المحتوى الرئيسى

القذافي يستعين بالمرتزقة وقطر تبادر بالشجب!!بقلم: زياد ابوشاويش

02/22 20:26

القذافي يستعين بالمرتزقة وقطر تبادر بالشجب!! بقلم: زياد ابوشاويش يبدو أن الزعيم الليبي على وشك الرحيل رغم المعلومات التي تشير لوجوده في غرفة عمليات محصنة قرب مطار طرابلس الدولي، والأرجح أن يكون هذا الرحيل دموياً وبطريقة غير كريمة تمسح كل تاريخه "الثوري" الذي جاهد لتأبيده عبر 42 سنة من حكمه لليبيا. حين يأمر أي قائد أو رئيس بقصف الشعب الذي يقود والمدن التي يسكنها أبناء جلدته فليس من الممكن أن يحتفظ هذا الرئيس أو القائد بأي احترام أو موقع في وجدان هذا الشعب أو تاريخه. الحال الذي يسود مدن ليبيا وقراها تبشرنا بأيام سوداء سيخيم فيها الحزن والغضب والندم على أجواء الوطن العربي وفي عمق وجدانه الجمعي بسبب الجرائم التي ارتكبتها وما تزال سلطات العقيد معمر القذافي ومرتزقته الذين استقدمهم من مجاهل إفريقيا ليطلقوا النار على ثوار ليبيا الأبطال، والذين سطروا في الأيام القليلة الماضية آيات الشجاعة والصبر لتحقيق هدف الحرية والكرامة الوطنية. لقد تأكدت الأنباء حول مشاركة المرتزقة من بلدان إفريقية مختلفة في مذبحة اللليبيين التي تجري اليوم تحت سمع وبصر المجتمع الدولي. سيسجل التاريخ أن دولاً كثيرة تدعي الحضارة والمدنية والحرص على حقوق الإنسان وكرامته وقفت تتفرج أثناء مجزرة طرابلس وقبلها بنغازي وغيرها من المدن الليبية التي يستهدفها القصف الجوي الوحشي، وهو ما أقر به يوم الاثنين سيف الإسلام معمر القذافي الذي توعد الشعب بهكذا مجزرة في خطابه العشوائي قبلها بساعات. ما يدفع الأمور إلى مجاهل الحرب الأهلية وحمام الدم مسائل لم تكن في وارد النظام الليبي وزعيمه الأوحد الذي فوجئ بواقع وشعارات وانتفاضة ترفضه وتطلب إقصاءه عن الزعامة. القذافي يعتقد أنه رسول الله إلى شعبه وأنه لا ينطق عن الهوى، وقد ساعد على خلق هذا الوهم لديه المدة الطويلة التي حكم بها بلاده دون أن يواجه بمعارضة جدية وحقيقية على مدار سنوات حكمه المليئة بالغرائب والمفاجآت. الثورة الراهنة وشجاعة الناس في الجهر بكرهه وطلب رحيله أفقد الرجل صوابه وحكمته التي كنا نحبذها ذات يوم فبرزت شياطينه وغضبه دفعة واحدة لدرجة أجازت لأقرب الناس إليه أن يندفع بحماقة وصبيانية نحو الانتقام ممن أغضب الرسول، بل الإله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه، وإذا به رجل كسائر البشر يتعرض لما يتعرض له أي إنسان. كان الجميع ينتظر من الرئيس الليبي موقفاً ثورياً يؤكد إيمانه بالجماهير التي ادعى تمثيلها والنطق باسمها على مدار العقود الأربعة الماضية، موقف يحترم إرادة الناس ورغبتهم في التغيير وإذا بنا نجد من أطلق على نفسه "صانع عصر الجماهير" قاتلاً لهذه لجماهير ومزدرياً لإرادتها وحقها في اختيار طريقها، بل وجدناه لا يعرف قيمة الحرية وإرادة الشعب الذي تغنى بها طويلاً. إذن هي السلطة والجاه تعمي الأبصار وتحول المرء إلى نقيض كل ما دعا إليه. القذافي قدم في الساعة الثانية بعد منتصف ليلة الثلاثاء دليلاً على فقده كل إمكانية للعودة إلى أحضان الشعب إن لم يتم إلقاء القبض عليه ويحاكم على ما ارتكبه من جرائم بحق شعبه وأمته بظهوره المقتضب والمضحك المبكي على شاشة التلفزيون الليبي عشر ثوان ليقول أنه كان ينوي السهر والحديث مع الشباب في الساحة الخضراء لكن المطر منعه من ذلك، وقد أكمل القذافي مهزلته بالقول أنه لا يزال موجودا في ليبيا وليس في فنزويلا كما يقول الكلاب...هكذا! من الواضح الآن أن أي دعوة للتعقل وحقن الدماء لن تجد أذناً صاغية عند العقيد، وكونه يملك حتى الآن القدرة على إدارة قطعات من الجيش والطيران كما المرتزقة يجعله سادراً في غيه ولا يدرك حجم التغيير الذي حدث في بلده ولا عمق الهوة السحيقة التي صنعها لمستقبل شعبه الشجاع والمصمم على رحيله. إن تحول صاحب شعارات الجماهيرية إلى طاغية من طراز فريد ومتوحش يستوجب اتحاد كافة القوى في ليبيا لمواجهته والحد من خطورته، وإلى هنا دور الشعب الذي قدم ولا يزال أعظم التضحيات في مواجهته وسينتصر. هو لا يصدق أن الشعب الليبي لا يريده لكن العالم كله يعرف ويرى حجم الرفض والثورة في سبيل إقصائه عن الحكم، كما يرى حجم الجرائم والفظاعات التي يرتكبها النظام الليبي بحق المدنيين العزل والمتظاهرين السلميين في كل المدن الليبية وعلى الأخص طرابلس العاصمة. الصمت يلف عواصم صنع القرار في الوطن العربي وفي العالم الخارجي الذي لا يهمه كثيراً سلامة ليبيا وشعبها إلا من أصوات خفيضة بدأت تنطلق هنا وهناك باستثناء دولة قطر التي أعلنت خارجيتها بشجاعة شجب أعمال القتل والتنكيل التي يقوم بها نظام العقيد القذافي ضد شعبنا الشقيق في ليبيا العربية المسلمة. القذافي يخشى الخارج، بل يراهن على دعم الغرب لنظامه ولحكمه المنفرد لمصلحة تتعلق بالنفط والهجرة غير الشرعية لذلك لن يتراجع إلا إذا وجد مواجهة حقيقية من عواصم بعينها، والأهم تكاتف الدول العربية والقادة العرب في سبيل لجم اندفاع العقيد ووقف جرائمه الخطيرة التي بلغت حداً من الوحشية فاق أفظع جرائم التاريخ. الشعب الشقيق في ليبيا يحتاج إلى الغوث من أشقائه في هذه الساعة وإدانة أعمال القتل الجارية بحقه فهل يجد من يغيثه؟ [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل