المحتوى الرئيسى

علي مقهي في شارع الصحافة

02/27 22:25

اتخذ العجوز مكانه المفضل في الركن البعيد من المقهي‮.. ‬وصديقه الصحفي الشاب الذي بادره من فوره‮.. ‬لم تقل رأيك حتي الان في الثورة؟‮! .. ‬تراجع العجوز قليلاً‮ ‬الي الوراء‮: ‬لكنك لم تكشف لي حتي الان عن‮ »‬نيتك‮« ‬تجاه الثورة‮.. ‬اراك قبل أيام ومع بداية شرارتها الاولي‮.. ‬التزمت سياسة‮ »‬جريدتك‮« ‬بالحديث عن مؤامرة خارجية‮.. ‬وعناصر مدسوسة من حزب الله‮.. ‬وحماس وراءها‮.. ‬بل تحدثت عن اموال تأتي من هنا وهناك ووجبات جاهزة‮.. ‬وربما أيضاً‮ ‬تدريب خارجي‮!!‬امتعض وجه الصحفي الشاب لكنه سرعان ما تمالك نفسه‮.. ‬لكنني سرعان ما عدت الي الحق‮.. ‬الي جانب الثوار‮.. ‬أشدت بثورتهم‮.. ‬اكدت علي نبل مسعاهم‮.. ‬وحقهم في التغيير والاصلاح‮.. ‬هل كنت تتخيل يوماً‮ ‬ان تري في‮ »‬الجريدة‮« ‬هجوماً‮ ‬علي الفساد يطال رؤوسا اينعت حتي ظن الكثيرون استحالة قطافها‮!!.. ‬رد العجوز سريعاً‮.. ‬وبعد‮.. ‬الم تلتزم الصمت المريب تجاه ما يتردد بين العامة بالحق والباطل حول صفقات جرت وراء الكواليس قبل وبعد واثناء تنحي الرئيس السابق؟‮!.. ‬التقط الصحفي الشاب السؤال سريعاً‮ ‬وكأنه طوق نجاة القي اليه عله ينقذه من البحث عن مبررات ذلك التحول الدراماتيكي بدرجة‮ (٠٨١) ‬أي صفقات هكذا نحن‮.. ‬حتي بعد التحول الثوري‮.. ‬مازال بعضنا يتحدث عن صفقات وكواليس‮.. ‬وأسرار ارتبطت بالعهد البائد‮!!‬لا إعتراض علي شخص رئيس الحكومة رغم كل علامات الاستفهام والتعجب لكنه‮ »‬الحبل السري‮« ‬الذي اري انه مازال يربطه بالنظام السابق قفز الشاب وكأنما ساقه حديث العجوز الي مخرج ما رأيك في الايقاع كل يوم برموز النظام السابق وأيداعهم‮ ‬غياهب السجون ابتسم العجوز‮.. ‬الم تعلم ان هناك دائماً‮ »‬كبش فداء‮« ‬أو علي أضعف الايمان الاتفاق‮ ‬غير المعلن بعدم محاسبة النظام السابق علي تجاوزاته أو التعويض عن فساده وإهدار أموال البلاد‮.. ‬وقتل العباد‮.. ‬قالها الشاب وقد يئس من مجاراة العجوز ما تفسيرك في التغيير الذي التزمته الحكومة الذي إعتقد ان النظام السابق لم يكن ليقدم عليه علي سبيل المثال السماح للشيخ القرضاوي بخطبة الجمعة في التحرير كذلك السماح بمرور السفينتين الايرانيتين من قناة السويس وهو ما كان سيرفضه النظام السابق مجاراة للدولة العبرية وقف العجوز وهو يمد يده الي الشاب مودعاً‮.. ‬وقد يئس من تبريراته التي لم تقنعه بالعدول عن آرائه‮.. ‬يجب ان تفصل تماماً‮ ‬بين الجيش وقياداته بالمجلس الاعلي للقوات المسلحة الذي ضرب ومازال الأمثال في الالتزام بصالح الوطن وثورته والحكومة التي أراه مضطراً‮ ‬للإبقاء عليها إستقراراً‮ ‬للامور ووصولاً‮ ‬الي نظام ديمقراطي وهو الذي فضل عدم الترشح من جانبه بانتخابات الرئاسة المقبلة‮.. ‬والتزم التخلي عن‮ »‬الكرسي‮« ‬وهو ما يذكرنا بأخر الرجال المحترمين الفريق سوار الذهب الذي تعهد بالتخلي عن الحكم في السودان خلال عام وليس ‮٦ ‬أشهر‮!!‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل