المحتوى الرئيسى

الجوهري يُسقط حسن شحاتة بالضربة "الثورية"

02/26 13:34

دبي - خاص (يوروسبورت عربية) "إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب" حكمة قد تكون جوفاء أو مللنا من سماعها، على مر السنين، ولكن الحكمة عندما تقترن بأسماء تتحول إلى حقيقة وكيان ملموس، فتصبح الصياغة الأفضل "إذا كان كلام حسن شحاتة من فضة فصمت محمود الجوهري من ذهب". كثيرون اعترضوا على تأييد المدير الفني الحالي لمنتخب مصر للرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، بل تمادى البعض في الوصول إلى افتراض أن شحاتة خائن للثورة، وبالرغم من حرية المدرب القدير في التعبير عن رأيه فآراؤه وخروجه في مظاهرة التأييد مع أفراد الجهاز الفني للمنتخب المصري، وضعت المدرب في موقف حرج، وأصبح هناك جدار حاجز بين شباب الثوار والمدير الفني. والمشكلة الحقيقية ليست في تعبير شحاتة عن رأيه، وتصريحاته بالتأييد، ولكن في خروجه وجهازه الفني وبعض من اللاعبين في مظاهرة لتأييد مبارك ونظامه في ميدان مصطفى محمود في الوقت الذي كانت فيه الشرطة المصرية تقتل العشرات من الشباب الثائر على الظلم في موقعة الجمل الشهيرة بميدان التحرير. وتعامل المدير الفني لمنتخب مصر على أن فريقه هو ملك لمبارك ونظامه وليس ملكا للدولة، فسقط النظام، وخسر شحاتة كثير من احترام وحب الجماهير. والكلام ليس تقليلا من شحاتة كأحد أفضل المدربين في تاريخ الكرة المصرية، ولكنه تكثيفا لأهمية حفاظ القادة، وأصحاب الفكر والإنجازات على تصريحاتهم وتوجهاتهم، سواء السياسية أو الفكرية، أو حتى العقائدية، واعتماد مبدأ السكوت من ذهب. وفي الوقت الذي أعلن فيه شحاتة عن تأييده لنظام مبارك، أو على الأقل لمبارك وحده، التزم محمود الجوهري الصمت تماما على المستوى الإعلامي، في حين ردد المقربون منه انحيازه للثورة وللشباب ضد الفساد والمفسدين. ولم يخرج الجوهري بحكمته ليلقي خطابات ثورية مع شباب التحرير ولا قاد مظاهرة في حب الرئيس، وآثر المدرب القدير الصمت رغم أن كلمته مسموعة، ورأيه مطلوب في هذا الوقت، ولكن إيمانا منه بأن السكوت من ذهب، صمت ولم يملأ الدنيا صياحا مع الثورة ولا ضدها، فانتصر "الجنرال" الجوهري كما يطلق عليه، على "المعلم" شحاتة في معركة الثورة الإعلامية. تماما مثلما انتصر أبو تريكة بصمته على العديد ممن تحدثوا وليتهم ما تحدثوا.   التاريخ ينصف المعلم وشحاتة تولى منتخب مصر عام 2004 بعد عام واحد على حصده لقب أمم أفريقيا للشباب وتحقيقه نتائج طيبة في كأس العالم للشباب في الإمارات 2003، وجاء شحاتة في عهد الكاتب الصحفي الرياضي عصام عبد المنعم رئيس اتحاد الكرة بالتعيين في هذا الوقت، وحل محل الإيطالي ماركو تارديلي، الذي أخفق في وخسر لقاءات مهمة في تصفيات كأس العالم 2006، أبرزها الخسارة أمام كوت ديفوار 1-2 باستاد الأسكندرية، كما واجه المدرب الإيطالي العديد من الاتهامات بسبب كثر سفرياته خارج مصر. ومنذ تولي شحاتة المنتخب المصري حصد لقب كأس الأمم الأفريقية 3 مرات أولها في 2006 بمصر، ثم 2008 في غانا، والتي على إثرها شارك في بطولة كأس القارات 2010، وفاز فيها على المنتخب الإيطالي بطل العالم في ذلك الوقت، وخسر بصعوبة بالغة أمام البرازيل، في حين خسر بغرابة شديدة أمام المنتخب الأميركي، ثم عاد شحاتة وحصل على لقب الأمم الأفريقية للمرة الثالثة على التوالي في أنغولا 2010، ويعاني المنتخب حاليا موقفا صعبا في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس الأمم 2012، ومُهدد بالابتعاد عن البطولة التي يحمل لقبها. أما محمود الجوهري، فهو أحد أفضل المدربين في تاريخ مصر، وهو المدرب المصري الوحيد الذي تولى تدريب القطبين الكبيرين الأهلي والزمالك، وتولى الجنرال تدريب المنتخب المصري عام 1988، ونجح في قيادة الفراعنة للتأهل إلى كأس العالم 1990 بإيطاليا للمرة الثانية في تاريخ مصر وبعد غياب 56 عاما، وهناك تعادل مع هولندا 1-1، ومع أيرلندا صفر-صفر، وخسر أمام إنكلترا صفر-1.   صحوة الأهلي والمنتخب وواجه الجوهري العديد من المشاكل والانتقادات لأسلوب لعبه الدفاعي، وترك المنتخب وعاد إليه أكثر من مرة، وعاد ليحصد كأس الأمم الأفريقية 1998 في بوركينا فاسو، ثم كانت آخر رحلاته مع المنتخب المصري عندما فشل في التأهل لكأس العالم 2002، ليرحل بعدها لتدريب المنتخب الأردني ويقوده للوصول إلى كأس الأمم الآسيوية للمرة الأولى في تاريخه عام 2004. وتألق في عهد الجوهري لاعبين أبرزهم هاني رمزي وأحمد الكأس وحسام وإبراهيم حسن وأحمد حسن ومحمد عمارة وياسر رضوان وحازم إمام وأحمد حسام (ميدو)، في حين نجح شحاتة في إفراز العديد من اللاعبين. ولكن شحاتة استفاد من صحوة الدوري المصري بفضل حراك أندية الشركات التي أثرت الدوري المصري بإفراز أو صقل العديد من النجوم أمثال إضافة للتألق الاستثنائي للأهلي وصناعته جيلا هو الأفضل في تاريخ الكرة المصرية، في الوقت الذي عانى فيه المدرب من ضعف الإمداد الزمالكاوي باستثناء العامين الأخيرين. في حين أن عهد الجوهري كان التنقيب عن النجوم أمرا صعبا، ويقتصر في الغالب على أندية الأهلي والزمالك وأحيانا الإسماعيلي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل