بصوت عالاخــتلف معهـــــم
لا احد يختلف علي ان عودة رجال الشرطة ضروري فلا احد يستغني عن الامن، ولا يريد ان يعيش مهددا او خائفا في بيته او عمله. وان كان الجميع عاشوا الخوف في ابشع صوره ومظاهره ابتداء من مساء الجمعة ٨٢ يناير الماضي، اليوم الاسود في تاريخ مصر حين انشقت الارض وابتلعت الشرطة ولم يتبق منها علي وجه الارض طيف ولا خيال ، لكن الذي حدث ان هذا الخوف الممزوج بمشاعر مختلفة جعل كل المصريين في عدم وعي أو اتزان خاصة حين صاحب ذلك هوجة متوحشة من التخريب والتدمير والنهب والسلب والسرقة بطريقة غير مسبوقة لما صاحبها من تهديد وجرح وقتل جعل الكل يصرخ اين الشرطة؟! اين الجهاز الذي كان اسدا مرعبا وتحول- بقدرة قادر الي فأر مذعور هارب، ونقول تجاوزا وخائن ايضا، لكن الانصاف يقول: ان الخيانة كان وراءها نفر قليل لا يسيء الي الكثرة الغالبة التي كان حالها هو حال الشعب.. الحيرة والخوف من المجهول وشلل التفكير الذي دفعهم الي حالة غريبة هي ماذا يفعلون؟ ان عصيان الاوامر يعني محاكمتهم عسكريا بتهمة الخيانة.. انهم مع الشعب سألوا نفس السؤال ولم يجبهم احد .. انني لست مع الذين يرون ان الشرطة تحتاج الي قرابين كثيرة تتقدم بها للشعب: ابائهم واخوانهم وابنائهم واقاربهم ليسامحوهم ولينسوا هذه الاساءة البالغة، وهذا صعب حالة الخوف والهلع الممزوج بكل مشاعر الحيرة والتخبط واليأس التي لم تعرفها مصر علي مر تاريخ طويل كانوا هم فيه القادة والرواد والسادة وبناة التاريخ والحضارة.. زرعوا الامل يضحون ويتفانون ويتسامحون.. تاج علي رؤوس الدنيا.. لست مع هؤلاء الذين يرون ان اقل القرابين هو الاعتذار والاعتراف بالخطأ، مقابل التسامح والصفح قد يقولون: ان كل مهام الشرطة كانت معاقبة الناس.. تلهو بتعذيبهم في نشوة لا ينافسها الا زبانية جهنم، كسر ارادة وافراط في استخدام العنف والرعب.. الجلد والحرق بالسجائر المشتعلة.اقول لهم: الامل في شرطة جديدة.. في خدمة الشعب عن ايمان ويقين، تنسي بلا رجعة مواكب المسئولين التي تغلق الشوارع لساعات طويلة تعطل المصالح وتحرق اعصاب الناس وتتحداهم.. فلو كان الباشا يمر علي محور ٦٢ يوليو فلابد من اغلاق طريقي السويس والاسماعيلية، شرطة جديدة تنسي تعذيب المواطنين في الاقسام وتعاملهم بادمية واحترام ومراعاة لانسانيتهم.. شرطة اذا تظاهر المواطنون احاطوهم بقلوبهم وابتسامة مخلصة صادقة لا يدهسونهم بالدبابات ولا يضربونهم بالمطاطي وخراطيم المياه، شرطة تعامل الناس كما تعامل ابناءهم واباءهم واهليهم وذويهم.. تعالوا ننسي ما فات ونبدأ من جديد.
Comments