المهندس محمد الصاوي المرشح لمنصب وزير الثقافة في حوار مع »الأخبار«قبولي الوزارة مرهون بموافقة الشعب
أول أمس كان مركز ساقية الصاوي الثقافي يحتفل بذكري مولد الأديب الراحل عبد المنعم الصاوي وزير الثقافة الأسبق، والد المهندس محمد الصاوي مؤسس الساقية .. وكان من المفارقات التي لن ينساه الابن انه رشح لنفس منصب والده بعد مرور 34 عاما علي وفاته.< أهو توريث إذن، كان هذا هو سؤالي الأول للمهندس الصاوي.<< يبتسم قائلا: أنا لم أرث عن أبي المنصب، لكني ورثت عنه مسئولية الثقافة، وفي حال توليت المنصب سأضطلع بهذه المسئولية.< البعض يتخوف من " خصخصة الثقافة " علي اعتبار انك حققت نجاحا في هذا الاتجاه بإدارتك لساقية الصاوي؟<< في حال توليت المنصب، لن تكون الوزارة " بيتي اللي اشتريته بفلوسي أو ورثته عن والدي حتي أتصرف فيها كيفما أشاء، فأي اتجاه جديد في الوزارة لابد انه سيكون من خلال مشروع يطرح علي البرلمان، وهذا البرلمان بالشكل الذي نتوقعه سيكون قوي وعلي درجة عالية من الوعي.< لكن هناك أمورا لن تكون تحت رقابة البرلمان مثل علاقاتك الخارجية، وهذا أمر يثير الريبة والشك عند بعض المثقفين؟<< أفهم مصدر هذا الشك وهو أن الساقية كانت منفتحة علي كل الثقافات، وهذا أمر كان يتم في النور وأمام أعين الناس، كما أننا كنا دائما نؤكد أن الانفتاح لا يعني التخلي عن الهوية الوطنية، ولذلك خصصنا عاما كاملا في الساقية لزيادة الوعي بأهمية وقيمة لغتنا العربية، كما أن المتابع لنشاط الساقية يجد ان البرنامج الشهري الذي توزعه علي وسائل الإعلام يتضمن توعية ببعض قواعد النحو والصرف.< ألا تري أن توليك المسئولية في ظل هذه الأجواء من الشك والريبة يمثل مناخا غير صحيا للعمل؟<< من حق كل إنسان أن يشك .. وأنا أري في الشك مناخا صحيا يجعلني أشعر حال توليت المسئولية ان الأعين تراقبني فلن أقدم ساعتها علي أي تصرف يعرضني للمسئولية.< وماذا ستفعل في من يثيرون هذه الشكوك، خاصة ان التسريبات تقول إن مصدرها قطاعات بوزارة الثقافة؟<< سأغلق ملفات الماضي وسأفتح صفحة جديدة مع كل العاملين بالوزارة يكتب أول سطر بها مع أول يوم من تولي المهمة.< لكن ألن تفتح ملفات الفساد التي بدأت تفتح بكل الوزارات.<< الماضي ليس مسئوليتي، لكنه مسئولية الجهات الرقابية، أما الحاضر فأنا أؤكد حال تولي المسئولية أني سأضرب بيد من حديد علي الفساد والفاسدين. < هل معني ذلك أنك ستدير الوزارة بأسلوب مركزي، حتي تستطيع اكتشاف الفاسدين؟<< هذا ليس أسلوبي، فأنا أحب أن أمنح الصلاحيات لكل العاملين، وأراقب من بعيد مدي التزام العاملين بالخطوط العريضة التي أضعها.< وما هي هذه الخطوط ؟<< مبدئيا أنا لا أحب سماع كلمة " تعليمات سيادتك "، بحب كل الموظفين يناقشوني، ولو أخطأت يقولون لي أنك مخطئ.. كذلك أنا أقدس المواعيد ولا أتسامح مع عدم احترامها، وفوق كل ذلك أحب ان تسير منظومة العمل في إطار من الأخلاق التي تربينا عليها كمصريين.< معني ذلك انك ستضع قيودا أخلاقية علي الأعمال التي تعرض علي مسارح الدولة؟<< هي ليست قيودا، فأنا مع النقد حتي لو كان لاذعا، لكن في نفس الوقت أنا ضد التجريح واستخدام ألفاظ غير لائقة في النقد.< وماذا عن أولوياتك في الوزارة؟<< إذا توليت المنصب سأولي اهتماما خاصا بمسارح الدولة لتعود مفرخة للنجوم كما كانت في الماضي، فأنا لا زلت أتذكر المسرحيات التي حضرتها بالمسرح القومي وكان وقتها محمود ياسين لا يزال ممثلا صغيرا، والآن أصبح نجما كبيرا.< ألاحظ انك تكرر كثيرا عبارة " في حال توليت المنصب "، ألا زلت لم تأخذ قرارا بعد؟<< نعم، فأنا لن أقبل المسئولية إذا شعرت ان الشعب يرفض وجودي، لأني أري ان الوزير شأنه شأن أي موظف عام من المفترض انه خادم للشعب، ولا يمكن أن أخدم أحدا رغما عنه، فليس من المقبول ان أخرج لساني للناس وأقول لهم أصبحت وزيرا رغما عنكم.< وماذا لو تعرضت لضغوط؟<< هذا موقفي الذي لن يتغير، لأني لا أنوي حال تولي المنصب أن أسير بحرس، ولا يمكن ان يتحقق ذلك، إذا كان هناك رفض شعبي لوجودي.< لن تسير بحرس؟!.. ألا تراها مخاطرة ؟<< ليس ذلك فحسب، بل أني لن استخدم سيارة الوزارة إلا في الذهاب للأماكن المتعلقة بعملي بالوزارة، وسأحرص علي استخدام سيارتي الخاصة في الذهاب من منزلي ب 6 أكتوبر لمنطقة الزمالك حيث توجد الساقية ووزارة الثقافة، وسأضع سيارتي الخاصة في " البارك " الخاص بالساقية وأذهب للوزارة مشيا علي الأقدام.وأنا لا أري في ذلك مخاطرة، طالما كان هناك قبول شعبي.< أعرف انك تهوي كثيرا رياضة الجري وتحريك العرائس، فهل ستتأثر هذه الهوايات ؟<< سأعيد عليك نفس العبارة .. في حال توليت المنصب لن أتخلي عنهما لأنهما يجريان في دمي.< وماذا إذا قال لك رئيس الوزراء أنهما لا يليقان بمن يعمل وزيرا؟<< الوزارة ليست سجنا.. وإذا شعرت أنها ستحرمني من الأشياء التي أحبها سأتركها فورا، وإذا شعرت - أيضا - أني لن أستطيع المشي في الشارع بمفردي كما تعودت، سأستقيل أيضا.< وهل ستتخلي عن الساقية؟<< لن أتخلي عنها أبدا، بل سأتابعها من حين لآخر، وسيساعدني نظام العمل الذي وضعته بها علي ذلك، وهو نظام يقوم علي تحمل العاملين المسئولية. < وهل سيحدث تغيير في هامش الحرية الذي تتمتع به أنشطة الساقية؟<< لن يحدث ذلك أبدا، أعد حال توليت المنصب أني سأعلق لافتة علي باب الساقية تقول: " من حق كل إنسان الانتقاد، حتي لو كان يتعلق بوزير الثقافة نفسه".
Comments