المحتوى الرئيسى

بالفيديو.. مصري عائد من ليبيا يحكي تجربته للشروق: أجبرونا على الهتاف للقذافي

02/28 15:35

 في حوار خاص للشروق مع أحد العائدين المصريين من ليبيا، صباح اليوم الاثنين، والذي رفض ذكر اسمه، تحدث إلينا عن بعض المناطق الراعية للعنصرية ضد الأجانب، وحتى ضد الليبيين المختلفين في القبائل، وأهمهم مدينة سرت مسقط رأس العقيد معمر القذافي، يذكر لنا أن المصريين العاملين في ليبيا عددهم كبير، وأن هناك جاليات أجنبية معظمها من الصين وتركيا ومصر لإدارة الأعمال داخل المؤسسات، كما سمح القذافي للأفارقة وثوار الحرب في النيجر أن يأخذوا قطعة أرض للإقامة فيها، والزراعة على أن يعطيهم الجنسية الليبية مع مرور الوقت، كل هذا أحدث نوعا من التحولات في الخريطة الديموغرافية للدولة الليبية.وعند ذكر ليبيا سياسيا، يقول الشاب المصري: إن عدم وجود أحزاب سياسية يعتبر هي السمة المسيطرة، حيث إن قواعد الكتاب الأخضر تعتقد في كل من تحزب فهو خائن، وعقوبة إنشاء الأحزاب داخل ليبيا هي الاعتقال وأحيانا الإعدام.مشاهدات حية من الأحداث الليبيةتحدث إلينا الشاب عن بداية الأحداث، حيث بدأت شرارة الاحتجاجات في ليبيا عندما ألقى القذافي خطابه في مدينة بني غازي، حيث يتجمع أكبر عدد من معارضيه والمتعرضين للقمع على يديه، وقال في خطابه: "الدولة قامت ببناء الكثير من المدن الجديدة، وأن هذه الأبنية هي ملك للشعب، وأن كل من يرغب في الحصول عن وحده سكنية جديدة يذهب ويجلس في أي وحده سكنية مغلقة، وسوف تصبح ملكه حسب قانون حق الانتفاع الليبي"، ووفقا لتصريح القذافي هذا قام مجموعات من الشباب بالهجوم على الشقق المغلقة، واقتحامها، والتقاتل فيما بينهم، للحصول عليها بدون مقابل في كل أنحاء الجماهيرية.وبعد تطور الأوضاع قررت الحكومة إخلاء بعض المنازل المعتدى عليها، وتزامنا مع بدء الاحتجاجات في تونس ثم مصر ونجاحها، بدأ الشباب الليبي في المنطقة الشرقية يقوم بثورة بسبب التعسف والظلم والحصار الفاضح ضد أبناء المنطقة الشرقية، وبعد سقوط عدد كبير من القتلى حاول القذافي السيطرة على البلاد من خلال جلب مرتزقة أفارقة للسيطرة على الوضع في بنغازي، ولكنه فشل وفقد السيطرة تماما على المنطقة الشرقية.مدينة سرتأما عن مدينة سرت معقل رأس القذافي، والتي يوجد فيها قبيلته القذاذفه، فيحكي أنها أكبر المدن تأييدا له، بسبب المعاملة الخاصة لأبناء هذه المدينة، والحصانة التي يتمتع بها أهل سرت داخل ليبيا، فمن الطبيعي أنها تقاتل عنه إلى آخر قطره دماء، وبعد خطاب القذافي التحريضي ضد المصريين والتونسيين في أحد خطاباته أصبح المصريين والتونسيين في هذه البلدة معرضين للقتل والسرقة والاعتداء، وقد تم اعتقال مهندسي الكمبيوتر والشبكات من المصريين والتونسيين والتحقيق معهم لفترات بتهم تتعلق بنشر أخبار كاذبة عن ليبيا، ثم الإفراج عنهم بعد وقت قصير.وأصبح الخروج من مدينة سرت إلى بنغازي (500 كيلو مترا) للتوجه بعد ذلك إلى الحدود المصرية عملية انتحار، حيث يسيطر على الطريق مجموعات مرتزقة، وأما الطريق إلى مدينة طرابلس (450 كيلو مترا) فهو شبه مستحيل، حيث تدور في كثير من المناطق معارك، وخاصة في مدينة مصراته، ولولا إرسال القوات المسلحة لطائرتان حربيتان لإجلاء المصريين من مدينة سرت لما تمكن المصريون من الخروج منها، وتعرض الكثير منهم لعمال السلب والسرقة والقتل.مصراتهأما مدينة مصراته، فبعد اشتعال الأوضاع فيها وسيطرة المعارضين على أماكن منها كان المتظاهرون والمعارضون يهجمون على منازل المصريين والتونسيين، ويعطوهم سلاح لكي يحاربوا معهم ضد نظام القذافي، وعقاب الذي يرفض هو القتل في منزله.أما عن الوضع في الجنوب الليبي، وخاصة في مدينة سبها فهو مستقر تماما باستثناء بعض المظاهرات المؤيدة للقذافي، والتي أجبر الناس على الخروج فيها دون رغبتهم.طرابلسطرابلس لا يوجد فيها أية مظاهرات ضد القذافي والمدينة تعتبر شبه خالية ومدينة أشباح، وقد خلت من كل أنواع الحياة، وينتشر في الشوارع قوات الأمن والمرتزقة والمؤيدين للقذافي، ويسمع في كثير من الأحيان في طرابلس صوت إطلاق النار لإرهاب المواطنين للنزول إلى الشوارع، وما يقال في القنوات الأخبار عن وجود قتلى ومذابح في منطقة فشلوم وسوق الجمعة وقذف الطيران لمناطق سكنية في طرابلس فهو عار من الصحة، والوضع في طرابلس شبه مستقر، ويسيطر عليه القذافي سيطرة تامة.أما عن الوضع في مطار طرابلس، فيحكي الشاب المصري العائد قائلا: إنه صعب للغاية فهناك حوالي نصف مليون مصري منتظرين خارج المطار يريدون المغادرة، وقد حدثت مصادمات كثيرة بين المصريين والأفارقة من جهة وقوات أمن المطار من جهة أخرى، أسفر عن عدة إصابات من الجانبين.وهناك صعوبة بالغة في إجلاء هذا الكم الكبير من المصريين، وأقصى عدد يمكن أجلاؤه من المطار هو 4000 مصري يوميا، نتيجة لصغر مطار طرابلس، وتأخر إعطاء تصاريح لهبوط الطيران، ووجود جاليات أخرى تريد السفر.أما عن مغادرة المصريين المطار فهو عملية مليئة بالمشقات، فأنت تحتاج إلى دفع رشوة للدخول إلى المطار، ورشوه أخرى للحصول على بطاقة صعود الطائرة، ورشوة أخرى لوضع أمتعتك داخل الطائرة، وأخرى للركوب على الطائرة، فيدفع المصري رشى حوالي 600 دينار للركوب على الطائرات المجانية التي وفرتها مصر لإجلاء رعاياها، ويتم تفتيش المصريين عند مغادرة المطار تفتيشا دقيقا، والاستيلاء على الأموال التي معهم، وأجهزة الهاتف المحمول، والأجهزة الكهربائية من قبل الأمن، وهو ما لم يتم مع الجاليات الأخرى.أما عن المصريين الموجودين خارج المطار فهم يعيشون في أجواء شديدة البرودة، بلا طعام ويتعرضون للخطر من اعتداءات الأمن بين الحين والآخر، وقد شاهدت بعد أحد خطابات القذافي مرور الشرطة والمؤيدين في وسط تجمعات المصريين في المطار، وإجبارهم على الهتاف للقذافي، ومن هذه الهتافات (الله معمر ليبيا وبس)، و(الشعب يريد معمر العقيد)، وقد شاهدت الكثير من البلطجية بعد خطاب القذافي في الشوارع، يجبرون المارة والسيارات على تأييد القذافي. 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل