المحتوى الرئيسى

كتائب ليبية ووزير الداخلية ينضمون للثوار.. والقذافي في عزلة

02/23 13:59

طرابلس- وكالات الأنباء:أعلن وزير الداخلية الليبي اللواء الركن عبد الفتاح يونس العبيدي استقالته من جميع المناصب التي يتقلَّدها وتأييده لثورة الـ17 من فبراير، ودعا- في تسجيل صوتي- القوات المسلَّحة إلى الانضمام للثورة والاستجابة لمطالب الشعب. وكان القذافي ذكر العبيدي عدة مرات في خطابه باعتباره قائدًا إلى جانبه لمسيرة ليبيا على مدى سنين طويلة، وأنه قاتل معه الأمريكيين والسادات، زاعمًا أن أهالي بنغازي قد اعتقلوه وأطلقوا عليه النار وأنه مجهول المصير. وانضمَّت كتائب الجيش الليبي في منطقة الجبل الأخضر إلى ثورة الشعب، في حين نشر الجيش الليبي أعدادًا كبيرةً من الجنود بمدينة مصراتة غرب طرابلس، بعدما دمَّر محتجون جميع مكاتب أجهزة الأمن في المدينة. وأعلن الناطق العسكري باسم القوات المسلَّحة بقيادة منطقة الجبل الأخضر الانضمام الكامل للجيش في منطقته إلى الشعب، وقال في بيان: "نحن ضباط وجنود القوات المسلَّحة بقيادة منطقة الجبل الأخضر نعلن انحيازنا الكامل لثورة الشعب، وسنعمل على ضمان حفظ الأمن في المنطقة، والله ولي التوفيق". وفي هذه الأثناء أصدر ثوار السابع عشر من فبراير الليبية بيانًا علنوا فيه عدم شرعية النظام الليبي الحالي, وبناء دولة ليبيا المدنية الموحدة كاملة السيادة. وأهاب البيان- الذي قرأه ممثِّل ثوار السابع عشر من فبراير فرج الترهوني- بكل الدول والهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية لأداء واجبها الإنساني تجاه الشعب الليبي، ووقف ما أسماها الإبادة الجماعية التي ترتكب ضده. وردَّ المتظاهرون في مدينة بنغازي شرق ليبيا على خطاب العقيد معمر القذافي، الذي توعَّد بتصفية المحتجين، برمي الأحذية على شاشة ضخمة ظهرت عليها صورته قرب محكمة شمال بنغازي؛ حيث يعتصم المتظاهرون، في حين اعتبر نشطاء في مدن بنغازي والبيضاء ودرنة ومصراتة أن كلمة القذافي هي الأخيرة، وتفصله ساعات عن نهاية نظامه. وعلى الصعيد الميداني نقل عن معارض ليبي قوله إن بارجتين مواليتين للقذافي قصفتا مدينة بنغازي بعد إلقائه خطابه أمس، ورفضت بارجتان أخريان أوامر القذافي واتجهتا إلى سواحل جزيرة مالطا القريبة. وكان شهود عيان أكدوا وقوع اشتباكات وإطلاق نار كثيف في عدة أحياء بالعاصمة الليبية طرابلس، بعد خطاب القذافي الذي توعَّد فيه المتظاهرين "برد ساحق" حتى الموت. وفور انتهاء كلمة القذافي مساء أمس اندلعت اشتباكات في حي بن عاشور في طرابلس، كما وقع إطلاق نار كثيف في شارع الجمهورية وسط العاصمة وفق مصادر لـ(الجزيرة). وأكد شاهد عيان إطلاق رصاص من المدافع الرشاشة في حي الأندلس والدريبي من قبل من وصفهم بالكتائب الأمنية واللجان الثورية الذين جابوا المنطقة بالسيارات، في حين اختفى المتظاهرون داخل الأزقَّة. وقال الإعلامي الليبي المقيم في الخارج محمود شمام إنه وفقًا لمعلومات مؤكدة وصلته فإن القذافي أحرق الجثث التي كانت ملقاةً في شوارع طرابلس، وبدأ أنصاره حملة تنظيف لمحو آثار القصف، وما ارتكبته الميليشيا الأمنية والمرتزقة بحق المتظاهرين. وقالت مصادر إن العاصمة الليبية تخضع لحصار أمني محكم من قبل ميليشيا أمنية ومرتزقة أجانب موالين لنظام معمر القذافي؛ لمنع وصول محتجين من مدن أخرى تحركوا لدعم المتظاهرين في طرابلس المطالبين بإسقاط القذافي.  الشعب الليبي يطالب بإسقاط الطاغية القذافي وفي تصعيد للاحتجاج قالت هيئة ليبية تسمِّي نفسها "لجنة التنسيق الوطني" إنه إذا تعاونت الأسرة الدولية على فرض حظر جوي على ليبيا فإن ساعة الصفر لتطهير البلاد من هذا النظام المجرم تكون قد حانت، ودعت سكان طرابلس إلى الخروج والتوجه نحو معسكر باب العزيزية للمواجهة النهائية مع النظام الحاكم.  وخارج العاصمة طرابلس أكد جنود انضمُّوا للمحتجين وشهود عيان؛ أن شرق ليبيا بجميع مدنه لم يعد تحت سيطرة القذافي، بعد أن انتشرت "الثورة مثل النار في الهشيم في أنحاء البلاد". من جانبه قال وزير العدل الليبي المستقيل مصطفى عبد الجليل إن المنطقة الشرقية حرَّرت نفسها تمامًا من قبضة نظام القذافي، موضحًا أن شباب الثورة بمدينة البيضاء ألقوا القبض على أكثر من 400 أسير من المرتزقة من تشاد والنيجر. وفي إطار العزلة التي يفرضها الديكتاتور الليبي على نفسه أدان مجلس الأمن الدولي استخدام القوة ضد المتظاهرين المسالمين في ليبيا، ودعا إلى محاسبة المسئولين عن ذلك، في حين أعلنت دولة بيرو تجميد علاقاتها مع طرابلس لقمعها المتظاهرين السلميين. وأصدر المجلس المكون من 15 دولة بيانًا قرأته رئيسة المجلس سفيرة البرازيل ماريا لويزا ريبيرو فيوتي، وأعربت فيه عن "القلق العميق" بشأن الوضع في ليبيا، ودعت إلى محاسبة المسئولين عن استخدام القوة ضد المدنيين. وقالت فيوتي: إن "أعضاء مجلس الأمن يدينون العنف واستخدام القوة ضد الشعب، ويستنكرون قمع المتظاهرين السلميين"، وأضافت: "أعرب أعضاء المجلس عن عميق الأسف إزاء مقتل مئات المدنيين، وطالبوا بوقف فوريٍّ للعنف والقيام بخطوات أولية لتلبية المطالب المشروعة للشعب". وكان المجلس عقد مشاورات سرية، وقام وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون السياسية لين باسكو بإطلاع أعضاء المجلس على التطورات على الأرض في ليبيا؛ حيث يواصل أفراد الأمم المتحدة عملهم. وفي تطور لافت، أعلنت بيرو تجميد العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا لتصبح أول دولة تتخذ مثل هذا الإجراء، وسط حملة دموية لقمع الثورة الشعبية التي تسعى للإطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي. وقال رئيس بيرو ألان جارسيا- في بيان صحفي-: "بيرو ستجمد كل العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا إلى أن يتوقف العنف ضد الشعب". وأضاف أن "بيرو تحتجُّ بشدة ضد حملة القمع التي شنَّتها دكتاتورية معمر القذافي ضد أبناء الشعب؛ الذين يطالبون بإصلاحات ديمقراطية لتغيير الحكومة التي ظلت تقودهم على مدى 40 عامًا من قبل الشخص نفسه". وقرَّر مجلس جامعة الدول العربية وقف مشاركة الوفود الليبية في اجتماعات الجامعة وجميع مؤسساتها؛ احتجاجًا على استخدام العنف ضد المتظاهرين الليبيين. وقال مندوب العراق في الجامعة قيس العزاوي إن المجلس تضمَّن عدة فقرات؛ أهمها التنديد بالجرائم المرتكبة ضد المظاهرات، والاحتجاجات الشعبية السلمية الجارية في العديد من المدن الليبية والعاصمة طرابلس. ودعا المجلس إلى "الوقف الفوري لأعمال العنف بكل أشكاله، والاحتكام إلى الحوار الوطني، والاستجابة للمطالب المشروعة للشعب الليبي واحترام حقه في حرية التظاهر". وطالب المجلس برفع الحظر المفروض على وسائل الإعلام" في ليبيا، كما رفض الاتهامات الليبية لرعايا بعض الدول العربية بالمشاركة في أعمال العنف بليبيا. وقال المجلس في بيانه إنه "قرر وقف مشاركة وفود حكومة الجماهيرية العربية الليبية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، إلى حين إقدام السلطات الليبية على الاستجابة" لمطالب المجلس.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل