المحتوى الرئيسى

هل هو الخطاب الذي يسبق الرحيل..بقلم:جمال الهنداوي

02/23 22:22

هل هو الخطاب الذي يسبق الرحيل.. جمال الهنداوي اكثر من ساعة من الزمن..ونظارتان سميكتان ..وكتاب اخضر..وعدة اكواب من الماء..استهلكها العقيد ليتحدث الى العالم مبديا تذمره الشديد من تأخر اندلاع الحرب الاهلية كل هذا الوقت..جرذان وقطط وكلاب..ومندسين وخونة ومتعاطي حبوب ومهلوسين..وشذاذ آفاق ومجرمين..هو ما جادت به العقيد في وصف الجماهير المحتجة المناهضة لحكمه ..وكلام عن اوامر واضحة اعطيت الى الضباط الاحرار..الذين يبدو انهم تفلتوا من حوله واحتموا بقبائلهم..للقضاء على الجرذان..واخرى الى الناس بالخروج الى الشوارع زاعقين هاتفين موشحين بخرقة خضراء مطرزة بالاحمر بان لا حياة بلا القذافي.. خروج الى الشوارع لمن يحب معمر القذافي..أمر الامام..فهم ملايين كما يقول..ولن يعجزهم بضعة مئات من المدمنين على المخدرات..شبرا شبرا ودارا دارا وزنقة زنقة ستتطهر ليبيا..وزحف مقدس هو ما يبشر به العقيد..فلا يمكن لعاقل ان يسمح بان تتمزق بلاده وان تصبح في قبضة مجنون..الله..كم كنت صادقا في هذه يا ملك الملوك.. دقت ساعة الزحف والعمل والانتصار..ولا رجوع..الى الامام..الى الامام..ثورة..ثورة..ثورة..يختم العقيد كلامه..ولم يقل للشعب كيف سيفعلها.. فبعد اربعة عقود متطاولة من ارتهان ثروات الشعب الليبي في بناء قوى متناسلة من الاجهزة الامنية المتشابكة والمتقاطعة فيما بينها يأتي القائد التاريخي لثورة الفاتح العظيم ليطلب دون ان يتردداو يطرف له جفن..من الشعب ان يضبط الامن في البلاد او الاستعداد لتهديد زائف بمصير جاهد في سرد امثلة عنه من تاريخ ملتبس مستند على منطق القوة المحض.. طلب يحيلنا قسرا الى تساؤلات ما زالت مبهمة عن وجود فعلي ما للجيش الليبي..ناهيك عن المواقف التي قد يتخذها هذا الجيش..وما هذه الدولة التي لا نعرف لها وزيرا او ضابطا او شرطيا..بل كل ما هناك هي كتائب واجهزة خاصة وعقيد وابناء..مقابل شعب كسر لحظة الخوف ودق على باب الحقيقة واسقط الرعب الكامن في الجزء المظلم من وعيه المعاش.. وهل انه مع كل هذه الصور الملوثة بالدم والجثث ومشاهد الدمار والخراب, وكل روايات القتل والقصف والتنكيل التي تتسرب من تحت عباءة العقيد المحكمة الاظلام والتكميم..تكون دعوة الشعب للتقاتل ما بينهم من اجل الجلاد هي ما تفتق عنه المخيال الملتبس للنظام اللاهث لبعض الاستقرار الملتقط للانفاس المتناقصة سراعاً.. وهل بلغ السيل الشعبي الثوري زباه عند القذافي, ليجعله يتوسل الدعم من ضحاياه.. وهل هو الخطاب الذي يسبق الرحيل..وهل هي النهاية لنظام كان اقرب الى النكتة السمجة..ام هو الرماد الذي يذر في العيون.. تساؤلا تكثيرة قد لا نجد لها جوابا الان..ولكننا كل ما نستطيع ان نستشفه من خطاب القائد ..او ما نعتقد اننا وفقنا لفهمه..هو انها حرب بلا نهاية..تلك التي وعد وحذر وانذر بها شعبه ..او الرضوخ لما سوف يتخذ –او سيف الاسلام-من اجراءات يائسة يبدو انها لن تكون كافية على الاطلاق لتجنب تلك الحرب..فالنظام ما زال يفتقد الى لحظة البوح الصادقة التي تلجم ذهانه وتعيده الى خانة الاسوياء..واتساع الشق الذي احدثه الشاهنشاه الافريقي الاعظم في جسد الوحدة الوطنية الليبية قد يحتاج رتقه الى الكثيرالكثير من الخطوات..وقد يكون اولها تنحي النظام عن السلطة..والذي يبدو انه الخيار الوحيد الان..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل