المحتوى الرئيسى

مع الأحداثجـمـعــــــة النصـــــر

02/22 20:13

لم أكن حاسما لأمري مثلما كنت بالأمس‮.. ‬اتخذت قرارا بالتوجه إلي ميدان التحرير للاحتفاء مع أبنائي شباب مصر بنصر ثورة ‮٥٢ ‬يناير‮.. ‬إنها جمعة‮ ‬غير عادية‮.. ‬هي جمعة النصر التي ستظل مجريات أحداثها محفورة في ذاكرة كل من حضر مشهدها الرهيب‮.. ‬كانت الجمعة ‮٨١ ‬من فبراير عام ‮١١٠٢ ‬مثل يوم الحشر‮.‬اصطحبني إلي الميدان أحد عناصر الثورة الابن محمد فائق دسوقي،‮ ‬وعندما اقتربنا من حدود الميدان استقبلنا رجالات القوات المسلحة بابتسامة عريضة،‮ ‬ووجه بشوش‮.. ‬ولم يمنع الود والحب من تفتيش ذاتي،‮ ‬الساعة كانت تشير إلي الحادية عشرة صباحا والعرق يتصبب من جبيني‮.. ‬اليوم شديد الحرارة،‮ ‬افترشنا الأرض،‮ ‬جلست بجوار من اطلقت عليه‮ »‬لطفي‮« ‬ليضع لنا كوبين من الشاي الذي أدمنه ثقيلا‮.. ‬لاحظت انه‮ ‬غير محترف‮.. ‬قال لي جئت للميدان بعد أغلقت ورشة تصنيع الأحذية التي كنت أعمل بها في باب الشعرية،‮ ‬واستطرد‮ »‬الايد البطالة نجسة‮«‬،‮ ‬ومع أطراف الحوار كانت تمر أمام عيني أفواج من البشر‮.. ‬اختلطت قطرات العرق بدمع العيون‮.. ‬لم تكن الفرحة شبابية بل هي فرحة مصرية‮.‬ميدان التحرير‮.. ‬ذكرني بالأيام الخوالي‮.. ‬عندما كنا أطفالا ونحرص علي حضور‮ »‬موالد أولياء الله‮«.. ‬الميدان تحول إلي كرنفال أزياء،‮ ‬وانتشر الباعة من يبيع الشيبسي والمياه والفيشار،‮ ‬والسندوتشات،‮ ‬والشاي‮.. ‬وهناك من يبيع أعلام مصر و»تي شيرت الثورة‮«.. ‬ووسط هذه الكتل البشرية تجد من يخترق حشود الناس ليجمع المخلفات في كيس قمامة‮.‬أكبر ظني أن الشيخ يوسف القرضاوي عندما اعتلي المنصة التي تم تجهيزها ليلقي خطبة الجمعة ويؤم المصلين شعر بسعادة‮ ‬غامرة‮.. ‬لم أر من قبل شيخاً‮ ‬يؤم ‮٣ ‬ملايين مصل يوم جمعة‮.. ‬إنه حدث‮ ‬غير مسبوق لم يكن ليخطر علي عقل أو قلب بشر‮.. ‬ولأول مرة في خطبة الجمعة يستهل الخطيب كلامه قائلا أيها المسلمون والأقباط‮.. ‬قدم الشيخ القرضاوي التهنئة للشباب بانتصار ثورتهم المعلمة‮.. ‬وأوصي الشباب بالحفاظ علي الثورة التي لم تنته،‮ ‬بل بدأت وأولي خطواتها بناء مصر الجديدة‮.. ‬وحذر الشباب من المنافقين،‮ ‬وطالبهم بأن يكونوا علي يقظة وألا يسمحوا بأن يدخل بينهم من يفسد وحدة الشباب‮.‬وأثني الشيخ علي الكاتب الكبير الأستاذ أحمد رجب عندما قال أن الثورة نجحت عندما زار الميدان ورأي المسيحي يصب الماء للمسلم لكي يتوضأ‮.. ‬ووجه الشيخ التحية لجيش مصر باعتباره درع الشعب وسنده مشيدا بأن الجيش لا يمكن أن يضحي بالشعب من أجل شخص واحد‮.. ‬كما اشاد بالاجراءات التي اتخذها المجلس الأعلي للقوات المسلحة وإنشاء لجنة لتعديل الدستور خلال عشرة أيام،‮ ‬وأسند مهمتها للرجل الفاضل المفكر المعتدل المنصف المستشار طارق البشري‮.‬وما أن انتهت صلاة الجمعة،‮ ‬وصلاة العصر،‮ ‬وصلاة الغائب حتي علت في الميدان صيحات وتكبيرات عيد الأضحي المبارك‮.. ‬الله أكبر كبيرا‮.. ‬ألم أقل إنها جمعة‮ ‬غير مسبوقة في تاريخ أمة الإسلام والمسلمين‮.‬سلمت لنا يا مصر‮.. ‬وسلمت لنا يا شباب مصر‮.. ‬ومبروك النجاح المذهل للاحتفال بثورة ‮٥٢ ‬يناير ‮١١٠٢.. ‬وعاشت مصر حرة قوية بسواعد رجالات القوات المسلحة العظيمة‮.‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل