المحتوى الرئيسى

تحليل نفسي لشحصية القذافي بقلم:د.جمال الخطيب

02/25 17:15

تحليل نفسي لشحصية القذافي القذافي أي نوع من الشخصية سنحاول ان نرسم صورة فسية للعقيد بناء على سلوكه الملاحظ وخطبه . تتوافق صفات القذافي وسماته الشخصية مع ما يعرف بعلم النفس بالشخصية الهذائية او الشخصية البرانويدية . يتنازع هذه الشخصية عاملين رئيسيين جنون العظمة Grandiosity وجنون الاضطهاد Paranoia .يخلق تفاعل هذين العاملين نمطا معقدا ومركبا من الشخصية تتسم بالشك في الجميع وعدم الثقة وذلك ناتج عن الوهم بأنه أعظم من الجميع وان قدراته غير محدودة إلا ان الآخرين لايقدروه حق قدره ولا يحترموه فيتولد لديه الشعور باللإضطهاد والكراهية للجميع . تميل هذه الشخصيات الى التمحور حول الذات حيث يرى نفسه مركزا لما يدور حوله من نشاطات وفعاليات وأحاديث وربما يباغ فيشعر انه مقصود مباشرة في الاحاديث المتداولة بين الآخرين ويكون لديه دوما شعور بأن هناك من يتآمر عليه ويسعى لإلحاق الضرر به وعلى الأغلب ان يفسر السلوكيات العادية بنية سيئة كتهديد له ويعطيها حجما اكبر بكثير مما تحتمل، كما يتسم اصحاب هذه الشخصية بالتحسس الشديد للنقد الشخصي وعدم تقبله أو حتى التسامح تجاهه وغالبا ما يكون رد فعله تجاه النقد الضغينة والحقد والعداء الشديد وربما يصاحب ذلك عدوانية واضحة لغوية او جسدية . الشخخصية البرانويدية أو الهذائية على الاغلب شخصية جامدة متمسكة بأرائها رغم و تبيان خطأها بشكل جلي وتفتقد للمرونة وبالذات في ما يتعلق بمشاعر العظمة والاضطهاد. مركب العظمة والاضطهاد يخلق لدى الفرد سلوكيات تاكيد الذات وتكرار الافعال المظهرة لذلك كذلك يخلق هذا المركب لدى الشخص سعيا محموما للتأكد من صدق الآخرين واختبار ولائهم امتحان وراء الآخر ، كما تميل الى التدقيق بكل التفاصيل والى الإعادة والتكرار بشكل ممل وذلك لحشد اكبر قدر ممكن من التفاصيل والادله لتوضيح واثبات وجهة نظره . من تأثيرات هذا المركبن الشخص في الظاهر يبدي الاستخفاف الشديد بالآخرين وهو في الواقع يتابع ويهنم بكل مايقولوه. من الصفات الرئيسية لهذه الشخصية الغيرة فلا يطيق صاحبها ان يسمع اي مديح للآخرين أو حديث ايجابي عنهم وعلى الاغلب ان يتوتر لدى حدوث ذلك ويأتي بردود فعل تظهر غضبه وميله لتأكيد الذات. يقال ان هؤلاء الاشخاص قد يكونوا عانوا من التسلط اثناء طفولتهم وغالبا ان يكونوا قد تعرضوا كثيرا للتأنيب وربما للإهانة والشعور بالخزي والتقصير وغياب المقدرة ، فيكونون اطفالا انفعاليين لديهم شعور دائم بعدم الامان والإنكشاف والعرضة للتهديد. ميالين للإنكفاء والتكتم وقلة التفاعل . وفي الصبا يحمل هؤلاء كما هائلا من العدوانية الظاهرة والمبطنة ومن مشاعر الحقد وتظهر عليهم علائم الرفض والاحتجاج والمناوأة إلا انهم مع مرور الوقت يميلون الى التكتم والسرية. الآليات النفسية الت تستخدمها هذه الشخصية الانكار : لايرى هذا الشخص في الاشياء الا مايريد ان يراه ، وتصل به الحال الى اعتبار بعض الحوادث لم تحصل فعلا ،او حصلت بالشكل التي يراها . فكما رأينا فإن القذافي رغم الكراهية الشديدة التي ابداها له الشعب الليبي ورغم الثورة الهائلة ضده الا انه في حالة انكار ولازال يخاطب الشعب معتقدا انهم يسمعوه ويستجيبو له .وبالمناسبة فقد مر بن علي ومبارك في حالة مشابهة من الانكار فمثلا واصل مبارك خطاباته كرئيس حتى اليلة السابقة لسقوطه. الاسقاط : أي ان ينسب دوافعه الدفينة نحو الآخرين ويغرق في الحاق صفاته بهم كان يتهم اعدائه بالجبن والخوف وفي واقع الحال هو الخائف. التبرير:وهو السعي المحموم لايجاد تفسير منطقي لما يقوله ويفعله وقد لا حظنا كم من القراءات والوقائع والتفاصيل التى حاول حشدها في خطابه . الكبت : وهو إخفاء العدوانية والمشاعر السلبية والنوازع المخجلة وتترافق أحيانا مع محاولة ابراز العكس او وضعها في سياق ايجابي ، كان يقول ان القتل والعنف الحاصل هو للدفاع عن الوطن أو منع الانقسام. في تبريره للحالة الهذيانية يضع فرويد ثقلا كبيرا على مسألة الكبت وهو يرى ان السلوك الهذياني ياتي نتيجة لكبت دوافع جنسية مثلية . ان المتتبع لسيرة القذافي وسلوكياته يلحظ جليا ملامح الشخصية الهذائية , فهو وبحسب وصف الجميع شكاك لا يثق بأحد ، ويعتقد دوما ان هناك مؤامرة عليه ، كما ويتبدى من مشيته ولباسه والالقاب التي يطلقها على نفسه جنون العظمة بشكل جلي فهو القائد والزعيم وملك ملوك افريقيا وكما لا حظنا في خطابه فقد كانت عقدة الاضطهاد واضحة لديه حيث ركز كثيرا على ان الخارجين ضده من منكري الجميل . والخلاصة اننا امام شخص مفتقد للبصيرة وفي حالة انكار شديدة ومنفصل عن الواقع وقد انفلتت عدوانيته من عقالها ويشكل خطرا شديدا على ما ومن حوله. وهنا ينبغي الاشارة الى ان اضطراب الشخصية الهذائي واضطرابات الشخصية بشكل عام تأتي على المحور رقم 2 في تصنيف الامراض النفسية وهي لا تعفي من المسؤولية الجائية واي فعل يتركتبه يعتبر فعلا قصديا وفاعله مدرك وقاصد لما يفعل. د.جمال الخطيب استشاري الطب النفسي عمان –الاردن24/2/2011

Comments

عاجل