المحتوى الرئيسى

قراءة في نظرية اللاعنف عند فيلسوف الانقلابات الناعمة ( جين شارب ) بقلم: ورد محمد

02/26 13:50

قراءة في نظرية اللاعنف عند فيلسوف الانقلابات الناعمة ( جين شارب ) كتاب ( جين شارب ) "من الدكتاتورية إلى الديمقراطية" كتاب يستحق أن يقرأه الحكام العرب بعمق , وأن تتمعن في مضمونه الشعوب العربية بهدوءٍ وروية وفهم , فقد سرد فيه المؤلف من خلال كل عبارة طريقة أو خطة نحو التحرر , وجعل من كل عنوان حقيقة من حقائق تحول الأنظمة والشعوب نحو الديموقراطية المنشودة ... لقد تحولت صفحات هذا الكتاب إلى نظريات سياسية موضوعة بطريقة غاية في البراعة والذكاء والدقة وموجهة بشكل واضح وصريح للشعوب المحكومة حكماً ديكتاتورياً كي تتبناها وتعمل بها لقلب تلك الأنظمة بشكل بعيد بعض الشيء عن العنف أو كما يسمى انقلاباً ناعماً لاوجود فيه لسقوط ضحايا وسيلان دماء وتدمير وتحطيم لمقدرات البلد والشعب , وفي رأيه أن أي ثورة أو انقلاب أو احتجاج لابد له من ثمن ولكن ليكن هذا الثمن بسيطاً وليس فادحاً !! كيف يكون ذلك ؟! الإجابات الشافية موجودة ضمن صفحات وعناوين وكلمات ذلك الكتاب الهام !!! وهذه بعض العناوين المختصرة من كتابه المكون من عشرة فصول , وكل عنوان منها يلخص طريقة أو يشير إلى خطة نحو التحرر من النظام الديكتاتوري : 1- جميع أنواع النضال لها تعقيداتها ولها ثمنها 2- ليس كل من يستخدم " سلام " يريد السلام الحر العادل !!!! .. 3- يحكم بعض الرجال شعوبهم بإتباع الخدع ، لا المبادئ الأخلاقية ، هؤلاء الحكام يشبهون سيد القردة ، فهم لا يعون تشوش أذهانهم ولا يدركون أنه في اللحظة التي يدرك الناس أمرهم ينتهي مفعول خدعهم .. 4- فبالرغم من مظهرها القوي إلا أن أنظمة الحكم الدكتاتورية لديها نقاط ضعف وتعاني من عدم الكفاءة وهناك منافسات شخصية بين أفرادها وتعاني مؤسساتها من عدم الفعالية وهناك نزاعات بين منظماتها ودوائرها .... 5- الخيار العسكري واستخدام الأسلحة والذخائر والتكنولوجيا العسكرية وما إلى ذلك ضد الأنظمة الدكتاتورية لا تؤثر في مواطن ضعف هذه الأنظمة ، إنما يبرر لها استخدام قوتها الآتية ويضع حركات المقاومة في موقف ضعف لا تحسد عليه ؛ لأن الأنظمة الدكتاتورية غالبا ما تتمتع بالتفوق العسكري والتكنولوجيا العسكرية .. الحل هو " التحدي السياسي " ؟! 6- يؤدي افتقاد حركات المقاومة الديمقراطية إلى التخطيط إلى نتائج وخيمة ؛ لأنها جعلت الظروف تتحكم باتخاذ قرارات مصيرية ، فضلا عن ذلك إن افتقار التخطيط في كيفية تسيير التحول إلى النظام الدكتاتوري ساهم في ظهور ديكتاتوريات جديدة حتى بعد القضاء على الأنظمة الدكتاتورية السابقة .... 7- الأخذ في الاعتبار بأنه لا يوجد وضعان متشابهان تماما ، ولكل نظام حكم دكتاتوري خصائصه الفردية ، وتختلف أيضا قدرات كل شعب يسعى من أجل الحرية عن قدرات الشعوب الأخرى 8- تحويل مسؤوليات النضال إلى مجموعة مختلفة من السكان وحشد مصادر قوة إضافية وتطوير مسارات جديدة للعمل ... 9- يستمد نظام الحاكم شرعيته من الطاعة والتعاون الذي يحصل عليه ، وعندما ينفذ " اللاتعاون " بواسطة قطاعات كبيرة من السكان فإن هذا يشكل خطرا كبيرا على النظام الحاكم ، فمثلا إذا توقف موظفي الحكومة عن العمل بفعاليتهم المعتادة أو حتى إذا بقوا في بيوتهم فإن هذا يضر بالأجهزة الإدارية بشكل خطير 10- يعتبر تفكك نظام الحكم الدكتاتوري سببا لاحتفال عظيم!!!!!! ثم يضع المؤلف في الختام قولا شائعا : " لا تأتي الحرية مجانا " ، وهذا القول على مانرى ونسمع صحته مؤكدة جداً ؟! فهل نحن كشعوب عربية تحت تجربة سلاح جديد من أسلحة حلف شمال الأطلسي والمخابرات الأمريكية , سلاح الثورات الناعمة المخطط لها بعقلية غاية في الذكاء للقضاء على ما أصبح منتهي الصلاحية من الأنظمة العربية الدكتاتورية بأيدي الشعب الذي هو أداة هامة من أدوات هذا المخطط ؟ أم أنها صحوة ويقظة عربية سرت كالعدوى بين طبقات شعبنا العربي الذي ملّ من الصمت والضعف والانهزام والاستبداد فبدأ يطيح برؤوس الظلم والقمع في سلسلة من الثورات بدأت ولاندري أين ومتى ستنتهي ! فإلى أن تتضح الحقيقة علينا أن نقرأ عن تلك النظريات والمؤلفات التي أعدتها أجهزة الدول الكبرى لعلنا نفهم ونعي دورنا في كل مايجري أو نتعرف على ما أعدوه لنا من طعوم فنحسن الإفلات من مخططاتهم قبل أن نصبح صيداً كبيراً سندفع ثمنه غالياً ولكن هذه المرة لسنوات لايُعرف مداها ...... بقلم / ورد محمد

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل