المحتوى الرئيسى

أنا ليبيا ... وليبيا أنا !!بقلم:محمد السودي

02/23 22:22

أنا ليبيا ... وليبيا أنا !! بقلم / محمد السودي وحده الزعيم ... المجد ... الصخرة الصماء ... ملك الملوك ، بعض من الاسماء الحسنى التي وصف القائد الاممي نفسه بها ، أنا لست رئيسا ولو كنت كذلك لقدمت استقالتي ورميتها في وجوهكم هكذا بدأ وهو يخاطب الشباب المتجمعين بالساحة الخضراء في مدينة طرابلس وعرضهم التلفزيون الليبي بالمئات وربما اقل من ذلك ، انه ينعت شعبه بالجرذان وشبابه اليافعين بالمهلوسين ، يقول لهم من انتم ؟ اين كنتم عندما حررتكم حين كنتم عبيدا للسيد الاجنبي ، ثم يسترسل ليؤكد بأنه وحده مع عائلته من استهدفتهم الطائرات الامريكية العابرة للقارات والحدود والقصور وليسوا هم ، يزمجر القائد الرعد ضد شعبه يبشرهم بأن ما حصل حتى الان لاشي ، لم نستخدم القوة بعد ، مقابل ما ستكون عليه الساعات والايام القادمة ، مئات القتلى الاف الجرحى ، سقوط المدن ، انفلات الحدود ، استقالات السلك الدبلوماسي بل انضمام وزراء حكومته ورفاق دربه ، عبد الفتاح يونس عضو مجلس قيادة الثورة وزير الداخلية الذي كان يعتقد بأنه مختطف ويسترشد بنضالاته وعطائه اللامحدود ظهر على القنوات الفضائية الى جانب ثورة الشعب الغاضب يسعى الى ان تكون ليبيا حرة تبني حاضرها ومستقبل اجيالها القادمة ، ويدعوه الى الحكمة والانصات الى صوت الشعب الثائر . الجنرال في صومعته لا يدري ان كان بقي معه احد يقف الى جانبه ، سوى وحدات الموت الخاصة وبعض حاشية الارتزاق بعد ان قصفهم بالطائرات الحربية والمروحية ، ويبدو انه لا يعلم لماذا لجأ الطيارين الليبين بطائراتهم الحربية والعامودية الى مالطا المجاورة ثم اغلق المجال الجوي في مدينة طرابلس . يتوعد القائد بالزحف العظيم ليطهر ليبيا من شعبها من بيت الى بيت وشارع وزنقه ومدينة اعتبارا من الان دقت ساعة العمل ، فارفعي راياتك البيضاء يا بنغازي ، ويا ترهونه ، ياطبرق ، ياسرت قبل ان تواجهي مصيرك الاسود ، ما عليك ايها الجيش الذي وقفت الى جانب ثورة الشعب سوى تسليم اسلحتك ، ايتها القبائل اخرجي معلنة الولاء واعلني على الملأ خوض الحرب على القبائل الاخرى المتمردة فان " سيف الاسلام " سوف يصل ومعه كتائب التحرير وجحافل الوحدات الخاصة ، واعلموا بانه سوف يقاتل حتى اخر طفل حتى اخر طلقه .. حتى الرمق الاخير ... اليوم سوف يشكل الزعيم لجانا ثورية جديدة ، فلا بأس في ذلك ايها الشعب الليبي ان لم تكونوا راضين عن اللجان السابقة التي اصابها الفساد والترهل وحوّلت المؤسسات الى مرتع للتنابل ، هانحن نلبي رغباتكم في التغيير نشكل لجان للامن ، لجان للدفاع عن الممتلكات العامة والخاصة لجان لحماية الاخلاقيات العامة وسيكون لها علامة فارقة للتعريف عن نفسها ، اما هؤلاء الشباب اللذين اخذتهم الحماسة بالتقليد لثورتي الشعب في تونس ومصر ، وتم استدراجهم من خلال الحبوب المخدرة ، فسوف نعالجهم ويصبحون رجالا منتجين ضباط وموظفين ولن نحاسبهم على افعالهم انما سنحاكم اؤلئك اللذين يقفون وراء هذه الاعمال . لقد تعامل النظام الليبي مع القضايا العربية باستخفاف مطلق من خلال تفرده بالافكار الغريبة عن شعوب المنطقة انفق عليها المليارات وتفسيره الخاص الذي لا يبتعد عن الطرفة ،واصبح نقطة استقطاب لكل ما هو خارج عن القانون ، وبدّل من تحالفاته بسرعة فائقه من احتضانه لحركة التحرر العربية وفي مقدمتها الحركة الوطنية الفلسطينية يستثنى من ذلك العلاقة مع القيادة الرسمية في منظمة التحرير الفلسطينية الى استبدالها بحركات واحزاب التحرر العالمية ، وبالتالي تسليم ملفاتها في نهاية الامر الى الدول المنحدرة منها اصول هذه الحركات كما حصل على سبيل المثال مع الجيش الجمهوري في ايرلندة ، اما علاقاته العربية العربية ظلّت بين شد وجذب الى ان تخلى عن عروبته بالكامل باعتباره منتميا لافريقيا، وان القارة الافريقية تشكل ارضية خصبة لافكاره وطموحاته ، حتى لقب نفسه بملك ملوك افريقيا ، بينما سارع بتسليم اسلحته المتطورة منها ما يتعلق بالابحاث النووية للاغراض السلمية والصواريخ الروسية البالستية البعيدة المدى . ان حماية الشعب الليبي في هذه الظروف الصعبة باتت تشكل ضرورة ملحة ، بعد الذي حصل منذ 17 فبراير ولغاية الان ، فالامور مرشحة للانهيار الكامل وارتكاب مجازر ومذابح لم تعرفها ثورتي الشعب في مصر وتونس بالرغم من الضحايا وهدر الدماء التي اسيلت على ايدي القوات الامنية او مجموعات البلطجية الخارجة عن القانون ، لا ينبغي السماح لغرور واهواء هذا الرجل المصاب بجنون العظمة ، قد يدمر ليبيا ومنجزات الشعب الليبي وتصبح اطلالا يجلس فوقها ، لا شي يقف عائقا امامه سوى الفعل العربي الموحد من خلال اجراءات ملموسه اكثر من بيانات الادانة والشجب بالرغم من ظروف الدول المحيطة بليبيا حيث تشكل الاحتجاجات والمطالبة بالتغيير السمة المشتركة بين هذه الدول ، ان الخشية من التدخل الاجنبي المباشر في ليبيا وارد الان لاكثر من اعتبار على رأسها الاستيلاء على ثروة البلاد التي كانت ولازالت محط اطماع الكثيرين ولهذا فان تعبئة الفراغ الحاصل يجب ان يكون عربيا بالتعاون مع الامم المتحدة والمنظمات العربية والاتحاد الافريقي الذي يشكل ضمان عدم غزو ليبيا من قبل الولايات المتحدة الامريكية والقوى المتحالفة معها . اليوم والمنطقة العربية تشهد زلزال التغير لابد من الاستجابة لمطالب الشعوب وتقليل الخسائر وعدم الارتهان على عامل الوقت خاصة ان المطالب الشعبية قد تجاوزت عمليات الاصلاحات التجميلية ، وما هو ممكن الان يصبح غير ممكن في الغد ، كل ذلك يجري ليس بعيدا عن مخططات وبرامج كانت معده منذ وقت طويل باتجاه التقسيم واضعاف عوامل القوة والمصير المشترك ، واحلال الفوضى محله ، وبالتالي فان الفرصة متاحة الان لتحولات ديمقراطية حقيقية تلبي طموحات الشعوب وترفع من مستواها المعيشي وتؤمن فرص العمل للشباب الذين يرغبون ان تتاح لهم امكانية الاطمئنان على مستقبلهم في اوطانهم ووقف سيل الهجرة الى الخارج بحثا عن حياة افضل ، ربما يكون هناك وقت ، ولكن لكل شيئ وقت محدد . هناك من يعيش في غيبوبه عصر الامبروطوريات ويكرر ماقالوه في الماضي على نفس الوتائر ولكن في وقتنا الراهن .. أنا ليبيا ... وليبيا انا ... عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل