المحتوى الرئيسى

كارم يحيى : جامعة ووزارات خارجية القتلة .. تحية لثوار ليبيا والبحرين و الجزائر واليمن

02/23 10:31

مقالات الثورة وميدان التحرير (8)العمل الدبلوماسي المحترف المحترم بالأصل هو تمثيل الدولة لا الحاكم الفرد و عائلته وحكومته وأجهزة أمنه. وعندما لا تمثل الحكومات إرادة شعوبها ـ كما هو في الحالة العربية ـ فان الدبلوماسيين يعانون المزيد من التمزق والانفصام يضاف إلى ما هو قائم بين ما عاينوه خلال عملهم بالخارج من ديمقراطية وحقوق مواطنه و بين ما يجرى عكس ذلك داخل أوطانهم . في مصر مدرسة دبلوماسية عريقة يمتد تاريخأرمن. القرن التاسع عشر ، خرجت ولا تزال دبلوماسيين وطنيين محترمين، من أمثال الصديق الراحل ” أنس مصطفى كامل “.بدأت إبان عهد ” محمد على ” بدبلوماسيين أرمن . ثم سرعان ما جاء المصريون ، فأطلق مؤرخون وباحثون عليها المدرسة الوطنية للدبلوماسية المصرية. لكننا للأسف لم نر أثرا لهذه ” الوطنية ” فيما كان يجرى من قتل المصريين برصاص الدكتاتور ” مبارك ” . وزير الخارجية نفسه ” أحمد أبو الغيط ” ذهب قبل عشرة أيام من اندلاع ثورة 25 يناير إلى أن القول بمكانيه تكرار ثورة تونس في مصر “كلام فارغ ” . و عندما اندلعت الثورة خرج المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ” حسام زكي ” ليكذب ويقول بكل صفاقة:”المظاهرات خرجت في حماية الشرطة.. و المؤسف هو أن أحد الجنود لقي مصرعه بعد تعرضه للضرب على أيدي المتظاهرين”.. هكذا. ومن قبل كانت وزارة الخارجية المصرية صامته صمت التواطؤ وعلى مدى نحو شهر كامل تجاه قمع الدكتاتور “بن على ” للشعب التونسي خلال “ثورة الياسمين” .بل أن الوزير ” أبو الغيط ” في ذروة اشتعال الثورة قام بزيارة تونس وسلم دكتاتورها رسالة من دكتاتوره ” مبارك ” . و في ظل حكومة تسيير الأعمال برئاسة تلميذ الدكتاتور الفريق “أحمد شفيق ” ستصمت وزارة الخارجية صمت التواطؤ والعار تجاه ما يجرى في ليبيا والبحرين والجزائر و اليمن، وقد امتدت إليها روح الثورتين التونسية والمصرية. وفي كل قطر شقيق منها سالت دماء وارتكبت مجازر و جرائم ضد الإنسانية و استخدمت ذات التفانين القذرة التي حاولتها دولة الاستبداد والفساد في مصر من إطلاق الرصاص الحي إلى قطع وسائل الاتصال و الانترنت و منع سيارات الإسعاف وإشاعة الفوضى والتخريب و اتهام الثوار بأنهم يعملون لأجنده أجنبيه واللعب بورقة الطائفية وغيرها من أساليب الاستهانة بروح الإنسان وكرامته . أما الجامعة العربية فحالها من حال دبلوماسيي الطغاة القتلة ، وعلى رأسها السيد ” عمرو موسى ” الذي طالما صمت وتواطأ على قمع شعبه و الشعوب العربية على مدى عمله وزيرا لخارجية مصر بين عامي 1991 إلى 2001 ثم أمينا عاما للجامعة منذ ذلك الحين . و في عهده كانت اجتماعات جلادي الشعوب وزراء الداخلية الأكثر انتظاما و فاعليه . بل انه تقاعس عن زيارة قطاع غزة المحاصر منذ نجاح ” حماس ” في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 وحتى تفضل بزيارتها زيارة خاطفة خجولة ووحيدة في يونيو 2010. يستحق الدبلوماسيون الليبيون الذين انشقوا على سفاح ولص ليبيا ” معمر القذافي ” صديق السفاح واللص ” مبارك ” التحية ولو أن خطوتهم جاءت متأخرة . أما وزارات الخارجية و جامعة الدول العربية فهي تستحق الرثاء والأسى . و بالقطع فانه إذا ما قدر لثورات العرب في عام 2011 أن تنجز القطيعة مع نظم الاستبداد والفساد والتبعية فانه سيكون على الشعوب وممثليها في حكومات منتخبة ديمقراطيا إعادة بناء وزارات خارجيتها على أسس جديدة . وقد يكون من بينها قصر الاستعانة بالعسكريين في الوزارة والسفارات على الملحقيات العسكرية والفصل بين الوزارة وبين أجهزة المخابرات والأمن . وحينها يمكن إعادة النظر في جامعة الدول العربية . ولا نستبعد وقتها بزوغ نظام عربي جديد سيكون مسيئا له الاحتفاظ بالجامعة على ما كانت عليه أو حتى الإبقاء على اسمها. صحفي بالأهرام في 21 فبراير 2011مواضيع ذات صلة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل