المحتوى الرئيسى

إذا ما حاكمت محكمة الجنايات الدولية القذافي فلا بد أن تكون كل الملفات حاضرة بقلم:محمد شركي

02/27 16:53

إذا ما حاكمت محكمة الجنايات الدولية القذافي فلا بد أن تكون كل الملفات حاضرة محمد شركي لقد سجل التاريخ الذي لا ينسى ولا يغفل أن الغرب الذي يتصرف وفق مصالحه وبدون قيم أو أخلاق قايض سفاح ليبيا على جرائمه مقابل الحصول على رشاوى مالية ضخمة ، والحصول على البترول بثمن بخس ، ومقابل جعل ليبيا محمية لتجميع المهاجرين الأفارقة الجياع الذين نهب الغرب ثرواتهم وجوعهم ومنعهم من الوصول إلى أوروبا عبر بوابة إيطاليا ، ومقابل التنكيل بالإسلاميين الذي جعلهم الغرب أعداءه الألداء . لقد سكت الغرب عن جريمة لوكربي مقابل المال ، وهو يعرف أن المال الذي أعطي كتعويض لضحايا طائرة لوكربي هو مال الشعب الليبي الضحية الأكبر . ولم تقم محكمة الجنايات الدولية بدورها وهي مجرد محكمة صورية تعقد جلساتها وتفتح ملفاتها بناء على إرادة الدول الغربية التي تجعل مصالحها فوق المبادىء والأخلاق والعدل والحق . واليوم سمعنا بمجلس الأمن وهو مجلس صوري أيضا بيد الدول الغربية وهو رهن إرادة وإشارة الفيتو الأمريكي الذي يوفر الحصانة والحماية للكيان الصهيوني للتغطية على فظائعه في فلسطين ودول الشرق الأوسط دون أن يستطيع العالم فعل شيء يقرر عرض القضية الليبية على أنظار محكمة الجنايات الدولية بعدما أزهقت آلاف أرواح الأبرياء الليبيين ، ولا زال التردد في أروقة مجلس الأمن هل الأمر يتعلق بجرائم ضد الإنسانية أم لا زال عدد الضحايا من الليبيين لم يصل النصاب القانوني لتصنيف جرائم القذافي بأنها جرائم ضد الإنسانية ؟ . ومعروف أن الغرب لا يعتبر العرب جزءا من الإنسانية بل هم مجرد قطعان في نظره لأن ما وقع للعرب في فلسطين وغيرها على يد الكيان الصهيوني ما زال لم يصل إلى حد جرائم ضد الإنسانية على غرار جرائم النازية ضد اليهود .ولا زالت الأرواح التي أزهقت في العراق على يد الحلف الأطلسي لم تصل إلى درجة جرائم ضد الإنسانية ، كما أن الأرواح التي أزهقت في أفغانستان لا زالت لم تبلغ النصاب الذي تصنف بموجبه الجرائم ضد الإنسانية كما صنفت جريمة الحادي عشر من أيلول في الولايات المتحدة الأمريكية. والسر في ذلك أن الدم العربي والإسلامي رخيص في نظر الغرب ، ولا يساوي شيئا أمام الدم الغربي والصهيوني ، وإن كان الدم الغربي أحيانا يساوم بالدولار كما فعل القذافي مع ضحايا لوكربي مما يعني أن الغرب يتاجر بأرواح الغربيين أيضا عندما تكون له مصلحة في ذلك . وإذا ما سلمنا أن مجلس الأمن سيحرك فعلا ملف جرائم القذافي أمام محكمة الجنايات الدولية ، وهو أمر سيكون شكليا فقط لذر الرماد في العيون ، لأن الغرب مشغول الآن بمن سيخلف القذافي ليكون أداة طيعة تقدم له نفس الخدمات التي كان يقدمها القذافي الذي سكت الغرب عن فظائعه ضد شعبه وضد العديد من الشعوب . وإذا ما انطلقت مسرحية محكمة الجنايات الدولية ـ ونرجو أن يستبقها الشعب الليبي البطل فيشنق الطاغية في ساحة طرابلس أمام أنظار العالم ليكون عبرة لكل الطغاة ـ فهل ستكتفي محكمة الجنايات الدولية بمحاسبة القذافي على جرائمه الحالية ضد شعبه أم أنها ستتعدى ذلك إلى النظر في ملفات شعوب أخرى كانت ضحية إجرامه ، ومنها الشعب المغربي الذي لم ينس أبدا أرواح شهدائه الذي سقطوا دفاعا عن وحدته الترابية ففوق صحرائه حيث كان المجرم السفاح يسلح ويمول العناصر الإجرامية من عصابات البولساريو جنبا إلى جنب مع الجنرالات المجرمين الجزائريين . لقد مات العديد من المغاربة بسلاح القذافي ولهذا لا بد أن يكون ملف الضحايا المغاربة حاضرا أثناء محاكمة هذا الطاغية على جرائمه ضد الإنسانية . ولا بد أن يقتص المغاربة من القذافي القصاص الشرعي والقانوني . فليست دماء ضحايا لوكربي أفضل من دماء الضحايا المغاربة ، ولن يرضى المغاربة مقايضة دماء ضحاياهم بالمال كما فعل الغرب الذي يجعل المصالح فوق الدماء بل الضحايا المغاربة شهداء كأشقائهم الليبيين الذي ذبحهم الطاغية . وكل ما يريده المغاربة هو الانتقام من الطاغية ردا لاعتبار الأرواح البريئة الذي أزهقت ظلما وعدوانا تحت صمت الغرب المصلحي النفعي الانتهازي البراغماتي الذي لا بد أن يأتي زمن لمحاكمته هو الآخر عندما تستيقظ ضمائر أبناء الغرب التي يخدرها منطق المصالح من أجل الرفاهية على حساب الغير دون مراعاة لقيم أو أخلاق إنسانية مع أن الغرب يتبجح بأنه يتحدث باسم القيم الأخلاقية والإنسانية ، والحقيقة أنها قيم قانون الغاب وقيم تدل على الهمجية والوحشية والعنصرية والظلم والطغيان .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل