المحتوى الرئيسى

كيف تكون مواجهة نظام القذافي؟

02/28 16:49

جانب من احتجاجات مدينة بنغازي (الأوروبية)انتقد مدير منظمة هيومن رايتس المعنية بحقوق الإنسان في العالم تعامل الولايات المتحدة والدول الغربية مع الثورة الشعبية الدائرة في ليبيا. وقال توم مالينوفيسكي –مدير المنظمة والخبير المختص بشؤون السياسة الخارجية الأميركية- إن الغرب لم يقم حتى حينه بالنزر اليسير اللازم لمواجهة الحرب "البربرية" التي يشنها العقيد معمر القذافي ضد أبناء شعبه، بالرغم من قول الحكومات الغربية إنه لا توجد لديها خيارات كثيرة إزاء ذلك. وأضاف في مقال له في مجلة "فورين بولصي" الأميركية أن  العديد من المسؤولين في واشنطن تلقوا ما يجري من مذبحة في ليبيا باستخفاف وعدم اكتراث. واستشهد الكاتب بقول ديفد ماك –وهو دبلوماسي أميركي سابق في شمال أفريقيا- في مقال نشرته له صحيفة واشنطن "ليس لنا علاقات شخصية على مستوى رفيع". وقد أكد كثير من المقالات في الآونة الأخيرة على الفكرة القائلة بأنه "ليس للولايات المتحدة علاقات قوية مع الجيش الليبي كما هو الحال مع جيشي مصر والبحرين, وبأنها لا تقدم مساعدات كبيرة  لنظام القذافي, وأنه ليس للدبلوماسيين الأميركيين أصدقاء في أوساط الحكومة الليبية, يمكن إجراء حوارات منطقية معهم حول الحاجة إلى تغيير أساليبهم. "عندما يكون الأمر على قدر كبير من الأهمية  لواشنطن, حينها يتدارس المسؤولون حجم النفوذ الذي يمتلكونه فيستخدمونه بطريقة مؤثرة وخلاقة بأقصى قدر ممكن, ولا يختلقون الأعذار"مالينوفيسكي/فويرن بوليسيالكارثة الماثلةوعلى الرغم من قيام العقيد معمر القذافي بنشر طائرات حربية ومروحيات وجنود لسحق التحدي المتعاظم لحكمه, فإن الافتراض القائم هو أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تفعل شيئا إزاء الكارثة الماثلة. ويستدرك مالينوفيسكي قائلا إن الولايات المتحدة لا تقيم علاقات دبلوماسية أو عسكرية مع إيران أيضا, "لكننا لا نسمع من الدبلوماسيين الأميركيين تذمرا من عدم قدرتهم على الضغط على إيران لكي تتخلى عن برنامجها النووي". كما أنهم لم يدفعوا بالقول إنهم لا يمتلكون سوى تأثير محدود حينما كان العالم يمارس ضغوطا على ليبيا من خلال العقوبات وغيرها من الوسائل لإرغامها على دفع تعويضات لضحايا طائرة بان أميركان التي تحطمت فوق مدينة لوكربي في إسكوتلندا. ويمضي الكاتب إلى القول إنه عندما يكون الأمر على قدر كبير من الأهمية بالنسبة لواشنطن, حينها يتدارس المسؤولون الأميركيون حجم النفوذ الذي يمتلكونه فيستخدمونه بطريقة مؤثرة وخلاقة بأقصى قدر ممكن, ولا يختلقون الأعذار. ويرى مالينوفيسكي أن علاقات أميركا العسكرية مع كل من مصر والبحرين, أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنها مفيدة في اللحظات الحاسمة في الأحداث التي وقعت في الأسابيع الأخيرة, مما سمح لمسؤولي البنتاغون بأن يحثوا نظراءهم الذين يعرفونهم على التحلي بضبط النفس. لكن تلك العلاقات وخشية البنتاغون من فقدها -كما يستدرك كاتب المقال-  جعلت الولايات المتحدة تحجم عن ممارستها ضغوطا على تلك الدول من أجل القيام بإصلاحات في الماضي. أفراد من الجيش الليبي في مظاهرة بطبرق (رويترز)الثقة المفقودةإن القول بأن العلاقات العسكرية المتجذرة  ضرورية من أجل امتلاك التأثير والنفوذ, أمر مناف للعقل بحسب المقال.  ويرى مالينوفيسكي أن هذه العلاقات يمكن أن تكون مفيدة في اللحظات الحاسمة, كما أنها تعزز الاعتقاد بأن الولايات المتحدة تؤيد استمرار الوضع القائم. وفي مصر والبحرين، أدت تلك العلاقات إلى عدم ثقة الشعوب في الولايات المتحدة, الأمر الذي سيستغرق سنوات  لتجاوز هذا الانطباع. إن انعدام علاقات عسكرية ودبلوماسية وثيقة يمكن أن يطلق يد أميركا لاتخاذ خطوات أكثر حزما لدعم التغيير الديمقراطي وكبح جماح الأنظمة المستبدة كما في ليبيا, على حد تعبير الكاتب الأميركي. وفي الواقع, فإن المجتمع الدولي مارس مثل ذلك النفوذ بفعالية ونجاعة على ليبيا تحقيقا لأهداف أخرى. ويتابع الكاتب القول إن القذافي كان متلهفًا   للاستثمارات الغربية لتطوير حقوله النفطية لدرجة أنه تخلى عن برنامجه النووي عام 2003, وأوقف دعمه للمنظمات الإرهابية, ووافق على تسوية بخصوص تفجير طائرة بان أميركا, وأقدم عام 2007 على إطلاق سراح مجموعة من الممرضات البلغاريات متهمة "بغيًا وعدوانًا" بنشر فيروس "أتش آي في" بين مرضى إحدى مستشفيات ليبيا. "إن القول بأن العلاقات العسكرية المتجذرة ضرورية من أجل امتلاك التأثير والنفوذ, أمر مناف للعقل "مالينوفيسكي/فورين بولصيالعصا والجزرةوفي كل من تلك الحالات –يضيف مالينوفيسكي- استخدم الغرب عصا  العقوبات والعزلة وجزرة إقامة علاقات اقتصادية ودبلوماسية أوثق من أجل التأثير على سلوك ليبيا. هناك العديد من الخطوات التي يمكن للولايات المتحدة وحلفائها اتخاذها للتأثير على حسابات نظام القذافي الحالية. فأوربا تشتري 85% من النفط الليبي, وفوق ذلك, فإن الغرب يتحكم بدرجة كبيرة في النظام المالي العالمي الذي تتلقى ليبيا عبره أموالها, كما يمكنها منع التحويلات بمجرد كلمة واحدة من وزارة المالية. وهناك ما هو أكثر من ذلك، إذ بإمكان الحكومات الغربية أن تقول إنها ستسعى إلى إقامة محكمة لإجراء تحقيقات دولية ومقاضاة المسؤولين الليبيين الذين أزهقوا أرواح مواطنيهم, كما يمكنها عرض تقديم مساعدات  إنسانية إلى المناطق التي سقطت في أيدي المعارضة الليبية. ويؤكد الكاتب ضرورة "ألا تساورنا أي أوهام بأن القذافي سيستسلم للضغط الدولي, فهو يقاتل من أجل البقاء كما يتضح ذلك من أساليبه الوحشية". "لكن مصير ليبيا ليس في يد القذافي, بل في أيدي أولئك الذين عليهم أن يقرروا الآن وفي المستقبل, هل سينفذون أوامره". 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل