المحتوى الرئيسى

ليبيا ... النصر صبر ساعة بقلم:محمد أبو كويك

02/23 22:22

ليبيا ... النصر صبر ساعة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فإن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لما حل بأهلنا في ليبيا لمحزونون . لا أعرف كيف أبدأ ولا من أين أبدأ ، ولكن... لابد لي أن أبوح عما يجول في خاطري ، أنفس عما يدور في وجداني، علني بذلك أكون قد قدمت شيئا يسيرا لمن يقدم روحه رخيصة في سبيل الله وفي سبيل الكرامة والحرية . إن المتابع لما جرى ويجري في ليبيا العزة ، لا يشك لوهلة ، أنها جرائم حرب ربما فاقت ما يفعله اليهود في فلسطين والأمريكان في العراق وأفغانستان . لقد عشنا الحرب في غزة وكان الواحد من أهل غزة ينتظر الموت في أي لحظة، ومع ذلك فقد كان عدد القتلى يقارب الثلاثة آلاف في مدة تتجاوز العشرين يوما ، أما أن نسمع أن عدد القتلى في ليبيا بالمئات في بضعة أيام ، فهذا أمرٌ خطير للغاية، لا يبشر بخير، ولا يمكن السكوت عليه. وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند لم يكفي للقذافي لعنه الله اثنان وأربعون عاماً من الظلم والإرهاب والاضطهاد، فأراد أن يجعل ختام هذه الأعوام - مسك - دماء، أشلاء ، مجازر ، بيوت مهدمة ، أراضي مقفرة جرداء . يريد أن يحرق الأخضر واليابس ، يستوحش في قصف المدنيين الليبيين ، وهذا الأمر إن دل على شيء فإنما يدل على مدى استخفافه بالدم الليبي ، بل واستخفافه بالأمة الاسلامية جمعاء. نصّب نفسه إلها من دون الله ، يأمر وينهى ، يهب لمن يشاء الحياة ويسلبها من آخرين ، هو وحده الذي يقرر من يستحق أن يعيش ، ولن يعيش إلا من يبصم للقذافي بالعشرين ، والشعب الليبي عبيد عنده، يجب عليه أن يسجد له ، ويقرأ في صلاته من كتابه المقدس –الكتاب الأخضر-هذا هو حاله منذ اثنين وأربعين عاماً. هذا هو حاله فعلاً وهذه هي النفسية التي يعيش فيها ، يعيش بنفسية أنه إله خالد مخلد لن يموت ، هو الذي أوجد ليبيا من عدم ، وهو الذي زرعها وفلحها ، وقال للسماء أمطري فأمطرت وأينع الحصاد ، ولم يبق سوى شجر- المعكرونة -على رأيه ، وهو الذي أمر الأرض أن تفيض بالذهب الأسود، وهو الذي أوجد الناس من عدم ، فأطعمهم من جوع ، وسقاهم من ظمأ وآمنهم من خوف !!!!!!!!! وبعد كل هذا يكفر الشعب به ! ويثور عليه ! فعلا إن هذا لعجب عجاب !! فعلا إن هذا الشعب الكافر بالقذافي يستحق جهنم ! يستحق الإعدام شنقاً بالرصاص !! يستحق أن تنهمر عليه القذائف كالمطر! وأن تنفجر الأرض من تحت أقدامهم! يستحق أكثر وأكثر!!!! هذه يا أمتي هي النفسية وهذا هو الشعور الذي يعيشه القذافي في هذه اللحظة ، ألم يقل سيف الإسلام – سيف البهتان- : " إن القذافي ليس زعيماً تقليدياً أو كلاسيكياً كمبارك أو بن علي " ولذلك علينا أن نتوقع المزيد من هذا ، خصوصاً بعد تهديده للشعب الليبي بالزحف المقدس نحو بيوتهم ليطهرها بيتا بيتا . إنني لا أسوق هذه المعطيات لأثبط أحفاد عمر المختار كلا والله ، وإنما لأكشف بعض الحقائق ، حتى تتجلى الصورة للعيان. ولكي أدفع في قلوب أهلنا في ليبيا العزيمة والإصرار على مواجهة هذا المجرم . لقد أرادها الشعب الليبي ثورة سلمية ، وأرادها القذافي وابنه وحشية ، دموية ، حربا أهلية . لذلك عليكم شعبنا وأهلنا في ليبيا الصمود ، من الثبات والتحدي والتصدي لمؤامراته الخبيثة ، دافعوا عن أنفسكم وبيوتكم ، وأولادكم ، وأعراضكم. وإياكم أن يثنيكم هدير المدافع وأزيز الطائرات عن هدفكم المنشود ، فلا تخافوا من صوت الرصاص والقنابل والصواريخ ، فالصاروخ أو الرصاصة أوالعبوة التي ستقتلكم لن تسمعوا صوتها. واستشعروا أهلكم في غزة كيف كانوا يعيشون الحرب ، واستشعروا إخوانكم المسلمين المضطهدين في بقاع المعمورة ، فأنتم لا تختلفون عنهم شيئا . إن مدمر القذافي اليوم يتنفس أنفاسه الأخيرة ، وقد ألقى كل ما في جعبته، ولم يبقى شيء لديه ، وما بعد الليل المظلم الحالك إلى نور فجر يتسامى، فاصبروا وصابروا واستعينوا بالله. وقد آن للأمة الإسلامية أن تنفض عنها غبار الذلة والمهانة ، وأن تعرف حقيقة حكامها الخونة المتآمرين ، الذين يشكلون حصناً منيعا لليهود والأمريكان . فهؤلاء الحكام هم أدوات بيد أعدائنا يحركها الأعداء كيفما شاءوا ، فلم يتجرأ القذافي أن ينبس ببنت شفه لليهود إبان حربهم على غزة، فضلا على أن يحلق بطائراته الحربية ويقصف، بل هو أجبن من ذلك ، بل وأكاد أجزم أن أمريكا لو فكرت باحتلال ليبيا ، لن يُطلق القذافي ولا مرتزقته طلقة واحدة بل ،سيؤمن لها طريق الدخول . فهذا هو القذافي نفسه الذي أمر قواته بقتل أكثر من ألف سجين في سجن أبو سليم في عام 1996 و هذه هي المجزرة التي لا تزال تشعل الكثير من الغضب في نفوس الليبيين . وهو الذي حرف القرآن ، وضيع الأوطان ، وسلب كرامة الإنسان ، فلا دين له ولا إيمان ، وقد آن الأوان ، ليتولى القذافي منصبه الجديد، من سلطان الزمان إلى كلب في حديقة حيوان. فهذه هي سنة الله في خلقه ، قال تعالى : { وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ"} (محمد: 38) فقد تولى القذافي وتولى ، وها نحن على أعتاب تاريخ يُكتب من جديد ، يكتبه الليبيون بدمائهم وأرواحهم . لـكل شـيءٍ إذا مـا تـم نقصانُ --- فـلا يُـغرُّ بـطيب العيش إنسانُ هـي الأمـورُ كـما شاهدتها دُولٌ --- مَـن سَـرَّهُ زَمـنٌ ساءَتهُ أزمانُ وهـذه الـدار لا تُـبقي على أحد --- ولا يـدوم عـلى حـالٍ لها شان وقد شاءت قدرة الله عز وجل أن يذل ويفضح هذا المدمر القذافي أمام رؤوس الأشهاد ليكون آية وعبرة لمن خلفه ، لعل من بعده يعتبر ، إن كان في قلوب من بعده ذرة إيمان، قال تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} (يونس:92) وفي الختام ،، لا يسعني سوى أن أدعوا الله عز وجل ، أن ينصر شعبنا الليبي المسلم على القذافي وجنده ، وأن يرحم شهداءه ويشفي جرحاه إنه على كل شيء قدير. وليعلم الشعب الليبي المسلم أن أحرار الأرض يتمنون أن يعيشوا معكم هذه اللحظة التاريخية الحاسمة ، وأن يذودوا عنكم بصدورهم ولكن قدر الله . وأقول لأمتي الإسلامية وخصوصا لمن بمقدوره تقديم أدنى شيء لأهلنا في ليبيا ، ولو بالدعاء وقصر أقول لهم: كم يستغيث بنا المستضعفون وهم --- قـتلى وأسـرى فما يهتز إنسان؟ لمـاذا الـتقاُطع في الإسلام بينكمُ --- وأنـتمْ يـا عـبادَ الله إخـوانُ ؟ رحم الله شهداء شعب ليبيا وشفى جرحاه ، ونصره على من آذاه وكتبه محمد تيسير أبو كويك (شكوكاني)

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل