المحتوى الرئيسى

حماس تزداد قوة دون ان تطلق رصاصة واحدة

02/27 12:15

غزة (رويترز) - عززت الاضطرابات التي غيرت العالم العربي خارج قطاع غزة من مكانة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) داخل القطاع الذي تحكمه ودعمت موقفها في مواجهة السلطة الفلسطينية التي لها الغلبة في الضفة الغربية.حماس استقبلت سقوط الرئيس المصري السابق حسني مبارك بسعادة بالغة اذ احست ان رحيله سيضعف من قبضة اسرائيل على القطاع الفقير التي شلت اقتصاده وحاصرت سكانه.كما حرم خروج مبارك كلا من اسرائيل ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من اقرب حليف عربي مما تركهما معرضين للخطر فجأة في منطقة سريعة التغير.وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس ان الحكومة المصرية الجديدة لن تقبل بتضييق الخناق على غزة وستكون هناك نهاية للحصار ولعزلة حماس.واضاف ان الامر سيستغرق وقتا لكن المستقبل يبدو مشرقا.وفازت حماس التي لا تعترف باسرائيل بانتخابات في الاراضي الفلسطينية عام 2006 وسيطرت على قطاع غزة بعد 18 شهرا عقب حرب اهلية وجيزة مع حلفاء عباس.ومنذ ذلك الحين نجت حماس من هجوم عسكري اسرائيلي بدأ بعد تكرار الهجمات الصاروخية العابرة للحدود وجاهدت للتغلب على الحصار الخانق الذي ترك 80 في المئة من سكان القطاع البالغ عددهم 1.5 مليون يعتمدون على المعونات.ومن القوى المتوقع ان تلعب دورا كبيرا في مصر الجديدة جماعة الاخوان المسلمين القوية ذات العلاقات الوثيقة للغاية مع حماس وتؤيد فتح الحدود.وفي حين يتنامي التفاؤل في غزة يخبو الامل في الضفة الغربية.فالامال بأن يتمكن عباس من التوصل لاتفاق سلام دائم بددها رفض اسرائيل وقف البناء الاستيطاني كما اضعف تنامي قوة حماس جهود السلطة الفلسطينية لانهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية.وقال غسان الخطيب مدير المركز الاعلامي الحكومي في رام الله ان حماس تعتقد ان الوقت ليس في صالح السلطة الفلسطينية مما لا يعطي السلطة املا يذكر في الوفاء بوعودها.ورفضت حماس عرضا هذا الشهر للدخول في حكومة وحدة كما رفضت دعوة عباس لاجراء انتخابات قائلة انه يتعين على السلطة الفلسطينية التوقف اولا عن جميع اشكال التعاون مع اسرائيل وان تطلق سراح المئات من انصار حماس المحتجزين في سجون الضفة الغربية.ويتوقع بعض المحللين ان كلا من عباس وحماس قد يواجهان نفس الاحتجاجات التي تشهدها عدد من الدول العربية لكن خليطا من صرامة الاجراءات الامنية واللامبالاة الواضحة من جانب المواطنين وأد المظاهرات في مهدها حتى الان.وقال راجي الصوراني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في غزة ان الفلسطينيين منقسمون ومتعبون ولا يثقون في احد في ظل الحصار ونقاط التفتيش الاسرائيلية. وقال ان هذا هو سبب عدم وجود حركة احتجاجية في الاراضي الفلسطينية.غير ان مسيرة مؤيدة للوحدة تمت الدعوة اليها في غزة يوم 15 مارس اذار من المرجح ان تواجه دعوات لتنحية عدائها للسلطة الفلسطينية جانبا وان توافق على المصالحة.وقال الصوراني انه اذا لم تستغل حماس هذه اللحظة فحينئذ ستكون هناك مشكلة للفلسطينيين لسنوات كثيرة مقبلة.وتحذر السلطة الفلسطينية نفسها حماس من الا تعقد امالها على ظهور حركة مصرية صديقة قائلة ان الواقع السياسي في المنطقة سيضعف من طموحاتها.وقال الخطيب وهو ايضا متحدث باسم الحكومة ان السبب وراء عدم فتح مصر الحدود بشكل كامل حتى في الوقت الحالي هو ليس لان لديها مشكلة مع حماس لكن لانها تدرك انها اذا فعلت ذلك فسيؤدي ذلك فعليا الى ضم غزة وهو ما تريده اسرائيل.واشرفت مصر اداريا على قطاع غزة بين عامي 1948 و1967 واوضح مسؤولون اسرائيليون كبار في احاديث غير رسمية خلال عهد مبارك انهم يودون ان تتولى القاهرة المسؤولية عن غزة مرة اخرى.لكن مسؤولين امنيين اسرائيليين يقولون ان اعادة احتلال اسرائيل لغزة سيكون اكثر ترجيحا من ضم مصر لها اذا فتحت القاهرة الحدود وسمحت بتدفق الاسلحة الى حماس التي تدعمها ايران وتقوم بتخزين الاسلحة.وكانت اخر مرة تغلق فيها الحدود عام 2008 عندما دمرت متفجرات حماس جزءا من الحدود. وقدرت الامم المتحدة ان نصف سكان غزة عبروا لمصر طلبا للسلع قبل ان تستعيد مصر النظام بعد ان اثار تصرف حماس انزعاجها.وكان احد العابرين ايمن نوفل وهو قائد عسكري كبير في حماس. وسرعان ما اعتقلته مصر واحتجزته دون تهم لمدة ثلاث سنوات قبل ان يفر خلال الاضطرابات الاخيرة ويتمكن من العودة الى منزله عبر نفق سري.وتوقع نوفل عهدا جديدا في العلاقات بين مصر وغزة لكنه لا يرى تراجعا في التوتر مع اسرائيل.وقال ان الحركة تستعد للجولة المقبلة من القتال مضيفا انه سينضم للوائه القديم.وتابع ان حماس اختارت طريق المقاومة وان هذا افضل طريق يمكن ان تسلكه حيث سيؤدي اما للنصر واما الشهادة.(شارك في التغطية نضال المغربي)من كريسبيان بالمر

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل