المحتوى الرئيسى

هل سيسيطر الخدم على الخليج العربي؟ بقلم:فيصل حامد

02/28 19:36

السؤال المطروح بالحاح لماذا تقلل الصحف الخليجية ووسائل الاعلام المرئية والمحكية العربية المنشغلة بالكتابة والحديث عن الامور الترفيهية والعاطفية ونشر الافكار الخلافية والاحباطية بين ابناء الوطن الواحد والمجتمع الواحد والى التنبيه عن تزايد اعداد الخدم وتكاثر جرائمهم؟ ولماذا تكون الكتابة ان كتبت والحديث ان حدث عن جرائمهم واخطارهم خجولة وجانبية وسطحية وانفعالية؟ هل بسبب كون الخدم قد اصبحوا من نسيج المجتمعات الخليجية العربية ومن ضروريات الحياة العصرية الانفتاحية الاتكالية ومن مستوجبات الثروة والجاه والتفاخر وعلو الكعب واصالة المحتد يصعب الاستغناء عنهم والتقليل من اعدادهم وان الحديث عن اخطارهم واضرارهم وعن سطوتهم وجرائمهم اهانة لهم واساءة لسمعة مخدوميهم وتحديا لمشاعرهم وتعديا على حقوقهم وامسى حديثا مملا وسافرا ومكروها؟ ام ان للخدم دالة خاصة عند( معازيبهم) منحتهم حق الوصاية والحصانة والخطوط الخليجية الحمراء التي يحظر تجاوزها في القول والكتابة والرسم؟ اسئلةكثيرة مريرة والاجابة على بعض منها ما نقرأه يوميا ونسمعه شفويامن جرائم بشعة تندى لها الجباه خجلا يقترفها الخدم في بيوت مخدوميهم وشاهدنا القليل من تلك الجرائم عبر بعض القنوات الفضائية ومن خلال صور التقطت خفية عن مماراسات تخلو من ابسط القواعد الانسانية والاخلاقية قامت بها الخادمات اللاتي نستقدمهن لغاية وتربية اطفالنا ونؤمنهن على فلذات اكبادنا ونطلق عليهن خطأ بالمربيات وقد ينعتهن البعض المغرم بهن وبسواد عيونهن وصفرة وجوههن بالفتايات الفاضلات ( المفضلات) وما هن بالاساس سوى نسوة جاهلات وعديمات باكثريتهن للرحمة والوداد و يحتجن الى من يربيهن ويعلمهن ويهديهن الى طريق الخير والصواب منذ فترة قامت احدى الصحف الخليجية باجراء استطلاع ميداني مباشر اجمع فيه العديدمن المواطنين والمواطنات والاخصائيين والتربويين المفترضين على ان الخدم وان كانوا ضرورة لا بد منها للقيام ببعض الاعمال المنزلية لتخفيف العبءعن كاهل ربة المنزل( ان بقي للبيوت اربابا ترعاها) الا انه يجب الا تتجاوز خدماتهم هذه الدوائر المحددة والا ستكون ضرورتهم ضررا بليغا وقاتلا ان تمكنوا وقد(تمكنوا) من اختراق تلك الدوائر وصولا الى التمركز وقد( تمركزوا) في دوائراسرية سرية وتربوية اساسية في العلاقات العائلية الخصوصية وفي بناء الحياة المجتمعية والمواطنية وهنا تقع الطامة الكبرى والخطر الكبير بشره المستطير حيث لاينفع بعدها اللوم والندامة فالاعتماد على الخدم بصورة كلية ومطلقة يكرس سلبيات خطيرة ومدمرة في حال ترك الاطفال بين اياديهم ليعبثوا بهم تحت مسميات رعوية وتربوية مشفوعة بالجهل والايذاء والتلون الفكري والاجتماعي والعقيدي والتلوث الصحي واللغوي والثقافي مما سيؤثر سلبا وقد( أثر فعلا) على مجمل معطيات الاطفال لجهة لغتهم القومية وعقيدتهم الدينية وثقافتهم الوطنية وتقاليدهم الشعبية واجمع الذين اجري معهم الاستطلاع بانهم يقومون ايضا بافشاء اسرار المنازل واحداث توترات وخلافات في العلاقات الزوجية البحته بين الازواج الى جانب ارتكاب الجرائم الاخلاقية والسلوكية وتلويث الاطعمة والاشربة بالسموم والحشرات والمكروهات وشيوع الممارسات المعيبة والتصرفات الشائنة المسجلة والمعروفة في دوائر الشرطة وسجلات المستشفيات ودور اللقطاء الذين ستمنحهم القوانين الوضعية الجنسية الوطنية وقد نشر عن بعض منها بالصحف على استحياء وبعضها معروف من غير صحافيين وصحف والمخفي اعظم واخطر وبعدالاستطلاع السريع الذي استعرنا القليل مما ورد فيه وقبله اجريت بعض الاستطلاعات المقتضبة واقيمت الندوات الخجولة ونشرت العديد من الدراسات والقيت الكثير من المواعظ والمحاضرات وكلها كانت تدعو الى الحد من هيمنة الخدم على الاسرة والتعرف على اسرارها وخفاياها وابتزازها لاحقا لكن تلك القناطير الورقية والكلامية من المواعظ والمحاضرات والدراسات كانت ولاتزال دون جدوى لانعدام جديتها وفقدان مصدقيتها في الممارسة العملية لدى المواطنين وفي مقدمتهم اهل التنظير والكلام والتحذير بالمقام لاول وقد بدأت الحقائق التي ذهبنا اليها في سياق مقالتنا تتبدى كاشفة عن اخطار تلك الاعداد البشرية من الخدم مستوطنة بين الاسر الخليجية كما يستوطن الجراد في الاراضي الخصبة الخضراء وامست اعدادهم تتساوى وربما تزيد على عدد مواطني بعض الدول الخليجية وليس مبالغة بالقول ان كثيرا من الاسر لديها من الخدم اكبر رقما من ارقام افرادها العددية ونتج عن ذلك وهذا المهم خلق اجيال من الناشئة خارجة عن المألوف قليلة الحيلة فاقدة للانتماء الاسري والمجتمعي والوطني ضعيفة الولاء القويم للدولة التي تحمل اسمها ولكافة مؤسساتها السيادية ناشئة عن اجيال تريد ان تأخذ كل شيءدون ان تعطي أي شيء سلبية في تعاملها متمردة وفوضوية وعلى الرغم من التحذير المستمر من اخطارهم الداهمة واضرارهم القائمة ومن المطالبة (بتحجيمهم) وتقليص اعدادهم وتحديد اعمالهم وخدماتهم الا ان المراقب والمشاهد يلحظان وبكل اسى ان اعدادهم تكبر ككرة الثلج المتدحرجة من عل وقبضتهم على البيوت تشتد وجرائمهم في المجتمع تتنامى ونزفهم للثروة الوطنية يزداد ومفاسدهم تنتشر ومكاتب استقدامهم تزدهر وتتسع وتصاريح دخولهم تسهل وتمنح اليهم الاقامات العصية على بعض الجنسيات العربية ببضع ساعات وسرعان ما يحصلون على اجازات لقيادة السيارات عبر اختبارات شكلية مراعاة للمواطن المتواكل الذي قد يتلقى اجرا بالمقا بل وغالبا ما نراهم يقودون افخر السيارات ينقلون بها الركاب من مواقف المواصلات ومن فوق ارصفة الشوارع والطرقات من غير خوف من المرور( والفلاشارات)او زعيق الصافرات وان قلت لاحدهم هذا عمل ممنوع وامره مشنوع يجيبك بحدة ونفور( عشان انت نجده ومرور روخ بابا روخ انا عندي بيجر ونقال وليبلات صفروات ودولارات خضروات ودنانيير وايد وريالات وكفيلي زابط كبيرمسؤل عن التسفير) وان طلبت من الذين نعتوا الخدم بابشع النعوت وقالوا فيهم ما قيل عن الميسر والخمر لكي يتخلوا عن بعض خدمهم او ليحددوا اعمالهم فهذا( خير لكم ولابنائكم ومجتمعكم ووطنكم) اجابوك بلسان المواطن الخليجي ابومشاري في اجابته على سؤال من احدى الصحف المستطلعة( انتم ايش تبون؟0 ماكو مشكلة 00 ليش ماتبون الخدم ؟ ايش فيهم00 لدينا المال الوفير فلماذا لا نريح زوجاتنا واولادنا00؟) هنا تكمن جذور المأساة وتتمحور عوامل المشكلة التي يعاني منها المتمولون العرب وفي طليعتهم اهل الخليج حيت تتمثل بنظرتنا الى الامور الحياتية والتوجهات المصيرية والثقافية والعقيدية من زوايا مادية بحته باعتبار ان من يملك المال يسيطر على سواه من البشر ويسخرغيره طائعا صاغرا لخدمته وتلبية مطالبه فيا للعيب وما اكثز عيوبنا العربية منذفترة ليست بعيدة طرحت احدى الصحف المحلية الخليجية على قرائها موضوع التربية والتعليم فساهمت في هذا الحوار بعدد من الحلقات تحت عنوان التربية والتعليم بين مطرقة الخدم ( المربيات) وسندان المدرسين الخصوصيين) وقد جاء في احداها 000 انها لجريمة لا تغتفروتفتقر الى نظر ان نوكل لمثل هؤلا الخدم رعاية وتربية اطفالنا وصغارنابحجة لا وقت لرعياتهم لدينا بسبب ازدياد الضغوط العملية والمعاشية علينا فيستغل الخدم هذا الاهمال و التراخي واللامبلاةحيث تصبح الكرة في ملعبهم وبدافع من جهلهم وكراهيتهم وعنصريتهم ينتقم الكثير منهم من اولادنا بالوخزوالمسمار والضرب وبامور اخرى مشينة من المعيب ذكرها تعلمها جيدا ما يتسمين بالامهات او بعض اللهم ان لم يكونوا بالازواج المغفلين الذين لا يعرفون عن الامور الا متأخرين وبعدها يلجأ الخدم على اجبار هؤلا الفتية الصغار اشكالا غريبة عجيبة من المصطلحات اللغوية واللكنات الاسينية التي يأنف من سماعها كل من يغار على لغته وعروبته ودينه ويا ليت الامور تبقى محصورة ضمن هذه الدوائر المتقاطعة بل تتجاوزهاالى دوائر اخرى تتشابك ضمنها الاوتار مع الاقطار وتغدو القوائم نوائم وتصاب الاضلاع بالصداع وتمسي نقطة الارتكاز في وضع انتكاس حيث يبدأما يسمون بالمربين والمربيات من الخدم وبخطة شيطانيةخبيثة يقومون بتحريض الفتية من الاطفال على آبائهم وامهاتهم باختلاق الاقاصيص والرويات التي ستؤثر في نفوسهم البريئة لدفعهم الى التمرد والكراهيةوالنفور من ذويهم وعندما يتبين للمربيات( الفاضلات) بان الاطفال قد وقعوا تحت التأثير والسيطرة المخطط لها مسبقا فيطالبن برفع اجورهن وتحسين احوالهن والا فسيغادرن الى اوطانهن او سينتقلن الى معازيب آخرين وغالبا ما تجري هذه المحاورة من التمثيل والابتزازعلى مسمع ومشهد من الفتية ليعلو صراخهم ولتثور ثائرتهم على افتقادهم لمربياتهم فنراهم وقد تعلقوا باذيالهن وهم يبكون فيرضخ الكبار لارضاء اطفالهم الصغارمكرهين لتنتصر السين الشرقسوية الكثيفة على السوف العربية اللطيفة وينقلب الساحر مسحورا والداحر مدحورا يكون الخاسر فيها ما يسمى بالمعازيب من استغلال وابتزاز المعاذيب بالذال وتتكررفصول التمثيلية وتزداد اعداد الخدم وتقوى سلطتهم وتزداد مطالبهم وتتضاعف اجورهم ليصبح ماينفق عليهم في السنة الواحدة في دول الخليج العربية ما يقرب من ثلاثين مليار دولار لو انفق جزء منها على التنمية البشرية والاقتصادية في هذه الدول التعاونية لغفر الله للمنفقين ما تقدم وربما ما قدتأخر من ذنوب فيا للعيب وما اكثر عيوبنا وهدرنا واسرافنا لثرواتنا وكرامتنا ومصير اجيالنا الوليدة والتي لم تولدبعد ؟؟ ان مشكلة ولنقل مأساةالخدم تتفاقم وان جرائمهم واخطارهم تزداد وتكاثرهم في البيوت وبين الاسرواسناد تربية الاطفال اليهم شر مستطير وضر كبير وبالرغم من بروزاخطارهم وانكشاف جرائمهم المريعة وبالرغم من التحدث الدائم عن تلك الجرائم والاخطار في الليل والنهار من قبل ارباب الاسر انفسهم فاننا نرى وبكل اسى الى التسابق المحموم لاستقدامهم واستخدامهم وتوسيع نفوذهم وترسيخ سيطرتهم دون الاحساس ولو بقدر قليل من المسؤلية الوطنية والاخلاقية والثقافية فكثير من الناس يطالبون بالعدل والحق والصلاح لكنهم لايدفعون اجور القضاة والدعاة الذين سيحققون لهم مطالبهم وما يريدون السؤال المطروح مرة اخرى هل سيسيطر الخدم على عرب الخليج كما سبق ان سيطروا على عرب آخرين قبل مئات السنين فنتج ان حكمهم الخدم من المماليك والاخشيديين والسلاجقة باسم الدين وغيرهم من الاثنيات والاديان الاخرى باسم التمدين نرجو ان لايعيد التاريخ نفسه فيكفينا عربيا مما نحن فيه وعليه من خلاف وتخلف وهوان اننا نحذر من الاخطار اننا نقرع الاجراس اننا نستنهض الهمم فهل من يسمع وهل من مجيب وهل من ينهض ام ان الكثير من الناس على رؤوسهم تعشعش الطيور وتبيض وتفرخ وهم لا يعلمون فيا لذل قوم لا يفقهون ما يعملون؟؟ والله المستعان فيصل حامد كاتب وناقد صحفي سوري( مقيم) بالكويت [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل