المحتوى الرئيسى

د. صلاح عبد الحق يكتب: درس وعبرة.. الليلة والبارحة

02/26 11:15

احتدم القتال على ضفاف القناة بين الإنجليز والإخوان، وكان الأستاذ المرشد حسن الهضيبي يحاول أن يصرف الأنظار عن جهاد الإخوان في القناة، حتى لا تتعرض الجماعة لضربة أخرى، وهي لم تكد تخرج من محنة 1948م. لذلك كان من الحنكة السياسية أن يصرح فضيلته لبعض الصحف- جريدة (المصري) في 3/10/1952م- حيث قال: (كثر تساؤل الناس عن موقف الإخوان المسلمين في الظروف الراهنة، كأن شباب مصر قد نفر كله إلى محاربة الإنجليز، ولم يتخلف إلا الإخوان، ولم يجد هؤلاء للإخوان عذرًا واحدًا يجيز لهم الاستبطاء بعض الشيء.. إنهم لا يريدون أن يقولوا إنهم قد أدوا واجبهم في معركة القناة، فإن ذلك غلو لا جدوى منه ولا خير فيه، ولا يزال بين ما يفرضه الله عليهم من الكفاح وبين الواقع أمل بعيد، والأمور إلى أوقاتها، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون). والمقصود من هذا التصريح الدبلوماسي هو صرف النظر عن دور جهاد الإخوان؛ نظرًا لدقة موقف الجماعة، وهي لم تتسلم مركزها العام إلا منذ عدة أسابيع.. لقد آثر المرشد أن يمارس الإخوان جهادهم في صمت ودون إعلان؛ ما جعل محبي الإخوان يستحثونهم على إلقاء ثقلهم في المعركة. فهذا الأستاذ إحسان عبد القدوس يتساءل: أين الإخوان من هذه المعركة؟ ثم يقول: (لنكن منصفين، لقد عاد الإخوان من حملة فلسطين وفي ظهر كل منهم خنجر مسموم، عادوا ليشردوا ويقتلوا وليروا رجلهم الأول يغتال في الظلام؛ فهل تتكررعليهم المأساة لو اشتركوا في حرب التحرير؟ وهل من حقهم أن يسألوا هذا السؤال؟ ويجيب الأستاذ إحسان عبد القدوس عنهم، فيقول: يوم أن يتحرك الإخوان المسلمون وهم يعرفون كيف يتحركون وإلى أين، فيومئذٍ تكون قد اكتملت لمصر قواها الشعبية وضمنت لأيام الجهاد الاستمرار). يقول الأستاذ سيد قطب تحت عنوان (رأي الإخوان ورأي الإسلام): هناك حاجة ماسة إلى كلمة صريحة واضحة رسمية من الإخوان هذه الأيام؛ لأن هناك ما يدعو إلى قولها، وأصدقاء الحركة أمثالي هم أحرص الناس على سماع هذه الكلمة، ولم يكن الأستاذ سيد رحمه الله قد انضم إلى الإخوان بعد.. وجاء رد الأستاذ الهضيبي رحمه الله يومئذٍ دبلوماسيًّا أنيقًا شافيًا بأسلوب حذر مهذب، قال رحمه الله: يقول الأستاذ سيد إن دور الإسلام في الكفاح الشعبي دور إيجابي دائمًا، فإذا كان رأي الإسلام في ذلك واضحًا، فما معنى السؤال؛ إن رأي الإخوان كذلك واضح. وما أشبه الليلة بالبارحة.. حول تساؤلات الناس عن موقف الإخوان المسلمين في الثورة الإسلامية المعاصرة. وحين بدأ شهداء الإخوان يتساقطون على ضفاف القناة، كتب الأستاذ سيد قطب يقول: (لقد تلفتت مصر حين جد الجد وتحرج الأمر، ولم يعد الجهاد هتافًا وتصفيقًا بل عملاً وتضحية، ولم يعد الكفاح دعاية وتهريجًا بل فداءً واستشهادًا؟؟ تلفتت مصر فلم تجد إلا الإخوان المسلمين حاضرين للعمل، مهيئين للبذل، مدربين للكفاح، مستعدين للفداء، معتزمين الاستشهاد.------------للمزيد:* (الدعوة الإسلامية في مرحلة الحصار).. أنور الجندي.* (الإرهاب المتأسلم).. د. رفعت العبد.* (الإخوان المسلمون والعمل السري).. د. عبد العظيم الديب.* (سيد قطب صاحب الظلال).. د. توفيق الواعي، والأستاذ إبراهيم منير.* (أضواء على شعار الإسلام هو الحل).. د. إبراهيم عبيد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل