية علمانية مثل سويسرا تطبقها، بينما لا زالت غائبة عنا، حيث تسير مخططات التنمية هناك وفق إستراتيجية تضع تنمية البقاء في المقدمة، مع عدم إغفال تنمية النماء والسبق.. ويقوم نظام التعليم هناك علي أن كل المواطنين يلتحقون بمرحلة التعليم الابتدائي، وخلال هذه المرحلة يكتشف القائمون علي نظام التعليم قدرات الطلاب وإمكاناتهم، ليتم توجيه 90 ٪ منهم إلي التعليم الفني، وال10 ٪ الباقين إلي برامج التعليم التي تجعل بعضهم مهندسين وأطباء ومحامين. > معني ذلك أن نظريتك التنموية تقوم علي التعليم الفني، فهل نظام التعليم الفني عندنا يسمح بذلك؟>> يأخذ د. سيد نفسا عميقا وكأني وضعت يدي علي الجرح الذي يعوق تنفيذ أفكاره، ويقول: هذا النوع من التعليم لا يحظي بالمكانة التي يستحقها في العالم العربي، رغم انه الوقود الأساسي لقاطرة التنمية.. وأتعجب من كم المعاهد الأزهرية التي تفتتح كل فترة، في مقابل ندرة المدارس الفنية، فنحن في حاجة لهذه المدارس، أكثر من احتياجنا للمعاهد الأزهرية.> وماذا عن ميزانية إنشاء هذه المدارس؟>> أحد أمراض العصر أننا نهتم ببناء المعاهد الأزهرية علي حساب المدارس الفنية، فنحن بحاجة إلي تغيير مفهوم الناس عن فعل الخير وكسب الحسنات.. فليس من المقبول أن يذهب أثرياء المسلمين كل عام للحج والعمرة، ومصر بحاجة لمثل هذه المدارس الفنية. > لكن التعليم الفني يواجه - أيضا - بمشكلة الرفض المجتمعي؟" التعليم الفني ليس سبه، حتي نهرب منها، ولو وجد تعليم فني محترم، وكانت قدرات أبنائي تتوافق معه، فلن أخجل من إلحاقهم به. د . سيد دسوقى
Comments