المحتوى الرئيسى

الخروج من عنق الزجاجة بقلم:أمل فؤاد عبيد

02/22 20:26

في بدء التحولات السياسية / الاجتماعية ..يتقدمنا سؤال أيهما اسبق إلى الظهور .. فيما يبدو أن الجدل بينهما يبقى رهن مرحلة تتقيد بمفهوم السطوة .. أو لمن يكن له اليد الطولى في تأسيس بدايات التغيير والتحول .. وأيهما سيكون هو المنظم للآخر .. هذا السؤال يجعلنا نتخطى حدود الانطباعية والسجالية عند التحليل .. والواقع هو أكبر منظر للفكر في حقيقة الأمر .. وهو الذي يقدم لنا مبتديات الشروط الأولى له .. في تجربتنا الجديدة نوعيا والتي تتقاسمها عدة أطراف خارجية / داخلية .. يتحاورنا عدة نقاط .. افترض أنني سبق وأن قدمتها في بحث الديمقراطية ..كتنظير أولي .. مستعينة بتجارب بعيدة البعد عن واقعنا العربي .. ولكن بقيت شروطها رهن الحالة الشرق/ أوسطية.. ولم يعنيني تداول الخطاب السياسي بقدر ما كان يعنيني فعل التجربة السياسية على مستوى القاعدة الأعظم وشروط تداولها .. وكيفية تحديد الأجندة السياسية وعلائقها الداخلية / الخارجية .. وكان من ضرورات الفعل السياسية وجود النخبة / المهمشين .. وانقسام شروط اللعبة السياسية بينهما .. في حين جاءت نتائج البحث غاربة في بحر الظلمات .. لا أجد مبررا لتسمية الأنظمة التعسفية بغير اسمها .. في حالتنا اليوم قد تحقق شرط أولي لبد انحسار الخسارات على مستوى الشعب ..ومن ثم أبقى على ما توصلت إليه في حقيقة بند من أهم البنود التي استجمعت فيها أهم ضرورات الفعل السياسي وهو الرأي العام قياسا بأي إعلان يعتمد في ترويجه وتحقيقه أهدافه على الرأي العام .. وممثل الرأي العام لا يكون بالضرورة فقط شرط الرضا وإنما هو شرط السلم السياسي أيضا .. وبقي في هذا وما يتعلق به ضرورات السياسة الخارجية وما يترتب عليه من أمور ..والسياسة الدولية تفرض أحيانا شروط تتبدل معها ضرورات السياسة الداخلية وما تفرضه من سياسة خارجية .. في تجربتنا اليوم يتغير الأمر لصالح الصوت الأعلى والأهم اليوم .. والذي بقي أعوام بل أجيال مغيب عن الفعل السياسي أو المشاركة السياسية .. ويبقى أمامنا اليوم وبعد تحقيق أهم شرط في انحسار الدائرة المغلقة والتي كانت تلعبه الحكومات في تشريعاتها وتنظيم الوسائل المقررة في انتخاباتها وسبل تحقيق الشكل الحضاري للفعل السياسي .. دون تحقيق الغاية المقررة من شرط وضرورة الاختيار الحر والنزيه .. إنما بدا للجميع التسليم المفرط لسلطة نيابية مفوضة لها من كافة الشعب المغيب في ذات الوقت .. هذه الشكلانية وهذا التهميش بقي سنوات يحكم في الشرق الأوسط .. والتوقعات اليوم تصبح رهن مدى ما سيحدث من تغيرات وتبدلات في موازين القوى الداخلي وتأثير ذلك على العلاقات الخارجية والموقف الدولي مما يجري وما سوف يجري في ما بعد .. لقد تخيرت مضمونة المنظمات المتقدمة والتي تعتمد شرط الوعي والإدراك فيما يخص الدور الحيوي للفرد / الجماعة في استنهاض فاعلية الورقة السياسية التي يمتلكها حال مزاولة فترة الانتخابات .. كما أن الفعل السياسي / المشاركة السياسية تبقى رهنا أيضا للفعل المعرفي لضرورات الأبعاد الإستراتيجية التي تلحق بالأجندة السياسية التي سوف يتم تقريرها بناء على الاختيارات بين بدائل عديدة .. والفهم ضرورة لتحمل المسؤولية ..فلا يجوز للشعب أن يتحمل قرارات لا يشارك في صنعها أو وضعها ومن ثم يتحمل مسؤولية نتائج هو ليس مقرا لها وبها .. ومن ثم من ضرورات الفهم والمشاركة السياسية هي الشعور بالمسؤولية أمام نتائج ما بترتب عليه الفعل السياسي أو الأجندة السياسية بشكل عام .. في تجربتنا اليوم يكون لزاما أن نعي دور الفرد / الجماعة / الشعب من ثم في تحول قراراته ..وأيضا معرفته ووعيه التام بمجريات الأحداث فيما يقع تحت طائلته ومسؤوليته التامة .. ومن ثم قد يتحمل تبعات ما يختار .. من ناحية أخرى لابد من النظر لما يحدث أنه يقدم تفسيرات لما سبق كما انه يقدم في آن تنظيرا جديدا لسلوك الشعوب ونهجها الجديد وإمكانها المضمر الذي بدا يتحقق بأداة الفرض والظهور والحضور على الساحة وهو الحقيقي بالفعل والذي من المفترض انه الطبيعي فيهم .. لعلنا نلمس تغييرا على مستوى خريطة الشرق الأوسط بالفعل .. وغيره ..لان استواء الدول الغربية أيضا أو الأوروبية ليسعفنا في تحقيق مستوى ديمقراطي مرغوب فيه في مرحلتنا الصعبة .. في وقت أصبحت التنازلات مقابل حقائق الأمور هي الصورة الحاضرة على مستوى الفعل السياسي ومن ثم على المستوى القومي والشعبي والدولي .. أعود إلى مبحث الديمقراطية فأنهج نهج الدقائق في تحليلي ويسعفني في ذلك .. أنني قد أعتبر أن بداية شعور الفرد / الشعب بنفسه لهو ضرورة من ضرورات تخطي سلبيات تداول السلطة وانحرافاتها عن تحقيق مستوى معرفي وضروري ومتوازن للشعب .. لذا أقول أن هذه الثورة التي تعتبر نوعية في تحقيقها ..لأنها ليست فقط نتيجة تراكمات سلبية .. وأيضا تراكمات ايجابية .. فلم يعد هنا في مقدور احد أن يؤجل أو يعمل على تأجيل انحرافات الوعي لدى الشعوب واقصد بانحرافاته عن المعهود فيه من سلبية وتجاوز لحقوقه ... من ناحية أخرى وما استجمعه من مدخلات قيمية ومفاهيمية وانطباعية أخذت تؤثر في فكره وعقله ..وتغير من ثم في سلوكه ..لا يجوز لنا أن نغفل هذه المدخلات الشعورية والفكرية ..ولربما جاءت الفرصة واللحظة التي تستنهضه وتدفع به للتغيير وإصلاح وضعه متخليا عن فكرة الحاجة للقائد أو الحزب / القائد .. وهو ما يمنح هذه الثورة ومثيلاتها قيمة لها بعد أخلاقي بالدرجة الأولى ..إذ أن هذا يفترض مسبقا إرادة واعية جماهيرية لا تساق أنما تفرض وعيها وتحدده بنفسها وهو ما كنت أؤكد عليه بالنسبة للمنظمات المتقدمة في تجييش وتسييس العقول الحرة .. أو لخلق عقول حرة بالدرجة الأولى . تعتمد فكرة المنظمات لدي على البوصلة المنظمة والباعثة على الفهم والإدراك لفرضيات اللعب السياسي ..وأقول اللعب .. لأنها في نهاية الأمر تمثل تجاوزات ولغة تفترض في جانب لها واقعية ومصداقية ..وجانب أخر افتعالية أو مراوغة .. ومن ثم لا يمكننا سوى القول باللعبة السياسية والمفترض أنها تستجمع أطرافها أو خيوطها في نسيج متناسق ومنسجم مع ذاته ولوه ملمس يشعر دوما بالنعومة والحميمية .. على أن يكون في ذات الوقت غير قابل للاختراق أو غيره من وسائل الإضعاف أو الوهن .. وللحديث ..بقية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل