المحتوى الرئيسى

> حفظه الله

02/27 22:17

فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، حفظه الله، عالم ديني جليل، وإخواني قديم، يحمل الجنسيتين المصرية والقطرية، وهو رجل ذو تأثير ملموس علي الساحتين الإسلامية والعربية. لا متسع هنا لمناقشة كثرة من آرائه الخلافية، من الخلاف وليس الخلافة، التي تتعلق بقضايا الدين والدنيا معا، لكن صدر فضيلته، حفظه الله، يتسع بالضرورة لبعض التساؤلات حول موقفه من الحراك الجماهيري الثوري الذي تشهده العديد من الدول العربية، تونس ومصر وليبيا، والبحرين والأردن، فضلا عن الجزائر والمغرب والسودان. اجتهد فضيلته مشكورا فوقف مع الثائرين في تونس، وطالبهم بالتمرد علي الرئيس المتسلط والعلمانية، وحرض علي الرئيس السابق مبارك، وحول ميدان التحرير إلي ساحة للدعاية الإخوانية، وأفتي بقتل القذافي في ليبيا، هل يصدر هذا كله عن اجتهاد مواطن عربي، مصري قطري، يؤخذ منه ويترك، أم أن الصادر عنه، حفظه الله، فتوي دينية أقرب إلي مرجعية فهقية لا يحق لعوام الناس من أمثالنا أن يناقشوها؟! إن كانت الأولي فلا بأس أو غضاضة، وإن كانت الثانية فالأمر ملتبس بحق، ذلك أننا لم نقرأ للشيخ القرضاوي إلا تقريظا ومدحا لجرائم جعفر نميري في السودان، تحت راية الشريعة، ولم نسمع لفضيلته رايا قاطعا حاسما في قضية تتعلق بوطنه الثاني، وربما الأول، دولة قطر الشقيقة. المتاح من معلومات، يعرفها القاضي والداني، يشير إلي وجود قاعدة عسكرية أمريكية عملاقة في قطر، ومنها تنطلق طائرات الموت والترويع عند الضرورة، وهي قاعدة علنية لا يخفي أمرها عن الشيخ القرضاوي، حفظه الله، فهل يري أن وجود مثل هذه القاعدة من «السفاسف» التي لا تستحق عناء الافتاء؟!، أم أن تقاضيه وسكوته يعني الموافقة الضحية علي وجودها؟! لا يتكلم الشيخ القرضاوي عن أمير قطر إلا ويتبع اسمه بالكلمتين: «حفظه الله»، ولا شك أن احترام الملوك والرؤساء والزعماء تعبير عن التوقير والاجلال، لكن المسئولية الدينية تحتم عليه أن يضيء لنا ما نجمله: الترحيب بالقاعدة الأمريكية، والتطبيع الاقتصادي والسياسي غير المسبوق مع إسرائيل، فضلا عن تلك المسألة الأخلاقية حول انقلاب الابن علي أبيه، والإطاحة به عبر مؤامرة لا تتوافق مع قواعد الإسلام ومبادئه السامية، التي تحض علي البر بالوالدين، فضيلة الشيخ الجليل، حفظه الله، أسد علي الطغاة قبل ساعات من سقوطهم، فحتي فيكون أسداً علي الجميع؟!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل