بالمنطقالثورة العالمية الأولي!
هذه ليست بالمرة ثورة محلية محدودة، وليست أيضاً إقليمية تقتصر فقط علي منطقة واحدة، وأمة واحدة، ولكنها بمقاييس عديدة هي ثورة عالمية يجوز لنا أن نسميها ب»الثورة العالمية الأولي« وذلك علي غرار الحرب العالمية الأولي التي انخرطت فيها معظم دول العالم في حرب ضروس لم تكن الأخيرة أو الفريدة من نوعها، ولكن سرعان ما تبعتها بعد ذلك، وبعد أقل من عشرين عاما، الحرب العالمية الثانية التي شكلت العالم الذي نعيش فيه الآن، وعلي مدي أكثر من 60 عاما كاملا قد تمتد إلي سنوات وعقود أخري من المستقبل.وبعيدا عن »الشوفينية« المعتادة التي يميل خلالها الكثيرون إلي أن ينسبوا كل انجاز إلي أنفسهم، والقول بأنهم كانوا السباقين في هذا المجال أو ذاك بعيدا عن هذه الشوفينية المعتادة ينبغي الاشارة إلي حقيقة واضحة تقول انه لو كانت الثورة التونسية قد خرجت إلي الشوارع قبل خروج المظاهرات المصرية في ٥٢ يناير ١١٠٢ لو كان ذلك فإن الواقع يقول لنا ان الاعلان عن هذا التحرك من جانب الشباب المصري تم الاعلان عنه قبل اسابيع من التحرك الفعلي، وذلك من خلال الشبكة العنكبوتية وتحديدا من خلال »الفيس بوك« وكان العالم كله يوجه انظاره إلي العاصمة المصرية انتظارا لهذا الحدث غير المسبوق وإذا بالثورة التونسية تندلع فجأة قبل هذا التاريخ، وفي ذلك لزم الاشارة والتنويه تجنبا لأي ادعاءات، أو اتهامات، أو تشويه لأي حقائق لا يصح، ولا ينبغي، أبداً التلاعب فيها أو العبث بها!ومع، ورغم ، وبعد ذلك فإن هذه المسألة ليست هي جوهر ما نقصده، ولكن جوهر الموضوع هنا هو هذا الانتشار التلقائي والسريع من تونس إلي مصر، فالجزائر، ثم ليبيا، والبحرين، واليمن.. معظم دول العالم العربي، ثم إذا بهذه الموجه العارمة تعبر إلي قلب القارة الآسيوية لنري المظاهرات في ايران، ثم من بعدها الصين الذي يبدو انها محطة الوصول الكبري.لقد ذكرت في مقال سابق ان تكرار الصدفة لا يجعل منها صدفة، وينفي عنها هذه الصفة، وإلي يومنا هذا مازلت متمسكا برأيي واعتقد ان الايام القادمة ستأتي لنا بالاجابات السديدة عن هذه الظاهرة المدهشة التي بدأت محلية، وتطورت إلي اقليمية، ثم انتهت إلي عالمية.. تقريبا.
Comments