المحتوى الرئيسى

سهل قاشا.. امثال الحكمة عند العراقيين القدامى

02/26 09:51

بيروت (رويترز) - في كتاب الاب سهيل قاشا الجديد /الحكمة وانسان العراق القديم/ ثراء في المادة كمية ونوعا وعرض ممتع لشأن الحكمة عند سكان العراق القديم وان كان ترتيب هذه المواد وتبويبها يستحق افضل مما جاء في الكتاب وهو ليس سيئا في كل حال.وكتاب الاب سهيل قاشا العراقي الجنسية الذي يعيش الان في لبنان تألف من 134 صفحة متوسطة القطع وصدر عن دار (بيسان) للنشر والتوزيع والاعلام في بيروت.استهل المؤلف كتابه باهداء وجهه "الى الامة العراقية الواحدة أبناء الموصل وبغداد والبصرة احفاد اور وبابل ونينوى بناة الحضارة الاولى والمجد التليد في وادي الرافدين العريق فالعراق نور لا ينطفيء ومعين لا ينضب وحضارة لا تندثر."عنوان الكتاب كما ورد معنا هو (الحكمة وانسان العراق القديم) وقد تناول الحكمة في وجوه مختلفة ولكن كثيرا من عناوينه الفرعية ركّز على وجه من هذه الوجوه وهو الامثال الى درجة بدا كأن العنوان الاساسي كان عن الامثال اي عن وجه بارز لا عن سائر ابواب الحكمة في شكل عام.وكأن الباحث اراد ان يقول لنا ان الامثال هي ابرز تجليات الحكمة في اداب الشعوب ومروياتها. بدأ الباحث موضوعاته عبر " تمهيد" تحدث فيه عن سكان العراق الاقدمين معرّفا بهم.قال "أرى من الضروري القاء نظرة بشبه نبذة عن الشعوب صاحبة الحكمة والامثال التي اطلقتها في مجتمعاتها حتى يتسنى للقارىء الكريم الوقوف على تعريف بسيط بها وبمواطنها زيادة في الفائدة والايضاح."وبدا كأنه يتكلم عن الشعوب صاحبة الحكمة عامة لكننا نستنتج انه قصد بالشعوب سكان العراق القدامى في شكل خاص. وقد قسّم هؤلاء الى ثلاثة شعوب هي السومريون والاكاديون والاشوريون.وقال "ويستدلّّ انه منذ فجر التاريخ عاشت ثلاثة شعوب متقاربة في المنطقة.. السومريون في الجنوب والاكاديون في الوسط وعنصر ثالث لم تحدد هويته وربماهم الفراتيون في اواسط الفرات."انتزعت سومر القيادة الفكرية والحضارية في بلاد الهلال الخصيب في اواخر الالف الرابع قبل الميلاد ...ولقد وفّق السومريون في الالف الرابع قبل الميلاد الى فكرة الكتابة على الواح الطين بدافع من حاجاتهم الاقتصادية و الادارية. بدأوا بالكتابة التصويرية ثم اخترعوا الكتابة المسمارية من اكثر من 350 كلمة او مقطعا. واقتبس الكنعانيون والحثّيون والبابليون والفرس هذه الكتابة وبقيت الى ان اخترعت الابجدية في القرن الثالث عشر قبل الميلاد."ورأى قاشا ان "ماحققه اولئك السكان في مجالات الفكر والاقتصاد والسياسة والهندسة والدين والادب تجلّى بتأسيس دولة الاله المتمركزة في مدينة المعبد وذلك كتجسد للايمان بالقوى الخفية المنطلق من فلسفة دينية ثابتة تشمل الفرد والجماعة على حد سواء..."وقال "والباحث السومري يستطيع اكثر من معظم العلماء والمختصين ان يشبع لهف الانسان في بحثه الدائم المتطلع عن اصول الاشياء او بعبارة اخرى عن اوائل الاشياء في تاريخ الحضارة اي اوائل المثل والاخلاق والدين والتراتيل الدينية والاساطير والقصص والملاحم كذلك اوائل السياسة والحرب النفسية والاجتماع والفلسفة والقوانين وايضا اول تشريع واول الاصلاحات الاجتماعية واول مجلس امة (برلمان) واول مكتبة واول ذكر للحرية (أمارجي) واول أغنية حبّ."واستطرد قاشا الباحث في حضارات العراق وتاريخه قائلا " وهناك حقيقة غريبة وهي انه قبل قرنين مضيا لم يكن احد يعرف اي شيء حتى عن وجود هؤلاء السومريين في العصور القديمة. والمنقبون الذين اكتشفوا السومريين لم يكونوا يبحثون عن اثارهم بل عن اثار البابليين والاشوريين الذين اشتهروا في التوراة والتاريخ القديم لان اسم سومر ذاته كان قد امّحى من فكر الانسان ومن ذاكرته طوال اكثر من ألفي عام بينما اعمالهم قد اثّرت في المضمار الحضاري على بلدان الشرق الادنى لالاف السنين."وتحدث عن الاكاديين فقال انهم "شعب سام جاور السومريين نحو 3500 قبل الميلاد وقد اقاموا اول امبراطورية ساميّة شملت كل الهلال الخصيب بقيادة سرجون الاكادي... تعلّم الاكاديون حضارة السومريين دون لغتهم فكانت حضارة الامبراطورية الاكادية سومرية اما اللغة السامية فقد حلت محل اللغة السومرية التي بقيت لغة العبادة."وبقيت اللغة الاكادية بلهجتيها الاشورية في الشمال والبابلية في الجنوب لغة العراق نحو 3000 سنة حتى حلت محلها الارامية نحو 500 قبل الميلاد.وتحدث عن الاشوريين الذين هم ساميون سكنوا شمال بلاد الرافدين وبقيت امبراطوريتهم حتى سقوط عاصمتها نينوى سنة 612 قبل الميلاد على يد الكلدانيين والماديين. في الكتاب الكثير عن القصص والامثال والملاحم واقنية الحكمة الاخرى ولعل في فهرس الكتاب ما يعطى فكرة عامة عن مواده عامة.بعد التمهيد المشار اليه والمقدمة ورد (الامثال عند السومريين) و/الحكمة والادب السومري/ و/الحكمة الاجتماعية/ و (الادب الهزلي والحكمة) و/الامثال عندالاكاديين/ و/الامثال عند الاشوريين/ و/امثال اوردها الملوك الاشوريون في رسائلهم/ و/حكمة أحيقار/ و/جريدة المصادر والمراجع/.ولقد شكل الحديث عن الامثال والحكمة معظم الكتاب اي ما يزيد على 100 صفحة من صفحاته. ومن الحديث عن الحكمة وامثالها ما ورد تحت عنوان (حكمة احيقار) التي "ولدت في مدينة نينوى على شكل قصة لقيت رواجا قلما ظفرت به قصة اخرى... والقصة كما وصلت الينا عن السريانية تنقسم الى قسمين وفيها ان احيقار كان وزيرا وحكيما لملك اشور ونينوى سنحاريب بن اسرحدّون."ومن الحكم الكثيرة التي وردت قول احيقار "اذا سمعت كلمة دعها تموت في قلبك ولا تبح بها لانسان لئلا تصير جمرة في فمك فتكويك وتترك وصمة في نفسك فتكون مكروها في الارض."ومنها ايضا قول احيقار لابنه بالتبني اذ لم يرزق اولادا فاتخذ ابن اخته ابنا له "يا بني لا تبح بكل ما تسمع ولا تشهر كل ماترى" و"يا بني لا تحل عقدة ربطت ولا تربط عقدة حلت" و"يا بني لا تفسق بامراة صاحبك لئلا يفسق اخرون بامرأتك" و"يا بني نقل الحجارة مع رجل حكيم افضل من شرب الخمرة مع رجل جاهل."ومن ذلك "يا بني. مع الحكيم لن تفسد ومع الفاسد لن تكون حكيما" و"يا بني يأكل الغني حيّة فيقول الناس للشفاء أكلها ويأكلها الفقير فيقولون لجوعه أكلها."ومنها "يا بني مع عديم الحياء حتى الخبز لا تأكل" و"يا بني لا تغتمّ لخير يناله مبغضك ولا تفرح لشرّ يصيبه" و"يا بني اذا جابهك مبغضك بالشر فجابهه انت بالحكمة."ومنها ايضا وبعضه يذكرنا بالوصايا العشر "يا بني ليكن كلامك صادقا ليقول لك اقترب مني فتحيا" و"يا بني لا تجدف على الله يوم محنتك لئلا يغضب عليك حين يسمعك" و"يا بني.. الكلب الذي ترك صاحبه وتبعك ارمه بالحجارة" و"يا بني ان القطيع المبدد في الفلوات يكون من نصيب الذئاب" و"يا بني كن عادلا باحكامك في شبابك تنل كرامة في شيخوختك" و"يا بني طأطيء عينيك واخفض صوتك وانظر باحتشام لانه لو امكن بناء البيت بالصوت العالي لبنى الحمار بيتين في يوم واحد..."من جورج جحا

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل