المحتوى الرئيسى

صوت الصمت لم يعد عاليا !بقلم:انور الوريدي

02/24 17:28

صوت الصمت لم يعد عاليا منذ شببت أعدت أن اتخذ شعارا لي في كل مرحلة مفصلية من المراحل التي تمر بها أمتنا العربية يتناسب مع وضعها ومع الأحداث الخطيرة التي تمر بها ومع واقعها. والشعار الأول الذي اتخذته في سبعينيات القرن الماضي كان " يا أمة ضحكت من جهلها الأمم" وهذا الشعار كما هو معلوم الشطر الثاني من بيت مشهور لأبي الطيب المتنبي، وبقي هذا الشعار معي حتى الاجتياح الإسرائيلي للبنان الذي نتج عنه إخراج المقاومة الفلسطينية منه عام 1982، بعد ذلك أصبح شعاري " علمتني الأسماء لولا هذه الدول اللقيطة لم تكن بيروت ثكلى" وهو مقطع من قصيدة لمحمود درويش شهيرة بعنوان مديح الظل العالي . وبعد الغزو العراقي للكويت ثم ضرب العراق وتدمير قوته التي قد تكون شكلت أملا ما للأمة وأعطتها أملا بالنهوض صار شعاري " سقطت قلاع قبل هذا اليوم لكن الهواء الآن حامض. وهو من قصيدة درويش نفسها ، وظل هذا لشعار ملازما لي اردده دائما وأعلقه مكتوبا متصدرا بيتي وأستهل به كل رسالة أو مقالة لي ، وقد أهديته لأحد الأصدقاء بمناسبة زفافه مكتوبا بخط جميل كلوحة في إطار زجاجي جميل. وظل هذا الشعار حتى بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2001، والصمت العربي الذي كان مخيما يملأ الأجواء ويسيطر عليها ، ومع استبداد الأنظمة وخمول الشعوب العربية وضعف حيلتها أمام بطش هذه الأنظمة، ومع السكون الذي لا يقطعه شيء أعجبتني عبارة من أغنية للفنان المقاوم الملتزم سميح شقير و هي " صوت الصمت عال " فقد أصبحت شعارا أثيرا منطوقة ومكتوبة في برواز رائع معلق في بيتي، وقد قدمته هدية لأكثر من صديق وكان هي الشعار الأقرب لي وأحسست انه سيلازمني طيلة حياتي فلا أمل في التغيير ، فرغم ما نعانيه ما يعانيه أهلنا من عدو غاشم لا يرحم يقتل ويدمر ويرتكب المجازر ، ورغم إذلالنا من قوى الاستكبار والتجبر ، ورغم طغيان الأنظمة العربية وقمعها وتنكيلها وهزائمها في كل شيئ رغم فشلنا المتتالي في كل نواحي الحياة وضعفنا وقلة حيلتنا وفقرنا رغم غنى بلادنا ورغم انكسارنا ؛ فالكل صامت صامت، والصمت سيد الموقف ولا صوت أعلى من صوته. والآن و هذه الثورات المباركة وهذه الانتفاضات المدوية وهذه الأصوات الهادرة الرافضة للأوضاع الثائرة على الضعف والذل والفقر وعلى كل شيئ سلبي تهز أركان الوطن العربي وتسقط الظلم والاستبداد أصبح محتما علي أن القي هذا الشعار وأتخلص منه فلا صمت بعد اليوم ، ولم يعد للصمت صوتا، فقد خبا وضعف وسوف يتلاشى وينتهي، و ولسوف ينطلق الصوت العربي عاليا مجلجلا يملأ الآفاق، ساعيا لتحقيق آمال وطموحات الأمة العربية في الانعتاق والتحرر والنهوض والتقدم. فكل التحية والإكبار والإجلال لهذه الجموع الثائرة من الشباب العربي التي بعثت الأمل في نفوس أبناء هذه الأمة التي أطبق الياس على قلوب أبنائها ردحا طويلا، فلا سبيل إلى التقدم ولا التطور ولا الازدهار في كافة جوانب الحياة إلا بالحرية فالمكبلون لا يمكن أن يصنعوا شيئا .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل