المحتوى الرئيسى

سياسة خارجيةالفوضي الخلاقة‮... ‬طبق الاصل‮!‬

02/24 23:17

لايصح ان يقلل احد من فقاء ثورة شباب مصر‮.. ‬ولا يجب أن نغفل ان مصر باتت منذ سنوات علي شفا ثورة شعبية عارمة تقلب نظام حسني مبارك رأسا علي عقب‮.. ‬لم يكن هذا سرا،‮ ‬ولكنها القراءة العمياء من النظام للواقع ومشورة ودهاقنة أركانه التي أوهمتهم ان الشعب يرقص فرحا بطلعتهم كل صباح وان الناس تعيش في رغد،‮ ‬وأننا نعيش في عصر الطهارة والديمقراطية والعدالة وكانت مصر تغلي صحافة واعلاما من تفشي النهب والتزوير وكرامة المصريين المستباحة من كل اجهزة الامن‮. ‬ولم يفكر النظام في ان يستمع لمرة لكلمة الحق او يحقق ويدقق في صحة ماتنشره الصحف والبرامج التليفزيونية الخاصة‮. ‬ولم يحاول النظام ان يعرف لماذا انتشرت بين المصريين النكات والاسقاطات التي يقدم له بها تقريرا كل يوم،‮ ‬وطالت الرئيس مبارك وابنائه واسرته من اهل النسب عن الاستيلاء علي المال العام واراضي الدولة التي أصبحت للخاصة من اهل النظام ورجال الاعمال الفاسدين،‮ ‬عشرات النكات بدأ الشعب المصري في تداولها منذ سنوات‮. ‬وجميعنا لاينسي ترجمة الشعب المصري للفساد والنهب والاستيلاء علي اموال وممتلكات الدولة مع بداية نكتة‮ »‬الرئيس مبارك طلب من وزير الاسكان تخصيص شقة لابنه علاء‮. ‬قال له الوزير عندي شقة في العاشر من رمضان او اخري في مدينة ‮٦ ‬اكتوبر‮. ‬رد مبارك‮.. ‬خلاص خصص له الاثنين ويفتحهم علي بعض‮«.‬الثورة ضرورة حتمية توجها فخر المصريين ان شبابهم هو الذي فجرها ونفذها‮.. ‬ولكن الا يقفز الي الاذهان أين الفوضي الخلاقة‮.. ‬الدعوة التي تبنتها كونالديزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية السابقة منذ عام ‮٥٠٠٢ ‬الا توجد اصابع امريكية خفية في كل الثورات الشعبية بالدول العربية‮. ‬والا يكفي اعتراف رايس بذلك في صحيفة واشنطن بوست مؤخرا،‮ »‬امريكا لاتتدخل بشكل مباشر في هذه الاحداث ولكنها الملهمة‮.. ‬فكيف كان الالهام الامريكي ببث افكار الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان،‮ ‬ام وصل الامر الي التخطيط والدعم والمشاركة في التنفيذ‮. ‬هذا ماهو متروك للتاريخ‮.‬الوزيرة الامريكية لم تبتكر مصطلح الفوضي الخلاقة،‮ ‬ذو الاصول الفكرية،‮ ‬ولكنها التي سعت الي تطبيقه في المجال السياسي والاستراتيجي بمنطقة الشرق الاوسط والذي تمثل ظواهرة الثورات الشعبية في صورة طبق الاصل من نظرية الفوضي الخلاقة‮. ‬فعندما اطلقت رايس دعوتها هذه عام ‮٥٠٠٢‬،‮ ‬لم تطلقها علي عواهنها دون أن تعي هدفها وكيف يمكن تنفيذها‮. ‬او تترك ذلك للصدفة او لانتفاضة شعب قد تأتي حالا او لاتأتي نهائيا‮.. ‬ما لهذا تفكر مراكز البحوث الامريكية ودوائر صنع القرار،‮ ‬وما لهذا يخطط المسئولون ليكون التنفيذ بالصدقة‮.. ‬اما عن الهدف فهو ماسوف يتوالي كشفه مع الايام‮. ‬ولكنه ليس اولا‮.. ‬ولا آخرا‮...‬،‮ ‬حرية الشعوب العربية ولاعيشها في رفاهية‮. ‬ولكنها اولا واخيرا‮.. ‬المصالح الامريكية‮..! ‬وهو مشروع التغيير الكامل في الشرق الاوسط،‮ ‬الذي وضعه معهد بحوث‮ »‬امريكا انتربرايز‮« ‬عام ‮٣٠٠٢.. ‬اهدم كل شيء‮.. ‬ومن بين فوضي الدمار يخلق النظام والوضع الجديد‮..!‬[email protected]

Comments

عاجل