المحتوى الرئيسى

محمد طعيمة : ثوراتنا تكتمل.. في الرياض

02/26 14:16

قبل ساعات من إعلان تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك، ترددت بقوة أنباء عن وفاة ملك آل سعود (عبدالله). الإشاعة التي اضطرت ديوانه الملكي لنفيها عبر وكالة رويترز، ربما تزامنت باللحظة.. مع ركوب مبارك هليوكوبتر عسكرية مغادراً قصر العروبة للمرة الأخيرة.إشاعة الوفاة لم تكن من فراغ، فحالة الملك الذي عاد لعاصمة أسرته قعيدا على كرسي متحرك.. ومازالت أمامه رحلة علاج طويلة، ارتبطت بفرص إنقاذ حليفه في الاستبداد. ظل يقاتل حتى آخر لحظة لإنقاذ الرئيس المخلوع، حتى قيل إن عبدالله هو من أقنعه مع ابنه جمال بالتراجع عن تعهده للجيش بالتنحي عن الحكم ليلة الخميس 11 فبراير، مع وعد سعودي بمنح نظام مبارك خمسة مليارات دولار ليساعده على تجاوز “غضب الفقراء”.. كما “فهم” ثورة يناير. ولم يكن أمام المجلس العسكري سوى المبادرة بإصدار “البيان رقم واحد”.. مستبعدا قيادته العليا له، كرد حاسم على طلب مبارك من الجيش استخدام القوة ضد الثورة، كما اقترح عليه بقايا نظامه، ورفقاء الاستبداد العربي.. وتحديدا اللدودين القذافي وعبدالله. حينها “زفت” فضائية العربية السعودية خبر “عدم التنحي” قبل التليفزيون المصري نفسه، بعد أن أقام أنس الفقي خطاً ساخناً مع مديرة مكتبها بالقاهرة راندا أبوالعزم، بتعليمات من جمال مبارك. فوت الجيش المصري على مبارك وآل سعود فرصة تحويل مصر إلى بركة دماء، لتظل الدولة “عقدة” خاطفي الرياض الإقليمية خارج دائرة المدنية.نصيحة عبدالله بالمواجهة الدموية انطلقت في المقام الأول، من أن “قيامة” مصر تاريخيا تهدد “وجود” نظام ولاد سعود نفسه، ولهم في دولتي محمد علي وعبدالناصر عبرة، وهو ما حذرهم منه مبارك الأب نفسه مع بدايات الثورة من أن سقوط نظامه سيكون ورقة الدمينو التي تتهاوى خلفها باقي أنظمة العمالة لأمريكا. وثانيها العلاقة الخاصة بين عبدالله ومبارك، وما قيل عن تحالفات مالية بين ما نهب من مصر وبين ما سُرق من نفط الجزيرة العربية. وثالثها.. أن الاستبداد كما الكفر ملة واحدة، لهذا بادرت الرياض باستضافة زين العابدين بن علي، أولى أوراق الدمينو المنهارة، ورحبت باستضافة مبارك.. ثم أوفدت له فريقا عالي المستوى من العائلة، الأربعاء الماضي.. وفور عودة عبدالله لعاصمة ملكه، إلى شرم الشيخ للتخفيف من اكتئاب مبارك ودعوته لأداء العمرة.ولأن الاستبداد ملة واحدة، وجه عبدالله نفس النصيحة: “ابدأ بالإغراءات المادية، فإذا لم تجد.. اقمعهم بأي شكل”، لجاريه في البحرين واليمن، لولا أن واشنطن حذرتهما من أن المواجهة الدموية ستسقط عرشيهما، وستمكن الأغلبية الشيعية من حكم البحرين والقاعدة من تعزيز نفوذها على باب المندب. القذافي لم يكن ينتظر نصيحة أحد، فقد فتح باهتزازه النفسي والفكري، بوابات الدم في ليبيا، لكن التاريخ ونتائج الثورة في جارتيه.. مصر وتونس، يؤكدان أن النصر سيكون في النهاية للشعب.قبل أن يعود عبدالله إلى عاصمته كانت الثورات تحيط بمملكته من كل جانب.. اليمن والبحرين والعراق والأردن، وفي الطريق شعوب أخرى. وكما اعتقد أن خمسة مليارات دولار قد تنقذ حليفه مبارك، رد على دعوات الثورة على حكم عائلته بالإعلان عن علاوات ومنح اجتماعية تتجاوز 36 مليار دولار. وكما رفقاء الاستبداد الذين سبقوه إلى الهاوية لم يستمع عبدالله وأسرته لتحذير فقهاء ومثقفين سعوديين من “تكرار من الانتفاضات الأخيرة في الخليج وشمال أفريقيا”.. وأن غلق الباب الثورة القادمة لن ينجح بالمال وحده.كل مستبد يرى البلد الذي أُبتلي به.. “غير”. لن يفهم أبناء سعود.. إلا متأخرا، تماما مثل بن علي ومبارك والقذافي وصالح وحمد بن عيسى. هذا رهاننا الأول على حلم إسقاط بؤرة الرجعية العربية، بكل أشكالها.. عمالة وتخلف وتشويه للدين. لن يهتم السعوديون بدعوة نشطاء ومثقفو جزيرة العرب لتحديد “11″ مارس القادم كأول أيام ثورة غضب.. يحلمون بها كفاتحة لتحرير وطنهم من سارقيه وناهبي نفطه.سيظل وجود آل سعود خطرا على كل ثورة عربية، فهم العدو الأول لكل أحلام التقدم والتحرر.. والمدنية. هم يرون شعبهم “غير”.. ونحن نؤمن أنه لا يقل حلما بالحرية عن أخوته في تونس ومصر وليبيا والبحرين واليمن والعراق.فرحتنا بالثورات العربية لن تكتمل.. إلا في الرياض، حينها يمكننا أن نرى أمة عربية تعيش عصرها.مواضيع ذات صلة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل