المحتوى الرئيسى

الجماهير الشعبية بين الاضطهاد القومي، والاستبداد الداخلي بقلم:طلعت الصفدي

02/26 20:21

الجماهير الشعبية بين الاضطهاد القومي، والاستبداد الداخلي فتحت ثورة الياسمين التونسية، وثورة 25 يناير الشبابية في مصر العروبة، الأبواب الموصدة لإعادة الاعتبار لدور الجماهير الشعبية وكفاحها من أجل تقرير مصيرها الوطني والاجتماعي والديمقراطي، ووجهت لطمة موجعة لكل المنظرين والمفكرين البرجوازيين، والقومجيين والمتأسلمين والمدافعين عن النظام الرأسمالي العالمي والعولمة المتوحشة، ودعاة الفوضى الخلاقة الذين اعتبروا أن التاريخ يصنعه الملوك والقادة والشخصيات والفلاسفة، وليس الجماهير الشعبية، محاولين بكل صفاقة سياسية، ومن منطلقات طبقية، إخفاء دور الصراع الطبقي في الثورات الاجتماعية، نتيجة انقسام المجتمعات إلى طبقات مستغًلة ومستغِلة، مضطًهدة ومضطِهدة ما قبل الاشتراكية الحقيقية، ويروجون للفهم المثالي للتاريخ بأن الأفكار (على أهميتها) هي المحرك الحاسم والأساس في تاريخ المجتمعات، وليست القوى المنتجة وأسلوب الإنتاج، وشروط حياتها المادية السائدة في المجتمع، وكأن الأفكار هي وحدها التي توجه نشاطهم، فالوعي الاجتماعي هو انعكاس للواقع الاجتماعي. لقد أثبتت الانتفاضات والاحتجاجات، والثورات الوطنية والاجتماعية عبر مراحل التاريخ المختلفة، أن الجماهير الشعبية من عمال وفلاحين وشبيبة ومثقفين ثوريين ورجال فكر وكتاب وفنانين وفقراء ومهمشين وقوى المجتمع التقدمية، هي القوة المحركة الأساسية للثورة، والقادرة على هزيمة المستعمر الأجنبي، والتصدي لمظاهر الفساد، واستبداد الحكام العسكريين والمدنيين،وأجهزة القمع والتخويف، وكل أشكال استثمار الإنسان لأخيه الإنسان، إذا ما انتظمت، وتوحدت لمواجهة كل أشكال القهر وتسلط النظام السياسي الرجعي، مدافعة عن حقوقها السياسية والاجتماعية والديمقراطية على طريق بناء المجتمع الإنساني، وتعزيز قيم المواطنة الحقيقية ،باعتبارها ملح الأرض والسماء، والصانعة للخيرات المادية والفكرية، والمحرك الأول للعملية الإنتاجية في المجتمع، وصانعة التاريخ والفكر والثقافة والفن والحضارة الإنسانية. إن النظم الاستبدادية في العالم العربي والإسلامي التي تحاول استخدام الدين، والتربية كوسيلة لفرض السلطة والطاعة على الجماهير الشعبية، والتحكم في عقول الناس، معتمدة على وسائل الإعلام، وسلطة التربية والتعليم، والادعاء باحتكارها للمعرفة، والحقيقة المطلقة وأدواتها، لضمان استمرار حكمها وسلطتها، تشكل انتهاكا واستبدادا فكريا وتعديا على حقوق، وآدمية الإنسان، في حين ينعم قادتها بالبذخ، وتبذير ثروات الشعوب باعتبارها المتحكمة بالثروة والمال ونهب خيرات البلد، على طريق إفساد المجتمع بالرشوة، والمحسوبية،والسرقة وهدر للمال العام، لضمان استمرار حكمها وسلطتها إلى الأبد، متسلحة بأدوات القمع والإرهاب ضد معارضيها، مدججة بالسلاح والفكر والمال، وتحاول المؤسسات السلطوية إضفاء القداسة على شخصية القائد والزعيم الذي لا مثيل له، وكأنه صانع التغيير، وحامي الوطن، وإذا ما حاولت الجماهير، أن تتحرك وتنتفض على جلاديها، وتطالب بحقوقها السياسية والاجتماعية والديمقراطية، فإن أجهزة الحكم والسلطة العسكرية والبوليسية تستخدم كل أدوات القمع ووسائل العنف والقوة لقمعها بالدم والحديد، وتحسبا لهذه الانتفاضات والهبات الجماهيرية فإنها تنفق المليارات على التسلح والحرس الخاص، ويستجلبون المرتزقة للحفاظ على سلطتهم، ولديهم الاستعداد لممارسة أبشع المجازر ضد الجماهير المنتفضة وقواها السياسية، ربما يؤهل للتدخل الأجنبي من جديد. وأمام ما تشهده المنطقة من حراك شعبي وجماهيري، واحتجاجات تلف الوطن العربي التي ستنعكس بالتأكيد على القضية الفلسطينية، فان على الشعب الفلسطيني وقواه السياسية والمجتمعية، التحرك فورا لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية،ووضع إستراتيجية وطنية كفاحية للتصدي للاحتلال الإسرائيلي باعتباره العدو الرئيس لشعبنا، بتنظيم الاحتجاجات والمسيرات للضغط على قطبي الصراع ومجموعات المصالح، ودعم وإسناد التجمعات الشبابية، ومبادراتها الخلاقة، والتوحد على هدف واقعي وشعار مركزي يمكن تحقيقه، ويشكل إجماعا وطنيا كشعار( الشعب يريد إنهاء الاحتلال - الشعب يريد إنهاء الانقسام – الشعب يريد الانتخابات ) ومن أجل استعادة وديعة الشعب الفلسطيني، وحقوقه الدستورية التي سلبت منه منذ يناير 2010، وفي هذا السياق، فان الضرورة الوطنية، تتطلب من قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، دعوة كل القوى والأطراف التي شاركت في الحوارات المختلفة من اجل اعتماد آلية لإنهاء الانقسام، تقوم على أساس تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الحوارات الفلسطينية، مع إرجاء ما لم يتم الاتفاق عليه بخصوص الأمن لمزيد من الحوارات المكثفة والبت به في إطار المؤسسات الشرعية المنتخبة، ربما يساهم في حل أزمة النظام السياسي الفلسطيني، ويستعيد اللحمة الفلسطينية، ويعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني. طلعت ألصفدي غزة-فلسطين الجمعة 26/2/2011 [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل