المحتوى الرئيسى

فواصلالرقــــم الصعــــب

02/22 20:13

عاملان لا ثالث لهما وراء نجاح ثورة ‮٥٢ ‬يناير،‮ ‬الأولي صمود فئات الشعب المصري،‮ ‬وفي القلب منه الشباب طوال ‮٨١ ‬يوما ضد محاولات إجهاض والقضاء عليها بكل الوسائل والأساليب منها استخدام قوات الأمن وبطش البلطجية،‮ ‬واستعمال‮ »‬مدفعية‮« ‬بعض وسائل الاعلام الثقيلة‮.. ‬التي سقطت في خطأ التهوين من الثورة،‮ ‬جريا وراء المقولة المشهورة،‮ ‬التي حكمت الموقف الرسمي‮ »‬دول شوية عيال بتوع الفيس بوك‮« ‬فبدأ في خطيئة التهوين‮ »‬شرذمة مندسة‮« ‬والتخويف،‮ ‬والعامل الثاني هو الموقف العظيم للقوات المسلحة المصرية تجاه الأحداث منذ بدايتها وحتي الآن،‮ ‬حيث انحاز منذ اللحظة الأولي إلي الشعب المصري،‮ ‬معتبرا مطالبه مشروعة،‮ ‬معلنا علي رؤوس الاشهاد أنه لن يمس أي مصري يمارس حقه الطبيعي،‮ ‬طالما ظل في إطار القانون والدستور،‮ ‬الذي يتيح حق التظاهر ولا أذيع سرا بأن المجلس الأعلي للقوات المسلحة اشترط عند تنفيذ تكليف النزول إلي الشوارع يوم الجمعة ‮٨٢ ‬يناير نتيجة الفراغ‮ ‬الأمني أنه لن يستخدم سلاحه ضد المصريين،‮ ‬فهو ليس بديلا عن قوات الشرطة،‮ ‬ولن يخون ميراثه التاريخي،‮ ‬فهو جيش مصر وشعبها،‮ ‬وليس تابعا للنظام الحاكم،‮ ‬وشهدت الأيام التالية رغبة في ايجاد مسافة بينه وبين النظام،‮ ‬من خلال سعيه إلي فتح حوار مع جماهير ميدان التحرير،‮ ‬عبر الزيارة التي قام بها المشير طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة إلي الميدان،‮ ‬وإلي مبني الإذاعة والتليفزيون،‮ ‬بالاضافة إلي الدور الذي لعبته قياداته الموجودة علي الأرض‮ - ‬كما أنه تدخل بسرعة وحسم لانهاء حالة الميوعة والبطء الشديد في التحرك السياسي،‮ ‬وانحاز للشعب الذي رفض تفويض نائب الرئيس لمسئوليات مبارك‮.‬ما قام به الجيش المصري ليس جديدا عليه ولا تاريخه،‮ ‬فهو الرقم الصعب في المعادلة المصرية الذي استطاع تغيير وجه مصر في ثورة يوليو ‮٢٥٩١ ‬وكرس دوره الوطني ليس فقط من خلال دوره في حماية الوطن وتحقيق الانتصار التاريخي في ‮٣٧٩١‬،‮ ‬ولكن أيضا في الحفاظ علي الأمن والاستقرار في أزمات مصر الكبري،‮ ‬وعندما استدعت الضرورة ذلك،‮ ‬في انتفاضة ‮٨١‬،‮ ٩١ ‬يناير ‮٧٧٩١- ‬وأحداث الأمن المركزي في ‮٦٨٩١ ‬عندما أجبرته الظروف علي النزول إلي الشارع،‮ ‬أدي المهمة وعاد للثكنات والمعسكرات،‮ ‬ناهيك عن دوره الوطني في حل كثير من المشاكل الحياتية‮.‬وتتعدد المؤشرات علي حجم التغيير الذي يقوده الجيش المصري،‮ ‬برؤية متكاملة يتم تنفيذها عبر مراحل منها تأكيده علي أنه ليس بديلا عن الشرعية في الوقت الذي أعلن فيه حل مجلسي الشعب والشوري وتعليق العمل بالدستور،‮ ‬وانه لا يسعي للحكم أو الاستمرار في السلطة ودوره سينتهي بنهاية المرحلة الانتقالية وتسليم السلطة إلي حكومة منتخبة،‮ ‬واتوقف عند بعض القرارات التي أثارت الارتياح والاحترام والتقدير وخلقت حالة من المصداقية،‮ ‬من ذلك تشكيل لجنة بديلة عن تلك التي سبق أن تم الاعلان عنها لتعديل الدستور،‮ ‬علي رأسها المستشار طارق البشري،‮ ‬بديلا عن سري صيام‮- ‬صحيح ان الأولي مثل الثانية ضمت كفاءات قانونية،‮ ‬إلا أن الحرص علي ايجاد مسافة مع النظام القديم استدعي لجنة جديدة بأفكار مختلفة تضم ايضا كفاءات قانونية ودستورية وتشريعية،‮ ‬وتضم تمثيلا لتيارات سياسية مثل الإخوان المسلمين وعنصر قبطي توافرت فيها شرط الكفاءة والنزاهة للقيام بالمهمة الأصعب،‮ ‬غياب أعضاء المجلس عن الاعلام،‮ ‬ارصدوا معي لغة البيانات الصادرة ووقتها‮- ‬وما تحمله من رسائل في أكثر من اتجاه،‮ ‬داخلي وخارجي،‮ ‬أنها أمور مطمئنة علي أن التاريخ يفتح أوسع أبوابه لقادة القوات المسلحة‮. ‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل