مصرية أنا
سريع مذهل ما يجري.. هل هي هشاشة نظام هنا ونظام هناك؟ براكين تتفجر بعد ما زاد الضغط علي العقول أو البطون؟ أم أن ثمة من أعد وخطط وأوحي عن بعد ببدء التفجير؟!.لا سؤال غير السؤال : ما رأيك بما يجري.. هل أنت مع أم ضد؟.. وأنت تسمع وتراقب الفضائيات.. وتري الحناجر تسبق الأفواه.. وأنت مشحون بالصوت والصورة.. تجيب بابتسامة طازجة جميل إنها الثورة.. وتتابع مجريات الأحداث عن كثب.. لا عن كذب.. فما هو أمامك.. أمامك..بعد ساعات.. تفكر في ما هو بالخلف.. خلف المشهد.. وخلف الحدث.. ومن أجل الوصول إلي اليقين.. تشك.. أليس الشك أولي الخطوات إلي اليقين؟.. والشك يبدأ بالتساؤلات : ما سر هذا التزامن في ما جري.. تونس .. مصر.. اليمن.. الجزائر.. البحرين.. وليبيا إضافة إلي ما يجري من احتجاجات ومظاهرات هنا وهناك؟ إنها نفس الاحتجاجات ونفس الشعارات والمطالب.. حتي يخيل لك أنه ذات المشهد نفسه.. وتحتار في أي من المدن العربية يحدث ما تراه.. إن كان صوت التلفزيون مغلقا..هل شدة القمع.. ولدت الانفجارات بنفس القوة.. أم سوء الوضع الاقتصادي.. فاقم السواد في نفوس الشعوب ضد الأنظمة؟ وتتساءل : لماذا هذا الترتيب المكاني والزماني؟ ضعف أنظمة أم سخط شعوب.. أم أن هناك هدفا آخر وراء تحريك أحجار علي رقعة الشطرنج؟..تذكرك عبارة "رقعة الشطرنج" بكتاب جاري كار وليام.. الضابط في سلاح البحرية البريطاني.. والذي عمل في الإعلام والإستخبارات.. يكشف وليام في كتابه.. أسباب تدهور الأمم وتطاحنها ودخولها في حروب وثورات.. ونسب هذا التدهور إلي من أسماهم "القوي الخفية".. التي تدير القادة والشعوب.. مثل الأحجار علي رقعة الشطرنج.. وكان يقصد بالقوي الخفية.. اليهود من حاخامات وأباطرة المال.. ومن أسماهم "النورانيون" الذين أطلقوا ما يدعي ب"النظام العالمي الجديد"..هل عدنا إلي "عقلية المؤامرة".. لنفهم ما يجري؟قطعا لا.. لكن الأمر مربك وعصيّ علي الفهم المدرك.. لما قبل ولما بعد شرارة بسطة خضار البوعزيزي في تونس..ومن دون أي تقليل من شأن غضب الشعوب وثورتها.. أو أي انتقاص من تضحياتها.. نتساءل بشفافية أيضا : من الذي كان يدعم تلك الأنظمة علي مدي ستين عاما؟ ومن أوهمها باقتصاد السوق الحر وبالنظام العالمي الجديد؟ ومن ملأ ترساناتها بالأسلحة ودربها علي القمع؟ ومن سحق الطبقة الفقيرة وأفقر الوسطي؟ ومن أغرق الأسواق العربية بالمنتجات الاستهلاكية.. التي لا يتناسب ثمنها.. مع معدل دخل الفرد؟..الأهم والأبلي.. من حوّل حكام هذه الدول.. إلي تجار بالجُملة وبالتجزئة أيضا حتي أصبحت الدول أشبه بسوق خضار كبيرة؟..تدهشك أرقام الأرصدة الخيالية للحكام المخلوعين.. والذين يهتزون علي عروشهم وتتساءل : من أين لهم كل هذا؟ وكان يكفيهم الأقل جدا.. مما جمعوا وسرقوا.. من قوت شعوبهم وموارد دولهم التي أصبحت كلها رهينة بيد واجهات تلك القوي الخفية.. التي تحدث عنها جاري كار وليام..للشعوب كل الحق في أن تفعل ما تفعله الآن.. وأنت تراها تشعر بفرحة الانتصار للظلم علي الظالم.. وفي نفس الوقت.. تضع يدك علي قلبك.. وتخشي ممن يحضرون الظلام لهذه الأمة ويسرقون فرحها وتاريخها..ربنا يستر !!
Comments