المحتوى الرئيسى

الثورة الشعبية في ليبيا 2011 .. بين الكتاب الأخضر والنزيف الأحمر بقلم: د. كمال إبراهيم علاونه

02/25 17:49

الثورة الشعبية في ليبيا 2011 .. بين الكتاب الأخضر والنزيف الأحمر د. كمال إبراهيم علاونه أستاذ العلوم السياسية والإعلام الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج ) نابلس - فلسطين العربية المسلمة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210) }( القرآن المجيد – البقرة ) . وجاء في صحيح مسلم - (ج 1 / ص 167) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " . استهلال يطلق على ليبيا هذا الاسم نسبة إلى قبيلة ( الليبو ) التي حكمت البلاد منذ آلاف السنين . وتقع ليبيا شمالي قارة إفريقيا ، وهي أرض عربية إسلامية ، مترامية الأطراف ، إذ تبلغ مساحتها 1,759,540 كم مربع ( 679,182 ميل مربع ) ، وتتبوأ المرتبة السابعة عشرة على مستوى العالم مساحة . وتمتلك أطول ساحل بين الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط حيث طوله حوالي 1.955 كم . واستقلت ليبيا عن إيطاليا في 10 شباط 1947 ، وعن بريطانيا وفرنسا في 24 كانون الأول 1951 . وتاريخياً تكونت ليبيا من ثلاثة أقاليم إقليم طرابلس وبرقة وفزان . والعلم الليبي باللون الأخضر هو العلم الوحيد في العالم الذي يكتفي بلون واحد ولا تتواجد به الرسوم والرموز مهما كان نوعها أو شكلها . وتم تقسيم ليبيا إلى ( 22 ) شعبية ( محافظة أو بلدية ) . وكل شعبية تنقسم إلى عدة مؤتمرات شعبية أساسية . وينقسم كل مؤتمر شعبي أساسي إلى عدد من الكمونات ( أصغر وحدة سياسية ) . ومنذ عام 2007 صارت ليبيا تتكون من 22 شعبية لتحل محل 32 شعبية سابقة ، وهي : شعبية طرابلس ، شعبية البطنان ، شعبية درنة ، شعبية الجبل الأخضر ، شعبية المرج ، شعبية بنغازي ، شعبية الواحات ، شعبية الكفرة ، شعبية سرت ، شعبية مرزق ، شعبية سبها ، شعبية وادي الحياة ، شعبية مصراتة ، شعبية المرقب ، شعبية الجفارة ، شعبية الزاوية ، شعبية النقاط الخمس ، شعبية الجبل الغربي ، شعبية نالوت ، شعبية غات ، شعبية الجفرة ، شعبية وادي الشاطئ . ويبلغ عدد سكان ليبيا في مطلع عام 2011 أقل من 7 ملايين نسمة وتتركز الكثافة السكانية في الشمال بواقع 50 نسمة / كم2 ، بينما تقل الكثافة السكانية في جنوبي ليبيا بشكل ملفت للنظر ، بواقع 1 نسمة / كم2 . ومن الناحية الدينية ، يدين السواد الأعظم من السكان بالدين الإسلامي فنسبة 97 % من السكان مسلمون ، بينما ينتمي 3 % إلى ديانات أخرى معظمهم من الأجانب غير المقيمين بشكل دائم . ولم يتبقى من الجالية اليهودية في ليبيا سوى 20 يهوديا من أصل 36 الف يهودي ليبي ، حيث غادر هؤلاء اليهود إلى إيطاليا والكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة ما بين الأعوام 1948 – 1967 . ووفقا لتقديرات جمعية الدعوة الإسلامية العالمية ، فإن خمس سكان ليبيا ( 20 % ) في عام 2010 م يحفظون القرآن المجيد ، كما أن حاملي شهادة حفظ القرآن يعاملون وظيفيًا على قدم المساواة مع حملة الشهادات الجامعية . ومن الناحية الاقتصادية ، يعتبر النفط هو مصدر الدخل الأول في البلاد حيث تنتج ليبيا حوالي 2 مليون برميل نفط يوميا ، بواقع 2 % من الإنتاج النفطي العالمي ، ويوجد بها احتياطي نفطي يقدر ب 44 مليار برميل نفط . ومعدل إنتاج الغاز الطبيعي الليبي هو 399 بليون قدم 3 وذلك من احتياطي يبلغ نحو 52.7 ترليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي . سيرة حياة مختصرة للعقيد معمر القذافي معمر محمد عبدالسلام أبو منيار القذافي ، وهو من قبيله القذاذفه. ولد في 7 حزيران – يونيو عام 1942م في قرية اسمها جهنم بالقرب من ( شعيب الكراعية ) في وادي جارف بمنطقة سرت . أرسله والده إلى مدينة سرت حيث أخذ الابتدائية عام 1956 م . ثم انتقل إلى مدينة سبها في الجنوب . وعاش في حضن امه . تزوج من السيدة فتحية خالد وله منها ابنه البكر محمد القذافي ، ثم طلقها في وقت مبكر وتزوج من السيدة صفية فركاش من مدينة البيضاء ، التي له منها سبعة أبناء . وأكبر أولاده محمد القذافي من زوجته الأولى ويليه سيف الإسلام القذافي من الثانية ويليه الساعدي والمعتصم بالله وسيف العرب و هانيببال والخميس . ابنته الوحيدة هي عائشة القذافي . سيطرة العقيد معمر القذافي على ليبيا بإنقلاب أبيض 1 / 9 / 1969 – 2011 نفذ العقيد معمر القذافي إنقلابا عسكريا أسماه ثورة على الملك السنوسي ملك المملكة الليبية ( السنوسية ) في 1 / 9 / 1969 ، ولا زال يحكم البلاد منذ ذلك الحين . وعندما غادر الملك الليبي إدريس السنوسي لم يرق قطرة دم واحدة عند حدوث الثورة عليه ، ولم يكن يملك مالا بل ذهب للقاهرة بلا مال ، وأنفق عليه الرئيس المصري جمال عبد الناصر . ولا يعترف الزعيم الليبي معمر القذافي بأنه رئيسا للبلاد بل يسمى نفسه قائد الثورة ( ثورة الفاتح من سبتمبر ) أو الزعيم ويطلق على الحكومة في البلاد ( رئيس اللجنة الشعبية العامة – رئيس الوزراء ) وأمناء اللجان الشعبية كرديف معادل لتسمية وزراء . وليبيا عضو فاعل وفعال في عدة منظمات وتجمعات إقليمية ودولية بينها منظمة الأمم المتحدة ، الاتحاد الأفريقي ، اتحاد المغرب العربي ، جامعة الدول العربية ، حركة عدم الإنحياز ، منظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الدول المصدرة للنفط ( الأوبك ) . وقد تبوأ الزعيم الليبي معمر القذافي رئاسة الإتحاد الإفريقي لعام 2009 ، ويتزعم الآن مؤتمر القمة العربي الذي عقد في مدينة سرت الليبية أواخر آذار 2010 . ويطلق القذافي على نفسه بأنه زعيم عالمي أو أممي . ويحكم ليبيا العقيد معمر القذافي الذي قام بإنقلاب عسكري ( ثورة بيضاء ) في 1 / 9 / 1969 ، ولا زال يحكم البلاد منذ ذلك التاريخ حتى كتابة هذه السطور ( 24 / 2 / 2011 م ) وبدأت الثورة الشعبية ضده في 17 شباط - فبراير 2011 . ولا يوجد تعددية حزبية في ليبيا إذ أن الحياة الحزبية محظورة وتمنع الحركات والأحزاب السرية من ممارسة نشاطاتها الاجتماعية والسياسية والاعلامية . ولا يسمح بممارسة الحياة السياسية للشعب الليبي إلا عبر ما يسمى ( مؤتمر الشعب الليبي العام ) كحزب سياسي وحيد أوحد علني غير معلن في البلاد . ويطلق على دولة ليبيا رسميا بعد القضاء على الملكية ، من الثورة الليبية بزعامة القذافي ، وتحويلها من المملكة الليبية إلى جمهورية أو جماهيرية ، اسم ( الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى ) ، وفق مراسيم أصدرها الرئيس الليبي معمر القذافي سابقا خلال فترات متباعدة . والسياسة الرسمية العامة الليبية متقلبة المزاج غير مستقرة سواء للأعداء أو الأصدقاء سواء بسواء . وقد دعا القذافي للوحدة القومية العربية وفق المشروع العربي ، حتى عام 1992 ، ثم تحول للمشروع الإفريقي حيث ساهم في إنشاء الإتحاد الإفريقي كوريث لمنظمة الوحدة الإفريقية . أسباب وعوامل الثورة الشعبية في ليبيا يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17) مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21) لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22)}( القرآن المجيد – الإسراء ) . على أي حال ، هناك العديد من العوامل والأسباب التي جعلت الشعب العربي الليبي المسلم ، يثور في وجه النظام الليبي الحاكم بزعامة العقيد معمر القذافي ، في 17 شباط – فبراير 2011 ، ومن أهم مقدمات الثورة الشعبية في ليبيا ، ما يلي : أولا : الإنغلاق الدكتاتوري ومنع الحرية السياسية : فالنظام الليبي الحاكم هو الآمر الناهي في كافة القضايا والميادين العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية والثقافية وسواها ، منذ 1 أيلول – سبتمبر 1969 ( ثورة القذافي ) وتم منع الأحزاب السياسية وملاحقة الحركات الإسلامية كجماعة الإخوان المسلمين والجماعة الليبية المقاتلة وغيرها من التيارات الوطنية والقومية . ثانيا : الاستبداد السياسي وإقتصار حرية التعبير للموالين للنظام الحاكم فجرى تكميم الأفواه وحظر حرية الرأي والتعبير الحر في عهد النظام الظالم الحالي . فالدكتاتورية الفردية والعائلية لقبيلة الزعيم الليبي معمر ، هي صفة متميزة ومميزة في إدارة شؤون البلاد والعباد . ثالثا : التراجع الاقتصادي الجامع ، وتزايد الدين الخارجي ، وإنتشار البطالة بكثافة غير مسبوقة بين صفوف الشباب الليبي ، فأدى هذا الأمر الجلل إلى الفقر المدقع والحرمان الاجتماعي ، وتأخر سن الزواج سواء للذكور أو الإناث . وتركز الثروة في أيدي ثلة صغيرة من المتنفذين ، والنهب والثراء المالي المخيف حيث تمتلك عائلة القذافي حوالي 80 مليار دولار حسب بعض التقديرات الدولية ، في حين يعيش ملايين المواطنين الليبيين فقراء معذبين في بلادهم الغنية بالنفط . رابعا : تبني النظام الليبي ( ما يسمى بالنظرية الثالثة ) التي طرحها الزعيم الليبي معمر القذافي في كتابه ( الكتاب الأخضر ) وتغريب المجتمع الليبي عن الإسلام الحقيقي وبث الدكتاتورية وقمع الشعب تحت مسميات غريبة عجيبة . خامسا : هدر حقوق الإنسان الليبي ، والملاحقة العنيفة للحركات الإسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين ، والجماعة الليبية المقاتلة فحظرت نشاطات الجماعات والأحزاب الدينية الإسلامية الوطنية والقومية على السواء ، وتم الزج بمئات المعارضين في غياهب السجون والمعتقلات الرسمية الظالمة وهرب البعض الآخر ليعش في قارة أوروبا أو أمريكا الشمالية . سادسا : الحكم الدكتاتوري الليبي ، والتمهيد لتوريث الحكم ، وغياب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية والتركيز على القبائل لتسيير شؤون البلاد بصورة هامشية . وتركز الصلاحيات والسلطات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية ، في أيدي العائلة الحاكمة لآل القذافي وخاصة الزوجة صفية فركاش ( التي تمتلك حوالي 30 مليار دولار ) والأبناء الثمانية . وكذلك لقد ثار الشعب الليبي على التهميد لسياسة توريث الحكم من القذافي الأب لسيف الإسلام القذافي ورفض أسلوب إنتقال الحكم عبر هذه الطريقة الملتوية حسب ما يراه الشعب الليبي والمناداة بالتدوال الانتخابي للسلطة . سابعا : الاحتقان والغليان الشعبي الاجتماعي والقبلي الليبي مما سبب انتشار اليأس والقنوط والملل من التغيير السياسي والاقتصادي والإعلامي والإلكتروني . ثامنا : قلة الاهتمام بالتعليم العام ، فهناك نسبة مرتفعة من الأمية بين سكان ليبيا تصل إلى حوالي 20 % خاصة بالنسبة لقطاع المرأة الليبية بنسبة أعلى من ذلك بكثير . تاسعا : نجاح الثورتين الشعبيتين في تونس ومصر في تنحية رئيسي البلدين ، الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني – يناير 2011 ، والرئيس المصري حسني مبارك في 11 شباط – فبراير 2011 . عاشرا : الظروف الدولية المواتية ، بصورة أفضل من الوضع السابق ، سياسيا وإعلاميا ، أكثر من أي وقت مضى ، في تأييد التغيير والإصلاح في الوطن العربي وغيره . فكل هذه العوامل والأسباب مجتمعة جعلت ثلة من الشعب الليبي لتقدم الصفوف والإعلان يوم الغضب ، كمقدمة للانتفاضة الشعبية الشاملة لتشمل جميع المحافظات الليبية . تفجير الثورة الشعبية 17 / 2 / 2011 يقول الله السميع العليم جل جلاله : { قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12) قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13) زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)}( القرآن المجيد – آل عمران ) . لقد فجر الثورة الشعبية في ليبيا مجموعة من الشباب الليبي عبر وسائل إعلامية إلكترونية بالدعوة ليوم غضب ثم امتدت المظاهرات والاحتجاجات الشعبية لتعم مختلف أنحاء البلاد ، وخاصة المناطق الشمالية الساحلية ، من بنغازي ودرنه والجبل الأخضر لتمتد إلى عاصمة البلاد طرابلس لتشمل مختلف ارجاء الجماهيرية الليبية . فقد نزل وتجمع المتظاهرون في الساحات العامة والشوارع الرئيسية للمطالبة للتغيير والتبديل والإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي الشامل ، والابتعاد عن النظام الدكتاتوري المستبد منذ أكثر من اربعة عقود زمنية متواصلة . ثم استولى المتظاهرون على العديد من المقرات للأجهزة الأمنية الليبية واللجان الثورية والوزارات ( اللجان الشعبية العليا ) ومزقوا صور الزعيم الليبي معمر القذافي ، ودمروا وأتلفوا النصب التذكارية للكتاب الأخضر في الميادين والشوارع العامة ، وتصدت بعض وحدات الجيش الليبي المنضمة للمحتجين للبلطجية من الكتائب الإفريقية المستجلبة من إفريقيا لضرب المتظاهرين وإطلاق النار عليهم . أساليب النظام الليبي في التصدي للثورة الشعبية الجديدة استخدم النظام الليبي ورموزه العديد من الطرق والأساليب الثنائية أو الأحادية ، الترغيبية والترهيبية ، للتصدي للثورة الليبية الجديدة منذ 17 شباط – فبراير 2011 ، ومن أبرز هذه الإجراءات : أولا سياسية الترغيب : عبر الوعد بتنفيذ سياسة التغيير والتجديد والإصلاح القانوني والسياسي والاقتصادي والعسكري الشامل . فقدمت هذه الوعود عبر الزعيم الليبي معمر القذافي نفسه ، وابنه سيف الإسلام القذافي عبر الخطابات المتلفزة للشعب الليبي . ولكن هذه السياسة الترغيبية جاءت متأخرة كثيرا بعد حكم استبدادي دام قرابة 42 عاما منذ استيلاء العقيد معمر القذافي على زمام الحكم في البلاد منذ 1 أيلول – سبتمبر 1969 بعد القضاء على مملكة إدريس السنوسي . ثانيا : سياسة الترهيب : وهي سياسة وحشية قمعية لجأ لها النظام الليبي ، عبر قمع المتظاهرين وإطلاق الرصاص الحي عليهم برا وبحرا وجوا . فقتل مئات الليبيين ، وجرح آلاف آخرين ، عبر إطلاق النار عليهم ، وقصفهم بقذائف المدفعية ، والبوارج الحربية والطائرات الحربية . فامتلأت شوارع وقرى المدن الليبية الشمالية خاصة بأعداد القتلى والجرحى ، وغصت المشافي بالجرحى ، مما أدى إلى نقص شديد في أسرة المرضى . نتائج مفصلة في الثورة الليبية الجديدة هناك العديد من النتائج العادية والطارئة في مجمل مسيرة الانتفاضة أو الثورة الشعبية الليبية المعاصرة ، من أبرزها : أولا : الإدانه الدولية الكبيرة . حيث عمت حملة واسعة من الإدانة والاستنكار الدولي للسياسة القمعية الرسمية الليبية ضد المواطنين العزل الذين يطالبون بالتغيير والإصلاح الشامل وعدم الإبقاء على الحكم المستبد المتمثل بنظام العقيد معمر القذافي . ثانيا : إستيلاء المتظاهرين على الكثير من المعسكرات وحمل بعض المجموعات المدربة من المحتجين للسلاح لمواجهة ( الكتائب الإفريقية ) المجلوبة من المرتزقة من خارج ليبيا لقمع المتظاهرين . ثالثا : الاستقالات الجماعية من الجيش والحكومة الليبية بعد إندلاع الانتفاضة الشعبية . فقد استقال وزير الداخلية عبد الفتاح يونس العبيدي ، من الحرس القديم ، اقرب المقربين للرئيس الليبي معمر القذافي ، خلال الأسبوع الأول من الانتفاضة الشعبية في ليبيا . وكذلك استقال وزير العدل بسبب رفض القذافي الإفراج عن المعتقلين والسجناء السياسيين في السجون ، وانضمت بعض كتائب الجيش للثوار المدنيين ، حيث رفضت الكثير من وحدات الجيش الليبي البرية والجوية والبحرية الإنصياع لأوامر العقيد معمر القذافي وقذف المواطنين المحتجين بالأسلحة الخفيفة والثقيلة لدك البيوت والأحياء . رابعا : فرار بعض الطيارين من رتب عسكرية رفيعة ، إلى مالطا بعدما رفضوا تنفيذ أوامر القذافي بقصف المتظاهرين عبر الجو بالطائرات الحربية الليبية . على العموم ، لقد أدت سياسة الترهيب القاتلة التي استخدمها النظام الدكتاتوري الليبي ، ضد المحتجين والمتظاهرين المدنيين سلميا ، إلى إدانه واستنكار دولي شديدتين ، عكس نفسه على استقالة العديد من الرسميين الليبيين في الجيش والحكومة والسفارات والقنصليات الليبية في مختلف العواصم الأجنبية في الهند والصين وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وغيرها ، مما ساهم في تأجيج نيران الثورة الشعبية والتسريع في إنهاء الحكم الدكتاتوري في ليبيا . كُتب القذافي .. الأخضر والأبيض والأحمر .. وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ يقول الله ذو الجلال والإكرام جل شأنه : { إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (10) وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا (11) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12) وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17) }( القرآن المجيد – الإسراء ) . المعروف عن الزعيم الليبي معمر القذافي إعداده وتأليفه ثلاثة كتب : الأخضر والأبيض بالإضافة للكتاب الفعلي الأحمر الثالث ، وذلك كما يلي : الأول : الكتاب الأخضر : لونه أخضر ، بلون العلم الليبي ، ألفه معمر القذافي عام 1975 ، وجعله كتابا مقدسا للشعب الليبي ، وفرض تداوله في المدارس والجامعات والبيوت والشعبيات . ويتألف الكتاب الأخضر من ثلاثة فصول هي : الفصل الاول : المجال السياسي ويتناول فيه مشاكل السياسة والسلطة في المجتمع ( أداة الحكم ، المجالس النيابية ، الحزب ، الطبقة ، الاستفتاء ، المؤتمرات واللجان الشعبية ، شريعة الشعب ، الصحافة ) . والفصل الثاني : المجال الاقتصادي ( النظرية العالمية الثالثة ) لتمييزها عن الأنظمة الراسمالية والإشتراكية في العالم ، فيه حلول المشاكل الاقتصادية التاريخية بين العامل ورب العمل . والفصل الثالث : المجال الاجتماعي وفيه طروحات عن الأسرة ، القبيلة ، الأمة ، والمراة والثقافة والأقليات ومنهم السود الذين سيسودون العالم ، والتعليم والألحان والفنون والرياضة والفروسية والعروض . الثاني : الكتاب الأبيض : تم تنظيم ورشة عمل لتدارس الكتاب الأبيض في جنيف في أواخر حزيران 2004 ، لحل قضية فلسطين ( قضية الشرق الأوسط المزمنة ) لإنشاء الدولة الديموقراطية الواحدة في فلسطين ( إسرائيل ) ، وتجنب العنف والخراب والدمار ، وإيجاد ما أطلق عليه ( حل عادل ونهائي للعرب واليهود ) عبر ما أطلق عليه ( دولة إسراطين ) بإنخراط الفلسطينيين واليهود في دولة موحدة ، بنظام حكم واحد ، وعودة اللاجئين الفلسطينيين لمواطنهم الأصلية ، ثم دخول ( دولة إسراطين ) كعضو في جامعة الدول العربية . ولون غلاف هذا الكتاب هو باللون الأبيض في وسطة خريطة فلسطين وضع عليها مصطلح ( إسراطين ) . والكتاب الأبيض هو لتحقيق السلام في ربوع الدولة الشرق الأوسطية الجديدة ( إسراطين ) الغريبة الأطوار والمنطلقات الفكرية والسياسية والتاريخية . ويبدو أن القذافي تأثر من الإنقلاب الأبيض عام 1969 عند استيلائه على السلطة في ليبيا . وهذا الكتاب رفضه العرب والمسلمون جملة وتفصيلا ولم يعره شعب فلسطين أي أهمية تذكر وهاجمه قادة الكيان الصهيوني كذلك ، وكل له منطلقاته وأسبابه . الثالث : الكتاب الأحمر : وهو كتاب بلا غلاف حقيقي ، ولكن غلافه الفعلي هو لون الدم الأحمر القاني ، وهو الكتاب المخفي الذي نفذه فعليا بسفك دماء آلاف الليبيين بين قتيل وجريح ، بالانتفاضة الشعبية الجديدة المعاصرة منذ 17 شباط – فبراير 2011 . فالكتاب الأحمر إنعكاسا للقمع والإعدام الميداني العسكري الرسمي ، الذي جعل الدماء الليبية الزكية تسيل بغزارة في البيوت والشوارع والطرقات بالقصف البري والجوي والبحري بالأسلحة الثقيلة والخفيفة على السواء . فقد عاثت ( كتائب القذافي ) البلطجية الدموية ترويعا وفسادا وإفسادا في البلاد وأرهبت العباد . وبهذا فإن الكتاب الأحمر للزعيم الديكتاتوري الليبي معمر القذافي ، بصفحاته وكلماته وعباراته وفقراته الدموية الحمراء ، غير مرغوب فيه وفي صاحبه . فهو كتاب دموي أدان فصوله الحمراء ابناء الشعب الليبي العظيم ، الثائر على الظلم والطغيان والدكتاتورية والعنجهية الملتوية البعيدة عن الحق والعدل والعدالة والحرية وتضامن معهم أصحاب الحرية والاستقلال والتخلص من التسلط والهيمنة غير القانونية البعيدة عن الرسالة الإسلامية العظمى . فقد صدرت بعض الفتاوى الدينية الإسلامية ، التي تهدر دم العقيد معمر القذافي ( البالغ من العمر 68 عاما ) ، كما فعل الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين وطلب من الجيش الليبي إنهاء شر القذافي وإراحة الشعب الليبي منه . وطالب عشرات العلماء المسلمين في ليبيا بإنهاء حكم العقيد معمر القذافي ومواصلة الانتفاضة الشعبية للتخلص من الديكتاتور المتعجرف . هيمنة عائلة القذافي على ليبيا .. وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى يقول الله الغني الحميد تبارك وتعالى : { قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (36) وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آَمِنُونَ (37) وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (38) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39) }( القرآن المجيد – سبأ ) . سيطر الزعيم الليبي معمر القذافي على زمام الأمور كافة في ليبيا باستخدام الجيش الليبي وزعماء القبائل الليبية المتنفذة ، والمرتزقة الأجانب الإفارقة لتمكينه من تشديد القضبة الحديدية على خيرات ومقدرات الشعب ، منذ 1 ايلول 1969 حتى كتابة هذه السطور ( 24 / 2 / 2011 ) ، وبذلك فإنه يعتبر أقدم رئيس عربي وعالمي قاطبة بالوقت الحالي . ومن أطواره الغريبة العجيبة أنه يتخذ من الفتيات الليبيات حارسات له . وفيما يلي أهم المناصب التي تقلدتها عائلة معمر القذافي التي تمتلك حوالي 80 مليار دولار ، منها 30 مليار دولار لزوجته صفية ، و5 مليارات دولارات لكل ابن من ابنائه ، وفقا لبعض التقديرات والإحصاءات العالمية ، خلال الفترة السابقة : أولا : زوجة معمر القذافي ( صفية فركاش – القذافي ) تمتلك حوالي 30 مليار دولار . بالإضافة ل 20 طن من سبائك الذهب كما أشارت بعض التقارير الإعلامية على الانترنت . ثانيا : محمد معمر القذافي : الابن البكر ، وهو من زوجة القذافي الأولى ( فتحية نوري خالد – التي طلقها القذافي ) . يسيطر على شركة المشروبات الغزية الليبية بنسبة 40 % . ويدير شؤون الاتصالات السلكية واللاسلكية . ثالثا : سيف الإسلام معمر القذافي : النائب الفعلي لأبيه في إدارة شؤون ليبيا . وهو مهندس من حملة درجة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية من لندن ، وذو أملاك وأطيان عالمية ، ويدير قناة تلفزيونية فضائية مركزها لندن . رابعا : الساعدي معمر القذافي ، ترأس الاتحاد الليبي لكرة القدم . يمتلك امتيازات تجارية خاصة ، وله وحدة عسكرية خاصة ، ويمتلك شركة إنتاج تلفزيوني . خامسا : معتصم معمر القذافي ، مستشار أبيه للأمن القومي الليبي ، طلب مبلغ 1.2 مليار دولار لإنشاء فرقة أمنية خاصة أسوة بأخيه خميس . سادسا : هنيبعل معمر القذافي : تسبب بأزمة دبلوماسية وسياسية عام 2009 بين ليبيا وسويسرا لضربه خادمه في أحد الفنادق . سابعا : خميس معمر القذافي ، قائد لواء خميس ( المسمى باسمه ) ، وهو وحدة عسكرية خاصة ، فهو قائد الوحدات الخاصة ( الكتيبة 32 ) . ثامنا : سيف العرب – يعيش في ميونخ بألمانيا ، ويقضي وقته في الحفلات والسهرات . تاسعا : عائشة معمر القذافي : تترأس جمعية القذافي للأعمال الخيرية ، استدعي المغني العالمي( ليونيل ريتشي ) ، لإحياء حفلة زواجها من الضابط الليبي ( أحمد القذافي القحصي ) . هذا عدا عن أبناء قبيلة القذافي التي ساعدت في نهب البلاد الليبية ، وأغرقتها في الفساد المالي والأمني والاقتصادي . وبناء عليه ، فقد عَمرَ الزعيم الليبي معمر القذافي 42 عاما في زعامة ليبيا ، بلا انتخابات أو تغيير أو إصلاح سياسي عصري ، وحانت ساعة الأفول والرحيل والمغادرة بعد أن أمهله الله سبحانه وتعالى ، أربعة عقود زمنية ليلتحق بزميليه الطاغيتين زين العابدين بن علي وحسني مبارك ، فأزفت ساعة الرحيل للخروج مذموما مدحورا مخذولا ، لظلمه وتجبره في أبناء الشعب الليبي ، بالقمع وسد الأفق السياسي ، والاقتصادي والاجتماعي ، والتعدي على الحرية الدينية الإسلامية ، وحظر الحرية والمشاركة السياسية الحقيقية الفعالة ، فغضبت القبائل ، وتصدى له الشباب الليبي فتفجرت الانتفاضة الشعبية الليبية لتثور على نظام الشعبيات الليبية غير السوية ، فكانت ثورة شباطية ، ألقت بثقلها الجماهيري لإزالة الظلم والطغيان الرسمي الحكومين ، فاتحدت القبائل مع بعضها لإزالة كابوس الحكم الماثل للعيان . هل سيذهب الزعيم الليبي معمر القذافي من جهنم إلى جهنم ؟ ولد معمر القذافي في بلدة جهنم ، عام 1942 ، وبهذا يبلغ عمره 68 عاما ، قضى معظمها في تسلم زمام الحكم الدائم بلا انتخابات رئاسية أو حزبية أو قبلية او برلمانية أو محلية . وثار الشعب الليبي على نظام حكم القذافي ، بعد أن تفجرت الثورتين التونسية والمصرية وخلعت زين العابدين بن علي عن سدة الرئاسة التونسية وحكم حسني مبارك عن الرئاسة المصرية ، فاستلهم الشباب الليبي فكرة الثورة من الشباب التونسي والمصري لتنحية الطاغية الكبير في وطنهم . وقد استخدمت عائلة معمر القذافي كافة الأساليب الشيطانية للإمساك بزمام الحكم في البلاد الليبية ، كان آخرها استعمال الأسلحة الثقيلة لقمع المحتجين الليبيين المطالبين بإسقاط النظام التعسفي الظالم . ونهاية الزعيم الليبي معمر القذافي ستكون ضمن عدة خيارات أو سيناريوهات من أهمها : أولا : التنحي السلمي والاستقالة من رئاسة ليبيا ( من منصب قائد الثورة ) وتولي شخصية أخرى زمام الحكم . وهو إحتمال لا يتمتع بنسبة عالية من بين الخيارات المطروحة ولكنه وارد بشكل بسيط جدا . ثانيا : الموت أو القتل من جمع المتظاهرين بإلقاء القبض على معمر القذافي وسحله في الشوارع العامة خلف دبابة أو سيارة مدنية أو عسكرية . أو بالوفاة الطبيعية الطارئة . ثالثا : الأسر والمحاكمة العسكرية الميدانية أو القانونية كمجرم حرب قتل آلاف الليبيين ، وجرح عشرات الآلاف منهم ، وأسر وعذب عشرات الالاف خلال سني حكمه الطاغي . رابعا : الخروج والهروب القسري لخارج البلاد إلى إحدى الدول الإفريقية أو فنزويلا أو البرازيل كما تردد مؤخرا . ترى ، ما جزاء الزعيم الليبي معمر القذافي ، في أي صورة من الصور ، في حياته الدنيوية والأخروية ، فهل سيذهب من جهنم الدنيا لجهنم الآخرة ؟ الله العلي العظيم تبارك وتعالى أعلى وأعلم فهو عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ، وهو شديد العقاب ذو انتقام وهو الرحمن الرحيم في الآن ذاته . الثورة الشعبية الخضراء ضد الكتاب العسكري الأحمر يقول الله الحميد المجيد جل جلاله : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94) }( القرآن المجيد – النساء ) . الشعب العربي المسلم في ليبيا ، صاحب النخوة والشجاعة والعزة والإقدام ، والإرادة والعزيمة القوية ، يصنع الثورة الجديدة ، ثورة يلمية مدنية خضراء يانعة ، ضد الكتاب الأحمر للدكتاتور معمر القذافي وأعوانه الظلاميين ، الذي جعل من الدماء الحمراء للقتلى البرياء ، في أرض ليبيا العزيزة بساطا أحمر يمر عليه بدباباته القذرة ، للبقاء طيلة حياته الجهنمية الدنيوية ، جاثما فوق صدر الشعب خانقا أنفاسه الطبيعية ، ولكن مهلا فسوف تتحول هذه الطائرات الحربية والبوارج العسكرية والدبابات القاتلة التي تمر على أجساد المؤمنين وتقصفهم بالقذائف المدفعية والصواريخ ، للصالح الليبي العام ، للدفاع عن الأمتين العربية والإسلامية غدا ، فالغد والمستقبل المشرق للعرب والمسلمين في جميع أنحاء الكرة الأرضية ، فالقرن الحالي ، الحادي والعشرين هو القرن الإسلامي بامتياز . فالشعب المسلم العربي الليبي المجاهد بثورته الشعبية العملاقة ، يجاهد ضد الظلم والظلام ، فهذه سنة الله في خلقه ، وفق مبادئ الإمهال الإلهي وعدم الاستعجال ، فدوام الحال من المحال ، فهذا مصير الدكتاتورية والقهر السياسي والاجتماعي والاستغلال الاقتصادي ، إلى زوال .. ورياح التغيير والمد الشعبي الثوري هبت بدرجة عالية من السرعة في تونس ومصر ثم ليبيا من بلدان الوطن العربي الكبير عامة ، وربما ستلحقها سياسة التغيير والتبديل والإصلاح في الوطن الإسلامي الأكبر ، والكرة الأرضية برمتها من أقصاها إلى أقصاها وكل الحكام أو الأنظمة السياسية المستبدة تسعى لإطالة عمرها السياسي الزمني الافتراضي لفترات طويلة ، للحفاظ على الامتيازات والمكتسبات الذاتية والعامة ومنع حصول التغييرات الجذرية ، والإدعاء بأنها الصواب بل الأصوب والأجدى لشعوبها ، متنكرة لإرداة الشعب . وتأتي عملية الترميم والإصلاح والتغيير في مقاليد الحكم بعدما بلغ السيل الزبى ، وامتدت الثورة أو الانتفاضة الشعبية لحالة متقدمة عند نقطة اللاعودة إلا بتحقيق المطالب العامة والوطنية على المستوى العام المتأخرة ، وهذه الصحوة غير الصحية ، للنظام الحاكم عندما تأتي متأخرة فلن تكون مفيدة ، على الإطلاق ، ولن يجني منها أصحابها اي ثمار عاجلة أو آجلة ، بل ستكون نهاية النظام الحاكم والفرد المستبد مخزية ومدوية في مختلف أنحاء العالم ، وسرعان ما يقفز الأتباع والأصدقاء والحلفاء من السفينة الغارقة في أتون الثورة الشعبية في اللحظات الأخيرة لإنقاذ أنفسهم من الملاحقات الثورية الآتية لا ريب فيها . ولا بد من التأكيد المرة تلو المرة حتى المرة الألف ، أن كافة الأنظمة الشمولية القائمة على الظلم والدكتاتورية ستكون ساعة زوالها قريبة بصورة حتمية لا ريب فيها ، مهما امتدت خطوطها وتشعباتها غير السوية ، فالنظام القائم على العدل الدائم ديمومته أطول ، وأما النظام والحكم الظالم فإلى زوال حتمي وإن طالت به الأيام والعقود الزمنية . لقد ثار الشعب الليبي ، ثورته الخلاقة الجديدة ، بوسائل تقليدية وعصرية متقدمة ، للتخلص من الهيمنة العائلية المستندة إلى الدكتاتورية العوجاء العرجاء والقمع والاستحواذ الاقتصادي والسياسي والعسكري . فساعة زوال النظام الليبي أصبحت أن لم تكن أضحت أو أظهرت أو أعصرت ثم أمست قريبة قاب قوسين او أدنى ، بعد المجازر الرهيبة بحق الشعب الليبي الذي استولى على عشرات آلاف قطع السلاح وحرق العديد من الدبابات التي هاجمته بوحشية مفرطة ، التي حاولت قمعه وثنيه عن مطالبة وحقوقه الشرعية المقرة في كافة الشرائع السماوية والقوانين الوضعية الأرضية . كلمة طيبة خضراء أخيرة يقول الله العلي العظيم عز وجل : { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (93) فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ (94) وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95) حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آَلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ (100) إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) }( القرآن المجيد – الأنبياء ) . وأخيرا ، لقد ضاق الشعب المسلم العربي الليبي ذرعا بالكتاب الأخضر ، طيلة 36 عاما ( 1975 – 2011 ) ، الذي جفت تعاليمه بجفاف حبره ، فلتوزع ثروات النفط الليبي وفق أسس وقواعد العدل والعدالة الاجتماعية والاقتصادية ، على جميع أفراد الشعب الليبي ، وليأخذ كل مواطن صغيرا أو كبيرا ، ذكرا أو أنثى ، حقه الحقيق ونصيبة المعنوي والمادي العادل الدقيق ، دونما لف أو دوران أو مواربة تلفيق . ولتنزع سياسة الاستغوال الاقتصادي والسياسي والعسكري عن كاهل الشعب الليبي العظيم الذي انتفض وثار في وجه الكتب القذافية كلها : الكتاب الأخضر فالكتاب الأبيض ثم الكتاب الأحمر ، ليعيد تأكيد وتجديد إلتزامه بالإسلام العظيم ، وبالقرآن المجيد ( الدستور الرباني القويم ) وليذهب الاقطاع الاقتصادي الجديد إلى جهنم وبئس المأوى . وليزول الإرهاب والقمع والاستهتار والاستهزاء ضد الشعب الليبي إلى غير رجعة ، وليعم السلام والوئام والاستقرار والطمأنينة والأمن والأمان الشامل ربوع البلاد الليبية بجهاتها الأربع شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، لينعم الجميع بخيرات وطنه دونما إبطاء . وليفرح النهر الصناعي العظيم في ليبيا الجديدة القائمة على العدل والعدالة الشاملة ، بعيدا عن الجدب والقحط البشري وتجنب الجذب الاقتصادي الغربي . فاصبروا وصابروا ورابطو ، يا أهل ليبيا المجد والعزة والكرامة ، يا حملة وحفظة القرآن المجيد ، من المخلصين الأوفياء الأتقياء ، ولتحافظوا على أرضكم الطيبة المباركة بالوحدة البعيدة عن الطائفية والعصبيات القبلية المهلكة للبلاد والعباد على السواء . وملامح النصر تبدو في الأفق قريبة التحقيق والتطبيق إن شاء الله العزيز الحكيم الذي سيعز ويكرم الشعب الليبي ويدمر الظالمين وأعوانهم . ولتبدأ عملية التعمير والتغيير والإصلاح الإسلامية ، ولتتجهوا نحو الحياة الإسلامية المباركة الطيبة ، بعيدا عن الإتكالية والتعبية الأجنبية ، ولتأخذ ليبيا العربية المسلمة ، دورها الطليعي في التطوير والإزدهار ضمن لواء الوحدة والاعتصام بحبل الله المتين في مقدمة الأمتين العربية والإسلامية . وإلى الأمام نحو الحرية والكرامة الشخصية والقومية والإسلامية والإنسانية في ليبيا العزيزة لجميع أفراد الشعب الليبي الشقيق . ولتدعم الثورة الجذرية في جميع أنحاء قارات العالم ما بين المشرق والمغرب ليعيش العالم كله بسلام ووئام ورخاء . ولا بد من الاستعانة بدعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد - نوح ) . وختامه مسك ، ندعو ونقول والله المستعان ، بالقول النبوي السديد الوارد على لسان نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة بذلك : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) . { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}( القرآن المجيد – الصافات ) . نترككم في أمان الله ورعايته ، والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل