المحتوى الرئيسى

"فوبيا" انقطاع الرواتب وأشياء لا تشترى بقلم:محمد سلمان

02/22 18:14

بسم الله الرحمن الرحيم "فوبيا" انقطاع الرواتب وأشياء لا تُشترى في حلقة برنامج " عل المكشوف " لهذا الاسبوع على فضائية فلسطين يوم الجمعة 18/2/2011 ، لم يكن مقدم البرنامج موفقا بالمرّة ، فحين انبرى ضيفاه للإشادة بموقف القيادة الفلسطينية الصلب في رفض الضغوط الامريكية للتخلي عن مشروع قرار ادانة الاستيطان في مجلس الامن ، قرر مقدم البرنامج القفز بالنقاش بشكل نشاز باتجاه متعلق برواتب الموظفين والازمة المتوقعة المترتبة على الغضب الامريكي من القيادة الفلسطينية ، والتي شكل موقفها الصلب صفعة قوية في وجه الكذّابين ادعياء الحرية في امريكا . وحين اتصل تلفونيا المحاسب العام في السلطة الوطنية ليقدم مداخلة في صلب الموقف الوطني للقيادة ، سعى مقدم البرنامج "على طريقة اداء مذيعي الجزيرة" لسد منافذ الحديث في وجه محاوره ودفعه باتجاه واحد فقط وهو الحديث عن الرواتب وفرص استمرار تدفقها او احتمالات تعثرها . هذا المدخل ليس ردا على اي احد ، انما هو وقفة مع الكل الفلسطيني ومؤسساته وناشطيه واتحاداته لتفقّد قيمنا الوطنية باستمرار ، لرصد ما يطرأ عليها من وهن او ضبابية او تآكل او سوء في الترتيب من حيث الأهمية ، فحين يتعلق الأمر بالكرامة والحقوق الوطنية في فلسطين الغالية ، فانه يصبح لزاما تأخير الحديث باي امر آخر . ولكي نضع الامور في سياقاتها الصحيحة فاننا نعود الى نقطة البدء وهي ان مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية قد بنيت لتحقيق مهمة نقل الشعب الفلسطيني من جور الاحتلال وجبروته الى رحاب الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة ، لذلك هذه المؤسسات لم تكن بحد ذاتها هدفا نهائيا بقدر ما هي معبرا او جسرا ومن غير المسموح لأي كان بان يتوه عن ذلك فيخضع لابتزاز سياسي ووطني من اجل استمرار تمويلها وتشغيلها والصرف عليها او تدفق رواتب موظفيها . ربما تقرأنا بعض الدول او بعض الانظمة خطأً فهذا امر يمكن تفهمه ، اما ان يفشل بعضنا الفلسطيني في قراءة منظومة القيم الوطنية فيسعى لرفع المتدنية منها لتحل محل القيم المحورية العظيمة ، فهذا ما لا يمكن تفهمه حتى وان كتب سلفا الفشل الذريع لمسعاه في تغيير الترتيب التاريخي الرائع لقيمنا الوطنية التي تقدم الوطن ومصالحه على اية امور او مكاسب اخرى صغيرة كانت ام كبيرة. في اوج الانتفاضة الاولى كابرت والدتي المسنة وزارتني في السجن فاخذت اشحذ همّتها وأحضّها على الصبر ... فقاطعتني لكي لا ينفذ زمن الزيارة وقالت : " لم ننس بعد خبز الصاج ولا السراج ، وما زالت الموقدة موجودة ومستعدين نرجع للحطب بس المهم بدنا نتحرر ونخلص من شوف اليهود ". كلمات بسيطة لكنها قوية مزلزلة كانت تعكس وضوح الهدف السياسي لكل فئات الشعب وشرائحه وبما ينسجم والقيم الوطنية . سنوات قليلة حتى دخل علينا الوهن فلفّت الضبابية والغباش اهدافنا السياسية التي اسهم في غياب معالمها ايضا انتشار ثقافات فرعية وقيم فهلوية سلبية وتسابق محموم على قيادة المؤسسات والمراكز المدنية والعسكرية في كافة المستويات ، فوصلنا إلى مرحلة حصلت فيها حماس على عدد اكبر من مقاعد المجلس التشريعي الأمر الذي تبعه حصار عالمي ظالم للشعب الفلسطيني وكان احد أوجهه شلل المؤسسات وانقطاع رواتب الموظفين . آنذاك كان مباحا للكل الفلسطيني ان يتذمر ويسخط او يستاء وان يعبر عن ذلك باضراب هنا او اعتصام هناك ، ليس لان الامر متعلق بحكومة حماس ، بل لان الشعارات والمواقف التي اعلنتها حكومة حماس ووفّرت المبررات للحصار كانت مجرد استعراضات ومغامرات لم تكن عملية او موضوعية او مقنعة حتى لأطفال فلسطين برغم النصائح والجهود الصادقة التي قدمت لحماس آنذاك. ايام صعبة ثقيلة مرت على الشعب الفلسطيني ، لكن قيادته استطاعت خلالها ان تدير معركة سياسية ودبلوماسية ناجحة على كل المستويات ، فعلى الساحة الدولية تحققت مكتسبات كبيرة في ترسيخ حدود الدولة الفلسطينية فتتابعت الاعترافات الدولية وصولا الى ذروة الانجاز السياسي المتوقع في الاعتراف العالمي الجدي بالدولة الفلسطينية في سبتمبر القادم ، اما على المستوى الوطني وربما هذا هو الاهم فقد استطاعت القيادة أن تجلي الأهداف السياسية للشعب الفلسطيني بشكل متماسك ومقنع حقق الالتفاف الجماهيري حولها ورفع مستوى التفاعل بين الجماهير وقيادتها في الشأن السياسي والذي يظهر جليا مؤخرا بخروج الجماهير عن صمتها ونزولها المتكرر الى الشارع دفاعا عن حقوقها الوطنية وبرنامجها السياسي وقيادتها الثابتة عليها . واليوم الاحد 20/2/2011 خطت نقابة الموظفين العموميين في فلسطين خطوتها الاهم منذ تأسيسها ، حين خرجت بالموظفين الى الشارع للجهر بمؤازرة الموقف الوطني الصلب للقيادة الفلسطينية واعلان الرفض المطلق لموقف الولايات المتحدة المؤازر للاستيطان الصهيوني في اراضي السلطة الوطنية ، مع ادراك النقابة وعموم الموظفين بان هناك محاولات ابتزاز سياسية من خلال ضغوط اقتصادية قد تمس انتظام تدفق الرواتب في المرحلة القادمة ، ومع ذلك ومن اجل الزج بهذا الجسد الوطني في اتون المعركة السياسية والموقف الوطني للقيادة ، فقد جاءت خطوة نقابة الموظفين اليوم لتؤكد ايضا ان الفلسطيني ستبقى الحرية نقطة تنبهه المركزية وسوف لن يقبل ان يستبدل موقفه الوطني بمغريات الحياة او متاعها . وكم كان شاعر مصر الكنانة امل دنقل معبرا عن الفكرة حين قال : أترى حين أفقأ عينيك، ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ هي أشياء لا تشترى .........!!! محمد سلمان/طولكرم

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل