المحتوى الرئيسى

شباب الجماعة يروون لـ(الشروق) تفاصيل ما جرى: (فى المشمش).. نقلة نوعية للإخوان المسلمين

02/27 11:20

 بديع يتسلم المسئولية من عاكف«الثورة»، و«إسقاط النظام» مفردات لم تعرف إلى أدبيات جماعة الإخوان المسلمين سبيلا خلال العقود الماضية، ولم يكن من المسموح مجرد الهتاف ضد الرئيس السابق.هكذا ارتأت قيادات الجماعة إلى حد تصريح مرشدها السابق محمد مهدى عاكف بأنه «يرفض نزول الأعضاء للشارع حتى لا يشمت فينا الأعداء». وتأتى انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة مبرزة دور الشباب، وفاتحة الباب أمام مرحلة جديدة من الحوار والاختلاف والخلاف فى الرأى، كان أبرز ملامحها خلال الانتخابات البرلمانية الماضية، إذ نجح الجيل الجديد من «الإخوان» فى متابعة وتوثيق عمليات التزوير الفج، وهو ما دفعهم للتقدم بمقترحات أكثر جرأة وثورية.الشباب فرضوا أسلوبهم على جماعتهم أو على الأقل بحسب تعبيرهم «أقنعوا القيادة بحتمية التغيير عبر طرق بديلة»، ليتمكنوا مع آخرين فى تحقيق الحلم بسقوط نظام مبارك.«الشروق» التقت مجموعة من شباب الإخوان للوقوف على طبيعة علاقتهم بمكتب إرشاد الجماعة قبل وأثناء الثورة ودورهم فيها.. وإلى نص الندوة: «فى المشمش»يقول أحمد عبدالجواد، حفيد المرشد الأسبق للجماعة مصطفى مشهور، إنهم كمجموعة من شباب الجماعة كانوا قد تقدموا لمكتب الإرشاد من خلال قسم الطلبة بتصور مشابه لما حدث فى ثورة 25 يناير.التصور الذى قدمه شباب الجماعة يقوم على فكرة الضغط فى ملف التغيير، مشيرا إلى أنه كان سيتم التمهيد له من خلال حملة تبناها قسم الطلاب فى الجامعات فى الفصل الدراسى الثانى «قيادات الجماعة تعاملت مع طرحنا بشكل متفاوت، ما بين الموافقة والرفض وإدخال بعض التعديلات».أما محمد عفان، أحد شباب الإخوان المشاركين فى الثورة والمعيد بكلية طب عين شمس فيقول: «إنه كان هناك شعور سائد فى الفترة التى سبقت الثورة بانسداد كل طرق الإصلاح، ولم يكن هناك أمل فى التغيير بالطرق العادية وتزوير الانتخابات البرلمانية الماضية بهذا الشكل الفج كان له دور كبير فيما حدث بعد ذلك من ثورة وانفجار».ويضيف عفان: إن مجموعته ومجموعات أخرى فى الجماعة قدموا مقترحا لقيادة الإخوان بالتغيير عن طريق العصيان المدنى، تضمن المقترح تنظيم اعتصامات أمام المكان والأحياء والميادين المهمة فى كل محافظة عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات، مشيرا إلى أن أصحاب هذا المقترح وضعوه أمام قيادات الجماعة ولم يتصوروا أنه سيلقى قبولا لدرجة أنهم أطلقوا عليه «فى المشمش».ويتابع عفان «كنا نتوقع ما حدث فى الانتخابات من تزوير فج وفكرنا فى استغلال حالة الاحتقان التى ستتبع إعلان النتائج على أن تكون تلك المرحلة الشرارة التى تنفجر بعدها الثورة».وكانت المفاجأة ــ والكلام مازال لعفان ــ أن قيادات الجماعة طلبت الاجتماع بهم وبالفعل تم اللقاء مع مسئولى القسم السياسى الذين طلبوا شرحا مفصلا لمقترح «فى المشمش»، مشيرا إلى أن مستوى تجاوب مكتب الإرشاد كان كبيرا وبعض قيادات الجماعة كان لها وجه مشابه لمقترح الشباب.ويكمل «الاستجابة جاءت سريعة لضغط الشباب»، وقبل الثورة لم يمنع الشباب من المشاركة بالعكس كان هناك تشجيع قبل 25 يناير ولو بشكل غير مباشر.وعلى الرغم من أنه لم يكن هناك قرار رسمى من الجماعة قبل يوم 25 يناير بالمشاركة لكن بعض المناطق والشعب اتخذت قرارها بالنزول بعيدا عن مكتب الارشاد، يقول عفان، مضيفا انه على الرغم من ذلك اتخذت الجماعة قرارا بعدم الإعلان عن مشاركتها «لكننا شاركنا بشكل فاعل». الزحف إلى البرلمان أحمد عقيل، صيدلى ومن شباب الجماعة، يقيِّم أداء الجماعة السياسى ويقول «أداء الجماعة السياسى طرأ عليه تطور خلال الفترة التى سبقت الثورة»، مرجعا هذا التطور إلى أزمة انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة، «تداول الشأن الإخوانى الداخلى أصبح متاحا وهو ما لم يكن مسموحا به من قبل وأصبح هناك رأى ورأى آخر، ومبادرات تطرح من شباب وغيرهم، ونقاش فى موضوعات لم تكن مطروحه للنقاش مثل اللائحة الداخلية للجماعة».وهو ما أكده محمد عثمان، صيدلى، «بالفعل أزمة مكتب الإرشاد الاخيرة كانت لها الأثر الأكبر فى تطور أداء الجماعة خلال المرحلة الحالية»، إلا أنه تطرق إلى اتساع دور الشباب داخل الجماعة، موضحا أنهم هم الذين فجروا أزمة مكتب الإرشاد الأخيرة من خلال ضغطهم لتصعيد العريان لمكتب الإرشاد.عثمان يقول: «الإخوان كانوا يتكلمون دائما عن الإصلاح رافضين للثورة الشعبية، لكننا كشباب الجماعة عندما طرحنا ورقة العصيان المدنى كنا مؤمنين أنه لا بديل عن التغيير بالشكل الذى طرحناه فالمناخ السياسى فى مصر وصل إلى مرحلة من الانسداد يصعب التعايش معها»، مضيفا انهم طرحوا فى مقترحهم خطة للعصيان المدنى تبدأ بالزحف لمجلس الشعب وغلق الشوارع المؤدية اليه لمنع النواب المزورين من حلف اليمين الدستورية، مشير إلى أن قيادة الإخوان كانت مهيأة لما حدث فى 25 وما بعده «كان هناك ذكاء من الجماعة فى التعامل مع الموضوع بعد أن رفضت ظهور أى من قياداتها فى الميدان حتى لا تفشل الثورة» ــ يقول عثمان.«مصر الجديدة»أحمد سيد نزيلى، نجل رئيس المكتب الإدارى لإخوان محافظة الجيزة، أكد أن قيادة الجماعة كانت مهيأة للمشاركة فى الثورة والتغيير السياسى، مشيرا إلى انه كان هناك مظهران لهذه التهيئة منها تقبلهم للطرح الذى تقدم به الشباب بالعصيان المدنى وناقشوه «جلس معنا اثنان من أعضاء مكتب الإرشاد للتشاور مع الشباب بشأن المقترح»، فضلا عن إقرارهم لحملة التغيير التى كان يعتزم قسم الطلاب طرحها فى التيرم الثانى «بالمناسبة كان اسمها مصر الجديدة وهى من المصادفات». أحمد عبدالجواد أكد أن الفترة التى أعقبت انتخابات مجلس الشعب الأخيرة أحدثت تغييرا فى القناعات حيث بدأ الحديث داخل الجماعة عن التغيير وليس الإصلاح وهو ما جعل هناك تجاوبا جيدا مع فكرة الثورة.محمد القصاص ــ أحد ممثلى الجماعة فى ائتلاف شباب الثورة ــ قال: «كما كانت هناك عوامل خارجية ساعدت على تجاوب الجماعة مع الثورة فقد كان هناك عامل داخلى مهم وهو تنازل مرشد الجماعة السابق محمد مهدى عاكف عن منصبه وتخليه عن السلطة بإرادته وهو ما ساعد على عودة ديمقراطيه القرار عند الاخوان حيث ظل القرار فى الجماعة لسنوات محصورا فى مكتب الارشاد، وبعد تنحى عاكف عاد إلى مجلس شورى الجماعة مرة أخرى وهذه الحالة أعطت الشباب الأمل فى أنهم من الممكن ان يكونوا مؤثرين وان هناك تغييرا قد يحدث، وأصبحنا مطمئنين ان القرار لم يعد فوقيا وانه اصبح من الممكن ان نتكلم ونطرح الأفكار».سامح البرقى، أحد شباب الإخوان، يوضح أن «الجماعة قبل 25 يناير لم تكن ترفض الثورة على أساس فقهى أو شرعى، لكنها كانت تخشى من حدوث فوضى».يوم 24 ينايرقبل الخوض فى تفاصيل الاستعداد لضربة البداية يقول القصاص: «أحمد عز أمين تنظيم (الوطنى) صاحب الفضل فى سقوط مبارك»، فعز وجمال مبارك من وجهة نظره مفجرا ثورة 25 من يناير، فما قاما به من تزوير لانتخابات مجلس الشعب وحالة التبجح التى تعامل بها عز عقب إعلان النتائج أغلقت باب الأمل أمام من يريد الإصلاح. والبداية ــ كما يروى القصاص ــ كانت من خلال مجموعات الشباب التى نشطت على شبكة الإنترنت وقامت بتسجيل وتوثيق عمليات تزوير الانتخابات، ثم نسقت تلك المجموعات مع بعضها البعض على الرغم من اختلاف توجهاتهم الفكرية فنقلوا الأفكار من كلام على شبكة الإنترنت إلى افعال على أرض الواقع.وقبل الثورة تشكلت لجنة تنسيق تضم شباب الإخوان وشباب حملة البرادعى وشباب 6 أبريل، والعدالة والحرية، وشباب حزب الجبهة، بالإضافة إلى مجموعة «كلمة حق» التى تكونت على الانترنت من شباب ينتمى للجماعة أيضا.ويرى القصاص أن من الأسباب الرئيسية فى نجاح المظاهرات يوم 25 يناير خروجها لأول مرة من مناطق شعبية غير متوقعة مثل المظاهرة التى انطلقت من حى بولاق الدكرور.شباب قادوا جماعة القصاص يرى أيضا أن شباب الإخوان هو الذى قاد عجلة الجماعة من يوم 24 وحتى يوم 28 يناير. الشباب هو من أقنع القيادة بالنزول للشارع ولم يتحركوا بتوجيه من الجماعة فى هذه الايام، والتحرك كان من باب الاجتهاد.ويوضح القصاص أنه اثناء التفكير فى التظاهرات يوم 24 كان اقصى امانيهم هى الإطاحة بوزير الداخلية حبيب العادلى بعدها بقليل أصبحوا يطالبون بإقالة الحكومة ومع الساعة 10 مساء يوم الثلاثاء 25 طالب الجميع بسقوط الرئيس، مشيرا إلى أن بعض الشباب كان يتواصل مع مكتب الإرشاد ليطلعوه فقط على الوضع فى الميدان وكان رأى المكتب «لو الناس هتبات فى الميدان باتو معهم».أحمد نزيلى: أوضح أن الهدف من وراء التواصل مع مكتب الإرشاد كان لاطلاعه على الوضع على الأرض فقط، خاصة أن نحو 40 % من الشباب الموجودين على الأرض كانوا «إخوان» ووقتها جاء بيان وزارة الداخلية و«شيِّل الأمر كله للإخوان».كر.. وفرويتابع نزيلى «بدأ شباب الإخوان الذين لم ينزلوا الثلاثاء للخروج إلى الشوارع، وكان اتجاه الشباب من جميع التيارات الفكرية والسياسية الاستمرار فى الشارع حتى يناير جمعة الغضب 28 على ان تكون فى شوارع داخلية وتنفض سريعا للمحافظة على سخونة الشارع يومى الاربعاء والخميس وتم الخروج فى مظاهرات من اماكن داخلية مثل إمبابة والمعادى والطالبية والمطرية وعين شمس».أحمد عبدالجواد يؤكد أن المظاهرات التى خرجت يومى 26 و27 تم التنسيق فيها مع الإخوان بهذه المناطق من خلال الاتفاق مع المكاتب الإدارية، حيث لم يكن مكتب الارشاد قد تدخل حتى ذلك الوقت، وهو ما يعتبر نقله نوعية، حيث كان ذلك يتم بتنسيق داخلى بين الشباب وبين اخوان هذه المناطق بدون امر من مكتب الإرشاد.ويتابع نزيلى الابن «يوم الخميس 27 كان بداية التفويض شبه الكامل من قيادة الجماعة للشباب، وطالب المكتب من الإخوان بالنزول بنسبة 100 % للشباب والرجال والنساء إن أمكن».جمعة الغضبانسحبت الداخلية مساء جمعة الغضب 28 يناير بعد معركة طويلة استمرت نحو 5 ساعات استشهد وأصيب فيها عدد كبير من المتظاهرين، ويشير نزيلى أن هذا اليوم شهد اختلافا فى نوعية الشباب الذين نزلوا للشوارع حيث خرج شباب المناطق الشعبية «ودول كانوا مستموتين بطريقه عجيبة»، وينتهى اليوم بنجاح ساحق وتستمر عجلة الثورة فى الدوران.السبت 29 يناير شهد حدثا فارقا قام بتغيير مسار الثورة حيث بدت الأمور فى بداية اليوم هادئة بعض الشىء، حتى خرجت جنازة الشهيد الإخوانى «مصطفى الصاوى» من مسجد بالعجوزة حملها الشباب فى اتجاه ميدان التحرير مرورا بالمهندسين والدقى وفى الطريق تجمع حولها الآلاف وبعد أن طاف المشيعون الميدان اقتربوا عن طريق الخطأ من وزارة الداخلية فبادرهم قناصة الوزارة برصاص حى وسقط عدد جديد من الشهداء قدِّر بـ8 من المشيعين ألهبت دماءهم نار الثورة وتمسَّك الغاضبون بمطالبهم برحيل مبارك ورفع البعض السقف مطالبا بالقصاص أو المحاكمة العادلة ــ بحسب رواية نزيلى.مفاوضات سليمان لم يقف الشباب عند تفاصيل وقصص الميدان فالصحف ووسائل الإعلام وثقتها يوما بيوم، وانتقل شباب الإخوان إلى محطة التفاوض مع عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية «لم يكن تفاوضا ولكن كان لإثبات حسن النوايا» ــ هذا ما يراه احمد عبدالجواد، مبررا لقاء محمد مرسى وسعد الكتاتنى بسليمان، مضيفا: «الجلوس مع سليمان كان محاولة للحفاظ على الشباب فى الميدان لنضمن انه لن يكون هناك رد فعل ضدهم».أما أحمد نزيلى فيؤكد أنه كان هناك اتفاق داخل الجماعة بعد الجلسة الأولى من الحوار مع سليمان على عدم الجلوس معه مرة أخرى لأن طريقة تفاوضه كانت عقيمة جدا ــ بحسب نزيلى، «لم يعطِ أى شىء»، وتصريح الكتاتنى عقب الحوار كان سياسيا بالدرجة الاولى، حيث قال «لكل حادث حديث إذا عرض الحوار على الإخوان مرة أخرى». محمد عفان يقول إن شباب الجماعة الذى تواجد فى الميدان كان يراجع مكتب الارشاد فى قراراته، ويتشاور معه فيها. وهو ما أكده القصاص، موضحا أن المكتب كان قد أصدر بيانا وعندما اعترض شباب الميدان على انه لم يحدد مطلب التنحى بشكل واضح، استجاب المكتب فى اليوم الثانى وأصدر بيانا آخر يستجيب لملاحظة الشباب. الحزب واللائحةبعد سقوط مبارك أصبح أمام شباب الإخوان معركة أخرى، وهى التطوير الداخلى فى جسم الجماعة وهنا يقول نزيلى: «بعد نجاح ثورة 25 يناير وسقوط مبارك، ستشهد الجماعة خلال الأيام المقبلة ثورة سينتج عنها تطورا كبيرا فى أدائها»، مضيفا «الظرف تغير تماما وكثير من الملفات التى كانت مؤجلة اصبحت مطروحة للنقاش، حيث ستشهد الفترة القادمة انتفاضة من داخل الإخوان وسيكون مكتب الإرشاد قائما على جزء منها لأن الضغوط الأمنية التى كانت تمارس على الجماعة فى السابق انتهت والمكتب لم يكن هو السبب الأساسى فى توقيف الدنيا». إلا أن نزيلى يرى أن مسألة تطوير وتعديل لائحة الجماعة الداخلية ليست ملحة فى هذا الوقت، «هناك أولويات أخرى أهمها التفكير فى وضع رؤية سياسية، ودعم وجود الإخوان فى الشارع، وكذلك التفكير فى مسألة الحزب».أما أحمد عبدالجواد فيقول: «موضوع تعديل اللائحة جاهز والمواد التى تحتاج إلى تعديل معروفة»، مضيفا «نحن كشباب قمنا بإعداد ورقه تحتوى على هذه النقاط ومنها الفصل بين سلطات مكتب الارشاد ومجلس الشورى، وذلك بعد دراسة مقارنة لتجارب 21 مؤسسة تشبه الإخوان فى الداخل والخارج».ويتابع «هناك ورقه أصدرها الإخوان حددت فصل الاختصاصات، والمشكلة عندنا لم تكن فى اللائحة بقدر أن المشكلة كانت فى التطبيق»، مؤكدا أن المشكلة التى تشغلهم فى مرحلة بعد الثورة، هى ماذا سيكون شكل ودور الإخوان فى هذه المرحلة.ويؤكد عبدالجواد أن الثورة أحدثت لديهم تغييرا كبيرا فى القناعات «أنا واحد من الناس ممكن يكون عندى حساسية فى ملف الأقباط، ولكن بعد الثورة والتلاحم والانصهار فى الميدان تغيرت لدينا قناعات كثيرة وانفتحنا على المجتمع بشكل واسع، وعرفنا معنى انك ممكن تتخلى عن بعض الحاجات من أجل المصلحة العليا للوطن كل ذلك سيكون له دور فى الفترة القادمة».محمد عفان يشير إلى أن الفترة الماضية حقق فيها الشباب شيئا مهما وهو تحقيق ما يسمى بثقافة اللائحية نفسها، بمعنى أنه أصبح هناك فهم «أن العمل والالتزام باللائحة ليس معناه عدم الاعتراف لقيادتنا بالأخوة والأبوة وليس معناه غياب الروح بيننا». وفيما يخص تغيير القناعات التى أشار إليها عبدالجواد بعد الثورة ــ يقول عفان: «رأيت مشهدا فى الميدان كان بمثابة لوحه فنية، شاهدت شابا كفيفا يعزف أغانى سيد درويش على عود وبجواره مجموعة من الفتيات العاديات، وبجوارهم أخوات يصفقون، فجاء أخ سلفى ووزع عليهم بلحا، قلت ساعتها إن هناك خياطا يقوم بأخذ غرز لربط المجتمع».حزب الجماعة يقول محمد عثمان: إنهم نظموا ورشة عمل ودرسوا ثلاث أطروحات للوصول لشكل الحزب الأمثل للجماعة «هناك 3 ضوابط أو محددات يجب أن تأخذ فى الاعتبار فيما يخص الحزب أولها أن الجماعة لا يجب أن تتحول إلى حزب وتظل كجماعة تقوم بدورها التربوى والدعوى».المحدد الثانى والكلام ما زال لعثمان «ألا تكون هناك ازدواجية فى القيادة بحيث يكون الحزب له قياداته وسياسته المستقلة «مينفعش» يكون قيادة الحزب والجماعة حاجة واحدة»، المحدد الثالث «أنه لا يجب أن يتم اعتبار الحزب جناحا سياسيا للجماعة». ويؤكد عفان أنه لا يمكن بأى شكل من الأشكال أن يصبح رئيس الحزب تابعا لمكتب الإرشاد لأن هذا الشكل غير مقبول، فهذا الشكل ضد اندماج الجماعة مع الحياة السياسية. أحمد عبدالجواد يشدد على أنهم كشباب لن يفكروا فى أى تجربة بعيدا عن الإخوان ولن يتحركوا إلا عن طريق الجماعة.محمد عثمان يؤكد مجددا أنه لا تنازل على أن تقوم الجماعة بكل الأنشطه السياسية ماعدا الانتخابات «لا نريد أن تعتزل الجماعة العمل السياسى لكن يجب أن تعتزل العمل الحزبى»، مضيفا «نحن مقتنعون أن الجماعة يجب ان تكيف اوضاعها مع الدولة وليس العكس».أحمد عبدالجواد يلفت النظر إلى أن المشكلة ليست فى الحزب ولكن فى الإخوان كجماعة «لا يوجد شىء فى الدولة اسمه جماعة، وأظن فى النهاية أن الشكل الأمثل هو أن تتحول الجماعة إلى حزب وجمعية تمارس العمل الدعوى والخيرى».ويوضح أنه كان من ضمن الاطروحات التى تم دراستها أن تظل الجماعة كما هى على أن تتحول للوبى ضغط على غرار حركة فتح الله كولن فى تركيا وتنتشر بين الأحزاب الموجودة، بحيث تتعامل مع جميع أطروحات الأحزاب وترى أيا منها يتوافق معها وتدعمه». أحمد عقيل يؤكد أن قدرة أى كيان على التعامل مع المرحلة القادمه ستكون بمدى سرعة أدائه فى تطوير نفسه.البرنامجويؤكد أحمد عبدالجواد أن البرنامج القديم للجماعة ليس فيه أى مشكلة، «كان لنا ملاحظة عليه وهى أن الشباب لم يكن واضحا فى رؤية الإخوان، ولم يكن لهم تصور فى البرنامج» مشيرا إلى أنهم تقدموا كشباب بتصور كامل لهذه الرؤية للمكتب.وفيما يخص منع المرأة والقبطى من الترشح لرئاسة الدولة والتى نص عليها نسخة برنامج الجماعة الذى كشف عنه فى 2008 يقول أحمد نزيلى «ما تم الاتفاق عليه أن الجماعة لن ترشح امرأة أو قبطيا لمنصب رئيس الجمهورية، والسكوت عن هذه النقطة فى البرنامج».ويشير محمد عفان إلى أن الإخوان لم يأتوا ببدعة فى هذا الأمر لكنهم يرون أنه من الأفضل السكوت عن هذا الموضوع الآن.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل