بعد التحيةالرافضون لقانون الزمن!
غنت أم كلثوم في احدي روائعها: »تشكي مش هاسأل عليك.. تبكي مش هارحم عينيك.. يا اللي مارحمتش عنيا لما كان قلبي في ايديك.. دارت الأيام عليك« وهي كلمات تنطبق علي رباعي سجن المزرعة »العادلي وجرانة والمغربي وعز« لانهم لم يرحموا مصر حين كانوا في مواقع المسئولية، فلم يرحمهم الشعب الثائر ولم يرحمهم القانون الذي كثيرا ما سجنوه في زنزانة النسيان! وغنت كوكب الشرق في رائعة أخري: »عايزنا نرجع زي زمان.. قوول للزمان ارجع يا زمان« وهي كلمات تنطبق علي النظام السابق واعوانه واتباعه وكل الذين انتفعوا وتربحوا من وجوده.. كلمات يعيها جيدا ويتوقف كثيرا امام مغزاها كل من يقف فوق كوبري السادس من أكتوبر ليشاهد المبني المحترق للحزب الوطني - الذي كان - المبني الذي ظلت النار تأكل في جدرانه مدة ٣ أيام، وكأنها تطهر المكان من أخطاء وخطايا تم تدبيرها واتخاذ قرارها منه ضد الابرياء.. كأن أثار الحريق تقول لأهل مصر: »ليست العبرة بالدور.. ولكن بساكنيها«!.. لم يعترف النظام السابق - وحاشيته - بقانون الزمن.. لم يقتنع بمقولة: »لو دامت لغيرك ما وصلت إليك«.. توهم الذين احتكروا مصر وخيراتها سنوات طويلة لانفسهم ان عقارب الساعة لن تتحرك الي الامام.. واذا تحركت فهي تتحرك بهم ولهم دون غيرهم.. ولان فسادهم كان مسنودا بجبروت السلطة المدعومة بالمال فلم يقتنعوا بأن »دوام الحال من المحال« وان دولة العواجيز لن تدوم!قبل ثورة ٥٢ يناير ١١٠٢ كان المواطن المصري البسيط يعلم ان هناك فسادا.. فساداً يتنفس رائحته في الشارع وفي العمل.. لكنه لم يكن يتوقع ان يكون بهذا الطول والعرض والارتفاع الشيطاني.. وزراء مارسوا التجارة وحيل والاعيب السوق في قوت الشعب.. مسئولون اهملوا دورهم في تقديم الخدمات التي هي من صميم وظائفهم، وتفرغوا لارتكاب المخالفات والانحرافات.. ومحاسيب نهبوا أراضي البلد بالكيلو مترات.. ولم يتركز نهبهم في مكان واحد أو حتي اثنين - انما في القاهرة والمحافظات.. داخل العمران وعلي الشواطيء.. كل هذا والحكومة الذكية تتغني بالاصلاح الاقتصادي!. عمليات سلب ونهب جهنمية للمال العام ومؤامرة لافقار الشعب.. وأحد الوزراء السابقين يقول ان »من يملك ٠٥١ قرشا في اليوم فهو آمن علي قوته«!لو كانت حكومة د. نظيف مستوردة، ما فعلت بمصر ما فعله الذين نهبوا البلاد من الوزراء والمسئولين.
Comments