بالمنطقمزرعة زگريا عزمي!
بمجرد أن لمحت الخبر المنشور في الصفحة الأولي بإحدي الصحف اليومية تحت عنوان »صراع مسلح علي مزرعة زكريا عزمي بأسوان.. والتي تبلع مساحتها ٤٥٧ فدانا« بمجرد ان وقعت عيناي علي عنوان هذا الخبر، أصابتني دهشة لم تدم طويلا فبعد قراءة »متن الخبر« -كما تقول لغة الصحافة- تبين ان المزرعة مملوكة لشركة »أجري فيست« وان سلطات التحقيق أكدت ان الدكتور زكريا عزمي أمين عام رئاسة الجمهورية السابق ليس له أرض مملوكة في هذه المنطقة التي تسمي وادي النقرة والتي تقع في أقصي جنوب البلاد.. رغم كل ذلك، فقد خرج العنوان الرئيسي لهذا الخبر بهذا الشكل المضلل والذي يزيد النار اشتعالا!وهنا فإنني لا أدافع عن الدكتور زكريا عزمي. أو غيره فكل منا قادر علي الدفاع عن نفسه، ولكنني أدافع هنا وبكل قوة، وكل اصرار عن مصر، وعن مستقبل مصر، بل وعن الثورة التي بدأت بيضاء وحضارية وراقية، ولكن أمراض واحقاد البعض تتجه بهم إلي الفوضي، والدموية، والكراهية، والصراعات الطبقية.. وكلها أعراض تقضي علي أي أمل، وأي مستقبل.. ان لم تكن قاضية علي الحياة نفسها!وحول هذه النقطة بالذات، ينبغي الاشارة إلي ان شباب هذه الثورة -أو شباب »الفيس بوك« كما يسميهم البعض- ينتمون في غالبيتهم إلي الطبقة الوسطي، ان لم يكن البعض منهم ينتمي إلي ما هو أعلي من هذه الطبقة، ولكن لانهم عبروا عن مشاعر وأمنيات يشترك فيها الجميع، فقد التحم معهم الكثيرون ممن لم يفكروا في ثورة، ولا يعرفون شيئا واحدا عن »الفيس بوك« أو غيره من أركان وسراديب »الانترنت« ولكن يبدو ان بعض الفوضويين اندفعوا حول التكتل الشعبي الواعد، والذي أعلن منذ البداية »انها سلمية«، والذي يقوم أعضاؤه بتنظيف الشوارع والميادين بعد التظاهر، والذين قاموا قبل ذلك بتنظيم المرور وحراسة المنازل والاحياء.. خوفا واحتراسا من هذا المنحني الفوضوي الذي يمكن أن يبدد كل شيء.. علينا أن نحذر وان نحترس تماما.. نحترس من الأدعياء، والفوضويين، والمتملقين، والمزايدين، والمنافقين....إلخ، اللهم إلا إذا أردناها حريقا هائلا، وليست مشعلا للنور والحرية!
Comments